على طول سور مجرى العيون، رصدت كاميرا «المصرى اليوم»، ظهر الخميس ، أكوام القمامة التى امتدت بطول السور منذ بدايته بمنطقة فم الخليج حتى نهايته بالقرب من مسجد السيدة عائشة، والتى اختلطت بمخلفات المبانى التى يطلق عليها «الرتش»، التى تلقيها إلى جوار السور عربات «كارو» يقودها «عربجية» كادوا يشتبكون مع مصور الجريدة عندما لمحوه وهو يقوم بتصويرهم.
يقول عشرى محمد «34 سنة ــ بائع متجول»: «إن سائقى عربات الكارو يقومون بإلقاء مخلفات المبانى خلال الليل والنهار، ورغم أن سكان المنطقة يتشاجرون معهم فإن ذلك لم يمنعهم من إلقاء القمامة، إذ إن الحى لا يخصص مقلباً عمومياً يستطيعون إلقاء المخلفات فيه».
وأشار أحد السكان - رفض ذكر اسمه - إلى سور مجرى العيون الذى تلتصق به أكوام القمامة متسائلاً عن المسؤول عن حماية آثار مصر التى قال: «إن الملايين تُنفق عليها لترميمها فى الوقت الذى يسىء فيه البعض إليها»، مشيراً إلى وجود غرامة مالية لإلقاء مثل تلك المخلفات فى الشارع إلا أنها غير مُفعلة بسبب «تواطؤ» بعض موظفى الحى، أو على حد تعبيره «الذمم كمان مقلب زبالة».
وأمام مستشفى سرطان الأطفال الذى يواجه سور مجرى العيون فى أحد مواضعه تمكنت كاميرا «المصرى اليوم» من التقاط الصور لأكوام من مخلفات المدابغ التى تقبع خلف السور، وتنبعث منها روائح كريهة إلى جانب امتدادها لتسد الطريق العمومى الذى يربط بين كورنيش النيل وعدد كبير من أحياء القاهرة.
حول هذه الظاهرة، قال المهندس أحمد على، رئيس هيئة نظافة وتجميل القاهرة: «إن سبب تراكم القمامة ومخلفات المبانى بجوار سور مجرى العيون يرجع إلى غياب الرقابة التى تمنع إلقاء المخلفات فى الشوارع العامة»، مشيراً إلى عجز الهيئة عن توقيع أى عقوبة أو غرامة على أى عربجى يقوم بإلقاء قمامة خوفاً من اعتدائهم على الموظفين بعد حادثتين راح فيها موظفان بالهيئة اعترضا على إلقاء مخلفات تحت كوبرى غمرة، ومنطقة الوفاء والأمل.
وأضاف على: «رغم أن الهيئة ترفع المخلفات يومياً، فإنها تعود فى اليوم التالى لتجد الكميات نفسها، وإذا توقفت الهيئة عن رفع المخلفات لتم إغلاق الشارع تماماً من المخلفات التى تلقى على مدار اليوم».