استضافت منصة السياسات العالمية، وهي إحدى مبادرات القمة العالمية للحكومات، جلسة بعنوان «معارض إكسبو الدولية: شراكات عالمية تلهم الحكومات والشعوب»، شاركت فيها ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ووانغ جينزين نائب رئيس مجلس الإدارة للمجلس الصيني لترويج التجارة الدولية، وجو كايزر الرئيس والمدير التنفيذي لشركة سيمنز.
واستعرض المشاركون في الجلسة أهمية إقامة معارض الإكسبو العالمية منذ أول معرض إكسبو أقيم في لندن في العام 1851، إذ تعتبر فعاليات الإكسبو منصة مثالية لتعزيز التواصل والتعاون بين الدول والشعوب من كافة الجنسيات خارج الوسائل والقنوات التقليدية، فضلاً عن مساهمتها في تحفيز الابتكار.
وقالت «الهاشمي»، ما أهمية أن يجتمع الناس مع بعضهم البعض خلال معارض الإكسبو؟ لقد طرحنا هذا السؤال على أنفسنا قبل أن نتقدم بطلب استضافة معرض إكسبو 2020 بدبي. ونحن نؤمن بأن تواصل البشر مباشرة بين بعضهم البعض لا يفوقه أهمية أي شيء آخر، خاصة وأن المبالغة في استخدام التكنولوجيا والرقمنة بدون العنصر البشري لن يمكّننا من تكوين الشراكات التي نطمح إليها، ولهذا السبب تُعتبر معارض الإكسبو العالمية مهمة جداً لأنها ترسّخ هذا العنصر البشري في التواص.
وأضافت «الهاشمي»: «لا شك في أن معارض الإكسبو في المستقبل تواجه عدة تحديات، خاصة مع انسحاب فرنسا من استضافة الإكسبو في 2025، لكن ما زال هناك ثلاث دول مرشحة لاستضافة المعرض في 2025، وقد لمسنا حماسة العديد من الدول افتتاح أجنحتها خلال إكسبو دبي القادم في 2020».
وفي معرض تعليقها على الإرث الذي سيخلفه معرض إكسبو القادم، قالت معالي ريم الهاشمي: «إننا لا نفكر بمعارض الإكسبو على أنها فعاليات مؤقتة، بل هي بداية لمشاريع ستدوم في المستقبل، إذ نعمل على توسعة خط المترو ليصل إلى موقع الإكسبو، ونقوم أيضاً بتحضير البنية التحتية الحديثة في إطار تحرك سكان المدينة في هذا الاتجاه. إن ما نبنيه اليوم لا يلبي فقط متطلبات إكسبو بل يبني للأجيال المقبلة مدينة يفخرون بها.»
وأشارت إلى أهمية بناء شراكات وعلاقات تعاون قوية مع دول مثل الصين وشركات رائدة مثل سيمنز، حيث سيكون لهذه الشراكات أثر إيجابي في بروز شركات ناشئة ناجحة في المستقبل.
وأكدت بأنه لا يمكن لأي دولة التعامل مع التحديات لوحدها، سواءً أكانت تلك التحديات تتعلق بالتصدي للتغير المناخي أو بمكافحة الإرهاب، منوهة بأن مثل هذه التحديات يحتاج إلى شراكات وتعاون وتنسيق بين أطراف مختلفة، ومن شأن معارض الإكسبو أن تعزز هذا النوع من العلاقات وأن ترسخ هذه الجهود نحو الأفضل.
من جانبه، قال وانغ جينزين نائب رئيس مجلس الإدارة للمجلس الصيني لترويج التجارة الدولية إن الإكسبو كان له دور بالغ الأهمية في الترويج لدور الصين في التنمية، مشيراً إلى أن معارض الإكسبو تعد فرصة مثالية لعرض إنجازات الدول واستعراض المفاهيم الجديدة وفرص التعاون الدولي.
وأشار جينزين إلى أن معرض الإكسبو الذي أقيم في شانغهاي عام 2010 استقطب نحو 75 مليون زائر، منوهاً بأن الإكسبو هو الحدث الوحيد في العالم الذي يستقطب مثل هذه الأعداد الهائلة من الزوار.
وأشاد جينزين بجهود دولة الإمارات في تعزيز التعاون المشترك والعلاقات الثنائية بين الصين والإمارات، وتحدث كذلك عن الموقع الاستراتيجي الذي تتمتع به دولة الإمارات والذي تستطيع من خلاله الربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا لتخلق بذلك سوقاً كبيرة الحجم.
وعبّر جينزين عن دعم الصين لمعرض إكسبو دبي 2020، قائلاً بأن بلاده ستبني ثاني أكبر جناح في المعرض القادم وسيتمحور شعاره الرئيسي حول «الابتكار والفرص»، وبفضل سياسة التأشيرات الحديثة التي اعتمدتها الإمارات للزوار من الصين، أكد جينزين بأن أعداداً كبيرة من المواطنين الصينيين سيزورون الإمارات ومعرض إكسبو في العام 2020.