x

«صفوت ومحمود».. الحب بين شطرى قصيدة

الثلاثاء 13-02-2018 22:03 | كتب: إبراهيم زايد |
الشاعران صفوت البطاطى ومحمود مغربى فى ندوة شعرية قبل رحيلهما الشاعران صفوت البطاطى ومحمود مغربى فى ندوة شعرية قبل رحيلهما تصوير : اخبار

جمعت الصداقة والمحبة بين شطرى الأمة المصرية فى شاعرين جنوبيين، أحدهما يؤمن بمحمد والثانى يؤمن بعيسى، ولم يفرقهما الاختلاف، بل حولاه إلى تناغم ومحبة فى الإنسانية وأخوة تحدت كل أشكال وإشكاليات التشكيك فى النوايا والمعتقد، حتى ظن الظان بهما أن محمود يريد بصفوت الإسلام، أو أن صفوت يريد محمود للمسيحية، وأطلق المقربون منهما اسم محمود على صفوت، وصفوت على محمود، وكانوا يقولون إذا أقبل محمود مغربى، ها قد أتى محمود البططى، وإذا صادفوا صفوت البططى، يقولون أهلا بصفوت المغربى.

واستمر الحال ومرت الأيام، والسنوات، وكان الشاعران يخامران موهبتهما حتى نضجت أكثر من عشرين شتاء وربيعا عاشاها معا حتى وصلا خريف العمر، كتب المغربى فى أحد الأيام الربيعية فى صديقه شعرا عدّ علامة فى الوفاء بين الأصدقاء وسمى القصيدة «وحيدا يدق الأجراس» يلقيها فى كل مناسبة وفى كل محفل شعرى، سواء جمعهما معا أو كان منفردا بأمسيات قنا الشعرية، أو على مقاهى القاهرة، كعبة المثقفين والمبدعين الجنوبيين أمثاله.

فى كل حول لا يمر شهر رمضان من مأدبة كبيرة فى بيت البططى، لمحمود المغربى، وصحبة من الشعراء والأدباء أو المحبين من المسلمين، تعدها بجهد جهيد ومحبة وتفانٍ أسرة البططى، الزوجة الغالية وبنتاه، درر الدار، كما كان يحب المغربى أن يطلق عليهما، كانتا تعتبرانه العم والصديق، وتستشيرانه ووالدهما فى كل صغيرة وكبيرة، وكان يبادلهما المحبة والوفاء ويعدهما بنتيه حتى كان الرحيل بلا استئذان، وقضى محمود المغربى نحبه فجأة جعلت من صفوت البططى مشدوها مكلوما، يصرخ بين المشيعين كالفهد، ويزأر كالأسد، ويقول «حتسيبنى لمين يا محمود»، «من بعدك يتيم يا خوى- أى يا اخى»، حتى إنه أصيب البططى هذا اليوم بالإغماء مرتين، إلى أن أشفق عليه الرفاق وأعادوه لبيته وهو يبكى.

جلس البططى فى منزله مخاصما الحياة، لا شىء أصبح له طعم، الماء والطعام ما عاد يهنأ بهما، ولم تعرف الشوارع خطوات أقدامه، كما عهدته مسبقا، ولم تتغن بحضوره محافل الشعر كما كانت، إلا بالدعاء له بالشفاء، ولم تمر الأيام طويلا حتى ذهب الخل لخليله، 6 أشهر فقط بين رحيله ورحيل صديقه، كتب خلالها مرثية كانت من

أواخر ما كتب فى حب محمود مغربى، ويختتمها بحب قائلاً: «ما صدقت زيه إنسان.. محمود جوانا عايش وحبه عمره ما مات».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية