عزز الجيش الإسرائيلى دفاعاته الجوية على الحدود الشمالية، بعد سلسلة الغارات التى شنتها مقاتلات إسرائيلية على مواقع سورية وإيرانية، أمس الأول، ونجاح الدفاعات الأرضية السورية فى إسقاط مقاتلة «إف-16» إسرائيلية، بينما أعلن المرصد السورى لحقوق الإنسان مقتل 6 عناصر على الأقل من قوات النظام والمسلحين الموالين له فى الغارات الإسرائيلية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أمس، أن الغارات الإسرائيلية شكلت «ضربة قوية» للقوات الإيرانية والسورية، وقال فى مستهل الاجتماع الأسبوعى لحكومته: «وجهنا ضربة قوية للقوات الإيرانية والسورية، وأوضحنا للجميع أن قواعد الاشتباك الخاصة بنا لن تتغير بأى طريقة، سنواصل ضرب كل من يحاول ضربنا»، وهذه هى المرة الأولى التى يعلن فيها الجيش الإسرائيلى بشكل واضح ضرب أهداف فى سوريا، وقال نتنياهو، فى اتصال هاتفى مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، إن إسرائيل تريد السلام لكنها ستدافع عن نفسها «ضد أى هجمات تستهدفها أو أى محاولة لإيران لإنشاء كيان لها ضدنا فى سوريا»، ودعا بوتين إلى ضبط النفس فى سوريا، وأكد ضرورة تجنب أى خطوات تؤدى إلى مواجهة جديدة فى المنطقة، كما أجرى نتنياهو اتصالات بوزير الخارجية الأمريكية، ريكس تيلرسون، بينما أكدت الخارجية الأمريكية ووزارة الدفاع «البنتاجون» دعمهما لإسرائيل فى الدفاع عن نفسها ضد التهديدات الإيرانية، وقال الجنرال فى سلاح الجو الإسرائيلى، تومر بار، إن الرد كان «أقوى هجوم» من نوعه ضد سوريا منذ حرب لبنان عام 1982.
وذكرت القناة التلفزيونية الإسرائيلية العاشرة، صباح أمس، أنه فى ضوء التطورات الميدانية على الحدود الشمالية، فإن الجيش قرر تعزيز نظام الدفاع الجوى فى المنطقة وفى الجولان المحتلة. وأشارت إلى أن الحركة «شبه اعتيادية» فى المناطق الشمالية، إلا أن السكان «أصبحوا يفهمون أن إيران موجودة قرب الحدود، وأن قواعد اللعبة قد تغيرت»، وفى الوقت نفسه، أفادت صحف إسرائيلية بأن روسيا أعطت الضوء لأخضر لسوريا بالرد على الغارات الإسرائيلية مما أدى إلى إسقاط المقاتلة «إف16».
وأشار مسؤولون سياسيون وعسكريون إلى أن سقوط المقاتلة الإسرائيلية تشكل سابقة من نوعها، وعنونت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية صفحتها الأولى بعبارة «أول مواجهة عسكرية مباشرة بين إسرائيل وإيران»، بينما كتبت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، «يوم قتال مع إيران»، وأكد خبراء عسكريون أن الطائرة بدون طيار التى تم اعتراضها فى الأجواء الإسرائيلية، هى أول طائرة يتم تشغيلها بشكل مباشر من الايرانيين الموجودين فى سوريا. وقال الجنرال أمنون عين دار من سلاح الجو الإسرائيلى إن المقاتلة الإسرائيلية أسقطت بصاروخ أطلق من سوريا، وأضاف أن «الصواريخ لا تعرف الحدود»، ووصف وزير التعليم الإسرائيلى نفتالى بينيت، إيران بـ«الأخطبوط الذى يتوجب شن معارك دبلوماسية واقتصادية وعلى جبهة الاستخبارات ضده، والذهاب أبعد من ذلك إذا استدعى الأمر». وأضاف «بدلا من القتال ضد أطراف الأخطبوط، يجب قطع رأسه». واعتبر أمين مجلس الأمن القومى الإيرانى، على شمخانى، أن إسقاط الدفاعات الجوية السورية المقاتلة الإسرائيلية يشير إلى أن أى خطأ ترتكبه إسرائيل فى المنطقة لن يبقى دون رد، وأضاف على هامش مشاركته فى مسيرة حاشدة بمناسبة الذكرى 39 لانتصار الثورة الإسلامية فى إيران: «إن إسقاط الطائرة الإسرائيلية من قبل المضادات السورية غيّر معادلة عدم توازن القوى فى المنطقة»،.