فى السنوات السبع الماضية شهدت مصر ثورتين 25 يناير و30 يونيو، وسط أحداث مختلفة وطرق متعددة للمسار السياسى، واشتباك فى المجتمع بين مؤيدى كل ثورة من الثورتين، وهو ما يناقشة الكاتب الصحفى محمد شعير فى كتابة «الثورة العميقة». والكتاب الصادر عن دار بتانة للنشر والتوزيع يحمل عنوانًا تفسيريًا هو «رحلة الطريق الرابع فى مصر الجديدة» يناقش فيها المسار السياسى الحالى لمصر بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو، ويقدم رؤية حول كيفية فض الاشتباك القائم حول الثورتين. ويهتم «الثورة العميقة» بتفاصيل الأحداث الكبرى التى مرت بها البلاد خلال السنوات الماضية، بأسلوب قصصى جذاب يلعب فيه المؤلف دور الراوى لهذه الأحداث كما مرت به وعايشها، ويقدم معلومات جديدة حولها تنشر للمرة الأولى.
والكتاب يمثل حلقة ضمن مشروع الكاتب الذى يهدف إلى «التأريخ الإنسانى المستقل» لما جرى ويجرى فى مصر، بعد كتابه الصادر عام 2009 بعنوان «لا ينشر»، وضم التقارير والمقالات التى تم رفض نشرها له فى عدد من الصحف، خلال عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، والتى كان كثير منها شاهدا على الأوضاع السياسية والأمنية والاجتماعية والثقافية آنذاك.
وأخيرا يأتى كتاب «الثورة العميقة» لمناقشة المسار الحالى للوطن منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن. وتحت عنوان «تحذير قبل المسير» يبدأ الكاتب استعراض رؤيته فيقول: «إذا كنت من هواة الاجتزاء واقتطاع الفقرات أو الفصول التى تروق لك فالخيار خيارك، لكن عندئذ ستكون معبراً عن أفكارك لا آراء وأفكار صاحب الرحلة الذى يعلن من البداية بكل وضوح أن فصول العمل فى تتاليها الزمنى، إنما تعكس أفكاره وأفكار المجتمع فى نظره عبر تطورها التاريخى». ويهتم الكتاب بعرض ثلاثة طرق رئيسية فى الشارع السياسى المصرى وموقف الشعب من النظام الحاكم، كل منها يرفض الطريقين الآخرين؛ أولا: طريق المؤيدين دائما وأبدا، المعترفين بثورة 30 يونيو فقط، وثانيا: طريق الثائرين فى كل حين والمعترفين بثورة يناير فقط، وثالثا: طريق «الإخوان»، الخارجين على النظام والدولة والشعب معا، ويدعو كتاب «الثورة العميقة» إلى التعامل مع الأحداث فى اللحظة التاريخية الراهنة وفق رؤية جديدة تمثل «الطريق الرابع».