شهدت القمة العالمية للحكومات بالإمارات، انعقاد جلستين رئيسيتين حول أبرز الممارسات المعتمدة في قطاع الخدمات الهندي.
جاءت الجلسة الأولى تحت عنوان «النموذج الهندي في تصميم التجربة التعليمية»، واستضافت كيران بير سيثي، مؤسسة مدرسة ريفرسايد في الهند، وتحدثت بشكل رئيسي عن تجربتها الخاصة في مدرسة ريفرسايد ومساهمتها في إحداث التغيير في المنظومة التعليمية، ودور المدارس وقطاع التعليم في رسم آفاق مستقبل الأطفال، وأشارت إلى أن مدرسة ريفرسايد التي تأسست عام 2001 تعتمد مبدأ التفكير التصميمي الذي يحفز الأطفال على تبني مفهوم «أنا أستطيع».
وقالت سيثي: «لقد اعتمدنا في مدرستنا نموذجا مبنيا على 4 أسس هي الشعور والتخيل والعمل والمشاركة، والشعور هو تشجيع الأطفال على مراقبة ما حولهم وتحديد الأشياء التي تؤرقهم في حياتهم، في حين يسهم التخيل في دفعهم نحو التفكير بالحلول المناسبة للتغيير، ويدفعهم العمل إلى تطبيق الأفعال التي تؤدي إلى التغيير، ليقوم الأطفال في نهاية المطاف بمشاركة قصصهم الملهمة التي تدفع الآخرين إلى تبني مفهوم ’أنا أستطيع
وتحدثت سيثي عن مبادرة «التصميم للتغيير» التي انطلقت في عام 2009 لدفع الأطفال نحو اختيار فكرة واحدة والتأثير على حياة الملايين، مشيرة إلى أن هذه المبادرة نمت في الهند بشكل متسارع وامتدت لتشمل أكثر من 65 دولة حول العالم، مساهمة بذلك في الاضطلاع بالعديد من الحلول لمشاكل مثل التنمر في المدارس، ووقف زواج القاصرات، وتنظيف الشواطئ وغيرها من التحديات.
رعاية صحية بمواصفات شخصية
واستضافت الجلسة الثانية 3 شخصيات هندية بارزة في قطاع الرعاية الصحية، هم أنورادا أشاريا، الرئيس التنفيذي لـ«مابمايجينوم إنديا ليمتد»، وشمشير فاياليل، الرئيس والعضو المنتدب في «بي إس» للرعاية الصحية، وسوميترا دوتا، عميد كلية كورنيل إس.سي جونسون للأعمال بجامعة كورنيل، وأدار الجلسة مادلين بيل، الرئيس والرئيس التنفيذي لمستشفى الأطفال في فيلادلفيا.
وفي معرض إجابتهم عن نظرتهم تجاه قطاع الرعاية الصحية بعد 5 سنوات من الآن، أشار المشاركون إلى أن المستهلكين سيستلمون زمام المبادرة وسوف تتوفر لديهم كميات هائلة من المعلومات عن أنفسهم، كما أكد المتحاورون على ضرورة التغيير وبأن الكثير من الحلول ستتوفر خارج النطاق التقليدي للعاملين في قطاع الرعاية الصحية.
ونوهت أنورادا أشاريا بأنه خلال الأعوام القليلة القادمة، من المتوقع أن تنخفض تكلفة إصدار التسلسل الجينومي بشكل ملحوظ، لتنتج في النهاية كميات كبيرة من البيانات والمعلومات التي ستساعد على تخطيط التغذية بشكل أفضل وستسهم في جعل القطاع الطبي أكثر كفاءة ودقة.
من ناحيته، تحدث شمشير فاياليل عن نموذج المستشفيات المعتمد في شركته والمصمم اعتمادا على قطاع الضيافة والفنادق، إذ يهدف إلى توفير بيئة أكثر ترحيبا للمرضى.
بدوره قال سوميترا دوتا إن الحكومات لا يمكنها أن تتولى مسألة إدارة قطاع الرعاية الصحية وحدها نظرا إلى الأهمية الكبرى لهذا القطاع وحساسيته، مشيرا إلى ضرورة التقليل من دور الحكومات في هذا الصدد وعقد شراكات بين القطاعين الحكومي والخاص.