احتدمت الخلافات بين تركيا والولايات المتحدة، بشأن دعم واشنطن للأكراد السوريين، قبيل زيارة وزير الخارجية الأمريكى ريكس تيلرسون لتركيا، إذ أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» أنها خصصت 550 مليون دولار من ميزانية عام 2019 لتدريب وتجهيز «قوات سوريا الديمقراطية» الكردية وتأسيس القوة الأمنية الحدودية، فيما حذر الرئيس التركى رجب طيب أردوغان من أن الأموال الجديدة ستؤثر على قرارات تركيا، بالتزامن مع ما قام به رئيس بلدية أنقرة، مصطفى طونا، من التوقيع على مقترح لتغيير اسم الشارع الذى تقع فيه السفارة الأمريكية فى إسطنبول إلى «غصن الزيتون»، العملية التركية التى تشنها أنقرة ضد الأكراد فى عفرين.
ودعا أردوغان واشنطن إلى مواجهة «الإرهابيين الذين يعتدون على تركيا»، وتابع: «هناك من ينزعج من شن تركيا لعملية (غصن الزيتون) فى سوريا، وهذا يجعلنا نتساءل عن قوانين حلف الناتو، لذا على حلف الناتو الدفاع عن تركيا والوقوف معها أثناء دفاعها عن أمنها القومى لأنها دولة عضو بالحلف»، وأضاف أن: حلف (ناتو) ليس أمريكا، فإن جميع الدول متساوية فى القرارات داخل هذا الحلف، وقال: «على الولايات المتحدة التوقف عن مسرحية القتال ضد (داعش) فى سوريا، الذى تحول إلى قتال ضد تركيا»، وأضاف: «قيل لنا إن ضربنا أحد فسوف نرد بقسوة. إن من يقول ذلك فهو لم يجرب من قبل القبضة العثمانية»، قال نائب وزير الخارجية الروسى، ميخائيل بوجدانوف، إن واشنطن مسؤولة عن تسخين المزاج الانفصالى بين بعض الأكراد فى سوريا، بينما دعا القائد العام لوحدات الحماية الكردية، النظام السورى لدخول عفرين، لمواجهة الهجوم التركى، وتعتبر هذه المرة الأولى التى تعلن فيها القوات الكردية رسميا استعانتها بالنظام.
ميدانيا، استهدفت المدفعية التركية، أمس، للمرة الأولى وسط مدينة عفرين، ما أدى إلى سقوط جرحى، وهاجمت مروحيات تركية مواقع فى القطاع الغربى من منطقة عفرين، واستهدف الطيران السورى مواقع لفصائل المعارضة المسلحة والقوات التركية، ووحدات «حماية الشعب» الكردية فى عدة مناطق بعفرين، وتمكنت عناصر من المعارضة المسلحة من التسلل إلى إحدى النقاط الأمنية للقوات الحكومية على أطراف الغوطة الشرقية، وقتلوا وأصابوا عددا من قوات الأمن، واستحوذت على أسلحة وذخائر.
وأعلن تيلرسون، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر التحالف الدولى ضد «داعش» فى الكويت، أن بلاده قدمت 200 مليون دولار إضافية لدعم الاستقرار فى المناطق المحررة فى سوريا من سيطرة «داعش»، وأكد أن 98% من الأراضى التى سيطرت عليها «داعش» تم تحريرها، وأكد أن واشنطن تقف إلى جانب تركيا فى حربها ضد الإرهاب،
وحذر تيلرسون من أن العملية العسكرية التركية فى عفرين أدت إلى حرف مسار معركة التحالف الدولى ضد «داعش» فى شرق سوريا، بعدما انتقلت قوات كردية من هناك باتجاه عفرين. ودعت مصر، خلال كلمة السفير محمد البدرى، مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية، أعضاء التحالف إلى استمرار العمل والتعاون فيما بينها، لوقف التمويل، والملاذات الآمنة، مؤكدا أهمية إحكام غلق مسارات مفتوحة للعناصر الإرهابية، عبر دول عبور معروفة وتحت سمع وبصر التحالف الدولى، وأضاف أن هزائم «داعش» فى العراق وسوريا لن تفضى إلى إنهاء خطورة هذا التنظيم وغيره من التنظيمات الإرهابية فى سوريا، وإنما يحتم على أعضاء التحالف اتخاذ مسارات تتواكب مع تغير أنماط التهديد التى مازالت (داعش) وغيرها من التنظيمات الإرهابية تمثله ضد الشعوب.
وذكر الجيش الإسرائيلى أن الطائرة الإيرانية التى أسقطها مؤخرا مصممة بتقنية «الشبح» التى زودت بها من طائرة أمريكية مماثلة وقعت فى يد طهران منذ 6 سنوات، وهدد وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان بأن تل أبيب سترد على كل استفزاز دون قيود، وقال خلال زيارته لمستوطنة كريات شمونة عند المنطقة الشمالية إن إسرائيل ستواصل الدفاع عن مصالحها الحيوية، وتابع: «نحن لا نضع قيودا للرد على كل من يفكر فى مهاجمتنا».
وأعلن وزير خارجية كازاخستان خيرات عبد الرحمنوف أن لقاء يجمع بين وزراء خارجية الدول الضامنة لعملية «أستانا»، روسيا وتركيا وإيران، حول سوريا قد يعقد فى أستانا فى مارس المقبل، وستليه جولة جديدة من المحادثات، بينما أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أن النظام السورى استخدم السلاح الكيماوى 211 مرة حتى فبراير الجارى، مما أدى إلى مقتل 1421 شخصا.