أعلنت إسرائيل، السبت، شن غارات واسعة النطاق قالت إنها استهدفت مواقع إيرانية وسورية داخل الأراضي السورية، بعد سقوط إحدى مقاتلاتها من طراز إف 16 في أراضيها، وإثر اعتراضها طائرة دون طيار في أجوائها قالت إنها ايرانية انطلقت من سوريا.
واعلن الجيش الاسرائيلي ان طائرته الاف-16 سقطت في منطقة وادي جزريل شرق مدينة حيفا، في شمال اسرائيل وأصيب أحد طياريها الاثنين اصابة بالغة.
وهي المرة الاولى التي يعلن فيها الجيش الاسرائيلي بشكل واضح ضرب اهداف ايرانية في سوريا.
كما انها المرة الاولى منذ فترة طويلة -30 عاما حسب صحيفة هآرتس- التي تفقد فيها اسرائيل مقاتلة اصيبت بمضادات ارضية خلال مشاركتها في غارات في سوريا.
وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء السبت «سنستمر في الدفاع عن أنفسنا بعزم ضد أي اعتداء علينا، وضد أي محاولة من قبل ايران لترسيخ وجودها عسكريا في سوريا أو في أي مكان آخر».
واضاف ان «اسرائيل تحمل ايران ومضيفيها السوريين مسؤولية عدوان اليوم»، مؤكدا «اننا سنواصل القيام بكل ما هو ضروري للدفاع عن سيادتنا وامننا».
واعلنت الولايات المتحدة دعمها لاسرائيل، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية هيثر ناورت في بيان ان «الولايات المتحدة قلقة للغاية من تصاعد العنف على حدود اسرائيل وتدعم بشدة حق اسرائيل السيادي في الدفاع عن نفسها».
واضافت ان «التصعيد المحسوب للتهديد الايراني، اضافة إلى طموحها لبسط سلطتها وهيمنتها، يعرضان جميع شعوب المنطقة للخطر وفي اليمن ولبنان».
وكان متحدث باسم الجيش الاسرائيلي هو الكولونيل جوناثان كونريكوس وجه تحذيرا إلى سوريا وايران قائلا انهما «تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية» مؤكدا «إننا لا نسعى إلى التصعيد لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات» وعلى استعداد لتدفيع «ثمن باهظ» على مثل هذه الأعمال.
وفي كلامه عن الطائرة من دون طيار الايرانية التي دخلت الاجواء الاسرائيلية قال المتحدث «انه الانتهاك الإيراني الاكثر وضوحا للسيادة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية»، مضيفا «لذا، جاء ردنا بمثل هذه الشدة».
-هجوم «واسع النطاق»- واعلن الجيش الاسرائيلي ان هذا التصعيد الاخير بدأ ليلة الجمعة السبت مع دخول طائرة من دون طيار ايرانية الاجواء الاسرائيلية بعد اطلاقها من الاراضي السورية. واكد الجيش ان مروحية من نوع اباتشي اعترضت هذه الطائرة المسيرة واسقطتها.
واضاف الجيش انه «ردا على ذلك» اغارت مقاتلات اسرائيلية على الانظمة التي اطلقت منها الطائرة المسيرة، لكنها تعرضت «لاطلاق نار من صواريخ مضادة للطيران».
واكدت الشرطة الاسرائيلية ايضا ان المقاتلة من نوع اف-16 تحطمت قرب حيفا.
من جهتها اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) ان الغارات الاسرائيلية استهدفت قاعدة عسكرية في وسط سوريا شرق حمص، وان طائرات اسرائيلية عدة اصيبت.
ونقلت الوكالة السورية عن مصدر عسكري قوله «قام كيان العدو الاسرائيلي فجر اليوم بعدوان جديد على احدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي وأصابت أكثر من طائرة».
وشنت المقاتلات الاسرائيلية موجة ثانية من الغارات «الواسعة النطاق» استهدفت، بحسب بيان للجيش الاسرائيلي «12 هدفا إيرانيا وسوريا من بينها ثلاث بطاريات صواريخ مضادة للطائرات وأربعة أهداف ايرانية غير محددة يملكها الجهاز العسكري الايراني في سوريا».
وفي اشارة إلى هذه الموجة الثانية، أعلنت دمشق تصدي أنظمة دفاعها الجوي لغارات اسرائيلية ثانية استهدفت قواعد للدفاع الجوي السوري في ريف دمشق، بحسب وكالة «سانا».
وسارعت روسيا إلى دعوة جميع الاطراف إلى «ضَبط النفس».
-انتهاك أو عدم انتهاك؟- واندلع جدال عبر الاعلام حول ما اذا كانت الطائرة من دون طيار التي تقول اسرائيل انها اسقطتها قد دخلت المجال الجوي الاسرائيلي ام لا.
وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي لفرانس برس ان «الادعاءات عن تحليق طائرة ايرانية مسيرة سخيفة جدا»، مضيفا «ان القادة الاسرائيليين يلجأون إلى اكاذيب بحق دول أخرى للتغطية على جرائمهم في المنطقة».
وفي السياق نفسه نفت «غرفة عمليات حلفاء سوريا» التي تضم قياديين من ايران وحزب الله اللبناني وتتولى تنسيق العمليات القتالية في سوريا، ارسال أي طائرة مسيرة فوق الأجواء الاسرائيلية فجر السبت، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها «افتراء».
إلا ان الرد الاسرائيلي جاء على لسان المتحدث باسم الجيش كونريكوس الذي قال ان السلطات الاسرائيلية عثرت على حطام الطائرة من دون طيار التي اسقطت واكد انها ايرانية.
ورجّح كونريكوس ان تكون المقاتلة الاسرائيلية تحطمت جراء تعرضها لنيران مضادة للطائرات، من دون ان يؤكد هذه الفرضية.
وقال السفير الاسرائيلي لدى الامم المتحدة داني دانون في رسالة إلى مجلس الامن ان ما حدث السبت يثبت صحة التحذيرات الاسرائيلية من «اعمال ايران الخطرة والتي تقوض الوضع في منطقتنا».
واضاف دانون «ادعو مجلس الامن إلى ادانة هذا العمل الخطير ووضع حد فوري للاستفزازات الايرانية».
واعتبر حزب الله اللبناني السبت أن اسقاط الجيش السوري لمقاتلة اسرائيلية يشكل بداية مرحلة «استراتيجية» جديدة، من شأنها أن تضع حداً «لاستباحة» أجواء سوريا وأراضيها.
من جهتها اعلنت الخارجية اللبنانية عزمها على تقديم شكوى ضد اسرائيل في مجلس الامن لان طائراتها التي اغارت على سوريا استخدمت الاجواء اللبنانية.
وفي مارس 2017 استهدف الطيران الاسرائيلي قافلة سلاح في سوريا واعترضت صاروخا اطلق باتجاه اراضيها. واكد الجيش السوري يومها انه اسقط مقاتلة اسرائيلية واصاب أخرى، الامر الذي نفته اسرائيل.
كان نتانياهو حذر الشهر الماضي من موسكو امام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من «خطر» تمركز ايران عسكريا في سوريا وسعيها لانتاج اسلحة متطورة.