هل ستغير العقول الشابة العالم؟ ولماذا يعاني بعض البشر من سوء التغذية في عصر وفرة الغذاء؟ وكيف سيكون تساؤلات كثيرة تتعلق بمستقبل البشرية استشرفت إجاباتها الدورة السادسة للقمة العالمية للحكومات المنعقدة في دبي.
وضمن محور «حلول مبتكرة لتحديات عالمية» أقيمت ثلاث جلسات حوارية جمعت كبار الخبراء الدوليين.
وفي جلسة بعنوان «هل ستغير العقول الشابة العالم؟ قالت الدكتورة تشاريتي وايوا، الحائزة على جائزة البنك الدولي للسياسات الحكومية في 2017: «على الرغم من أن غالبية الحكومات تؤمن بأهمية دور الشباب وضرورة دعمهم إلا أن قلة من الدول لا تجسد قناعتها هذه ولا تشرك الشباب في مسيرة بناء المستقبل ما يساهم في تأخير تحقيق أهداف التنمية وإيجاد الحلول للعديد من مشاكل العالم».
وأضافت وايوا: «تمكين الشباب يبدأ بمنحهم الوظائف للاستثمار في قدراتهم؛ في القطاعين الحكومي والخاص وفي الخدمات الاجتماعية كذلك. وهذا يحتاج إلى عاملين أساسيين: تدريب وتأهيل وتوفير فرص العمل لاستغلال هذه المهارات».
وأكدت أن توظيف الشباب في القطاع الحكومي والخدمات الاجتماعية يجعلهم أكثر مساهمة في صياغة سياسات التعليم منوهة بدور القطاع الخاص في تأهيل المهارات الشابة ما يشرك جميع فئات المجتمع بمسيرة التقدم والتنمية، مشددة على ضرورة دعم ريادة الأعمال لدى الشباب من خلال توفير البيئة المشجعة ومنظومة القوانين التي تتلاءم مع مشاريعهم الصغيرة والمتوسطة.
وتعمل الدكتورة تشاريتي وايوا كمديرة أبحاث في شركة آي بي إم للأبحاث في أفريقيا. وفي السنوات الثلاث الماضية، أدى عملها إلى زيادة غير مسبوقة في تصنيف البنك الدولي لكينيا بلغت 56 نقطة من حيث تسهيل ممارسة الأعمال.
وفي جلسة بعنوان: «آخر سلك في العالم»، تحدث المبدع العالمي إيريك غايلر رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «سبيدي باكتس» في ماساتشوستس عن التكنولوجيات التي تطرحها شركته لتحسين كفاءة وأداء بروتوكول ضبط البث، وهو البروتوكول الأساسي لنقل المحتوى عبر الإنترنت مع ضمان الموثوقية وإمكانية الوصول.
وقال غايلر: «جميعنا هنا نعيش في عالم بدون أسلاك وهذا أمر طبيعي بالنسبة إلينا، لكننا اليوم نتطلع إلى اعتماد الأجهزة اللاسلكية بصورة أوسع من أجل مستقبل مستدام، وهذا يتطلب تعزيز سرعة الإنترنت والتزود بالطاقة من دون كهرباء لكونهما المسألتان الأكثر إلحاحاً في عصرنا الحالي.»
وأضاف غايلر: «الكثير من المناطق في العالم تمتلك خدمات الإنترنت، ولكن وفقاً لدراسة البنك الدولي، هناك 6 مليارات شخص في العالم لا يمتلك سرعة إنترنت عالية بالصورة الكافية، وهذا رقم مخيق، حيث يؤثر بصورة كبيرة على اقتصاد الدول وحياة الأفراد.
وأشار إلى أن الدول النامية تعاني من ارتفاع أسعار الإنترنت على الرغم من البطء الشديد في خدماته. منوهاً بابتكار-سبيدي باكتس- لبرنامج يزيد سرعة الإنترنت أكثر بـ 20 مرة من نظم الإنترنت السلكية الحالية، ما يعتبر فرصة سانحة للدول النامية، حيث لا يتطلب تغيير البنية التحتية ولكن يتم تحميله على الأجهزة الإلكترونية.
وبالنسبة لمسألة التزود بالطاقة، عرض غايلر على الحضور بعض أجهزة التزود بالطاقة بدون كهرباء وأشاد بتجربة كوريا في اعتماد حافلات نقل عام يتم شحنها بدون أسلاك، وأفاد بأن هذه التقنية ستتطلب الكثير من الوقت والجهد للعديد من الدول، لكن فوائدها كثيرة خاصةً بالنسبة للبيئة وأهداف الاستدامة.
وتحدث كيس آرتس مؤسس والرئيس التنفيذي لشركة بروتيكس المتخصصة في الإنتاج الغذائي المستدام، والحائز على جائزة Pionner (2015)، في جلسة بعنوان «سوء التغذية في عصر وفرة الغذاء».
وقال آرتس: «تعمل شركتنا على توفير المزيد الغذاء من خلال إطعام الحشرات للحيوانات الداجنة بدلاً من توفير الحبوب أو الأسماك الأخرى كطعام لهذه الحيوانات، لأن هذه الحيوانات تتناول الحشرات بطبيعتها، ما سيؤدي إلى تحسين الإنتاج وإطالة عمر الحيوانات وتوفير المال.»
وأضاف: «توفير بعض أنواع الأسماك لتتناولها الأسماك الأخرى هو أسلوب غير مستدام ويؤدي إلى نقص كبير في المخلوقات البحرية، ولذلك يجب استبدال البروتينات التي تتغذى عليها هذه الأسماك بأنواع أخرى، ويكمن الحل في تربية الحشرات بحيث تتكاثر بصورة أكبر من أجل تحسين حالة التربة ولاستخدامها كغذاء لتلك الحيوانات».
واختتم قائلاً: «أسعار الغذاء الآن منخفضة بصورة نسبية، ما ينذر بأزمة في المستقبل. ويكمن دور الحكومات الآن في إصدار القوانين التي تعتمد هذا النوع المستدام من الأغذية كغذاء آمن وقابل للاستهلاك، فهو لا يختلف بتاتاً من حيث الطعم أو القيمة الغذائية.