لا يمر يوم على الطرق التي تربط البحر الأحمر بمحافظات الصعيد والوجه البحري والقاهرة إلا وتشهد حوادث يروح ضحيتها قتلى ومصابون بسبب عيوب التصميم وعدم الصيانة وتعدد المنحنيات، وقدمت إدارة المرور تقريرًا لمجلس الوزراء عن المناطق الخطرة بطرق المحافظة وأصبحت هذه الطرق بحسب ما يسميها السائقون «مقابر» للقادمين والمغادرين البحر الأحمر.
ويعد الطريق الدائري الأوسط بمدينة الغردقة، الذي أقيم منذ 15 عامًا بطول 30 كيلومترا بهدف ربط شمال وجنوب الغردقة ونقل المواطنين من الطريق الساحلي، من بين الطرق التي تعد الأعلى في الحوادث، حيث يشهد حوادث متكررة مما جعل السائقين وأهالي الغردقة يطلقون عليه اسم «المقبرة».
الطريق الدائري الأوسط يبدأ من أمام مطار الغردقة مرورا بالمنطقة الصناعية وإسكان الشباب ومنطقة المدارس الخاصة وجمعيات الإسكان وأرض القرية الأوليمبية حتى المدخل الشمالي للغردقة وتم نقل ملكيته لوزارة النقل بدلاً من مدينة الغردقة على اعتبار أنه من الطرق الخارجية.
وقال محمد كمال، من الغردقة، إن «المنحنيات التي تربط الطريق الساحلي بالدائري الأوسط والدائري الخارجي هي أحد أهم أسباب تعدد الحوادث»، مطالبًا بإقامة نقطة إسعاف بمنتصف الطريق لسرعة التدخل في نقل المصابين وإسعافهم لأن مرفق الإسعاف الرئيسي يقع داخل المدينة والمنطقة السكنية.
وتفقد مراسل «المصري اليوم» الطريق الدائري الأوسط الذي أصبح متهالكا وظهرت به الحفر الكبيرة بمختلف المناطق وتآكلت جوانب الطريق خاصة الجزء الشمالي بعد تعرضه للسيول وإلقاء مخلفات المباني على جانبيه ولا توجد به أي إنارة، بالإضافة إلى التعديات بإلقاء ناتج الحفر ومخلفات المباني وتم رصد عدة عيوب فنية في مسار الطريق حيث يضيق ويتسع الطريق بشكل مفاجئ، كما تم التعدي على مسار الطريق بإقامة عدد من الدورانات دون تصريح ولم تقم هيئة الطرق والكباري بإجراء أي أعمال صيانة أو تطوير للطريق منذ إنشائه.
وذكر جمال سلامة، سائق حافلة سياحية، لـ«المصري اليوم»، أن «الطريق يعد من الطرق الرئيسية لحركة نقل السائحين من مطار الغردقة الدولي إلى العشرات من الفنادق والقرى السياحية لمنطقتي الجونة وشمال الغردقة، بالإضافة إلى أن الطريق تمر عليه عشرات الأتوبيسات التي تشارك في رحلات اليوم الواحد إلى المناطق السياحية بالقاهرة ويشهد الطريق سير الأتوبيسات القادمة والمغادرة للغردقة»، وقامت إدارة المرور بالبحر الأحمر بوضع العشرات من العلامات واللافتات التحذيرية إلا أنها تعرضت للسرقة أكثر من مرة.
ومنذ ٣ سنوات، قام المهندس هاني ضاحي، وزير النقل الأسبق، بتفقد حالة الطريق واتفق مع مسؤولي محافظة البحر الأحمر على البدء في تطوير وإعادة رصف الطريق بمبلغ 130 مليون جنيه، منها 20 مليونا لأعمال الإنارة بالطاقة الشمسية، إلا أن التطوير وإعادة الرصف لم يتم حتى الآن.
ورفض مسؤولو الطرق بالمحافظة التعليق على الموضوع، بينما أكد مسؤولو مدينة الغردقة أن هناك حملات يومية لإزالة أي تعديات على الطريق الدائري من ناتج مخلفات المباني، ويتم ضبط السيارات المخالفة وحجزها 3 أشهر وتغريمها ٥٠ ألف جنيه، بالإضافة إلى وجود أعمال ترميم وصيانة للطريق من جانب هيئة الطرق.