أشاد السفير اليمنى فى القاهرة، الدكتور محمد على مارم، بالدور المصرى فى حل أزمة بلاده، موضحا أن دور القاهرة ينطلق من ثوابت وحدة اليمن، والحفاظ على استقرار صنعاء، حفاظا على استقرار المنطقة بأكملها، لافتا إلى أن الرئيس عبدربه منصور هادى، والحكومة، يدعون الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى تحريك ملف العمل السياسى فى اليمن.
وأضاف «مارم» فى حواره لـ«المصرى اليوم» أن تعاون الرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح مع الحوثيين أثّر بالسلب على الأوضاع فى اليمن، مشيرا إلى أنه تم منح الحوثيين المشاركة أثناء الحوار.. وإلى نص الحوار:
■ بداية ما تأثير مقتل الرئيس اليمنى الراحل على عبدالله صالح على الوضع فى اليمن؟
- تعاون الرئيس الراحل مع الحوثيين أثّر سلبا على الوضع فى اليمن بدرجة كبيرة حتى انهارت معظم مؤسساتها وأصبح المواطن اليمنى نازحا فى كثير من الدول وظل الأمر كما هو حتى بعد مقتله، رغم إعلانه قبل مصرعه بثلاثة أو أربعة أيام تقريبا، عندما طالب الشعب اليمنى بأكمله بالوقوف مع قوات التحالف للحفاظ على مؤسسات الدولة وعدم السماح بالانتهاكات الحوثية والإيرانية، وهذا أعطاه تعاطفا واحتراما كبيرا، وأعاد تاريخه السابق من قبل الجميع.
وصالح لديه تاريخ سياسى وعسكرى كبير فى اليمن، كما كان لديه عمق داخل المؤسسة العسكرية، وهذه الجبهة العريضة التى كانت تتبعه عندما كان رئيسا للدولة، وبالتالى فاغتيال الحوثيين له دفع الجميع إلى الالتفاف حول الجيش الوطنى تحت راية واحدة ضد الحوثيين.
■ هل هناك اتصالات حالية بين الحكومة وحزب المؤتمر الذى تزعمه صالح؟
- رئيس المؤتمر كان «صالح»، ونائبه قائم على سدة الدولة الآن، الرئيس عبدربه منصور هادى، والمؤتمر حزب عريق وله كوادر عديدة، وبالتالى تواصلهم مع نائب رئيس المؤتمر مستمر حتى يحافظ هذا التنظيم على موقعه ومساهماته فى كيفية استقرار الدولة، وإعادة العمل السياسى فيها، والرئيس والحكومة يدعون الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى تحريك ملف العمل السياسى فى اليمن.
■ ما حقيقة وجود صراع بين الحكومة والحوثيين على استقطاب أعضاء من حزب المؤتمر؟
- من تعاون مع الحوثيين تعاون معهم تحت الإكراه والخوف من البطش، والكثير يضطرون إلى تلبية مطالبهم حفاظا على أرواحهم، وبالتالى يعطى الكثير من أبناء «المؤتمر» العذر لأصدقائهم المتورطين مع الحوثى، وكل قادة الحزب ينظرون حاليا للرئيس «هادى» باعتباره الرئيس الشرعى للبلاد، وباجتماع قيادات الحزب والقيادات الشرعية فى البلاد سيكتمل البرلمان ويجتمع فى موعده مطلع الشهر المقبل.
■ ما توقعاتك لجلسة البرلمان اليمنى المقبلة؟
- ستنظر فى إعادة تقييم الواقع الذى وصلت إليه البلاد، وستعطى طبيعة الزخم السياسى الشرعية لعدد من القضايا التى ترتبط بالبرلمان، بداية من الحوار الوطنى، وملف الموازنة، وغيرهما من القضايا التى تدخل فى الجانب التشريعى.
■ هل تتوقع انحسار الدعم الإيرانى للحوثيين بعد اندلاع المظاهرات فى طهران؟
- هذه رسالة واضحة من الشعب الإيرانى إلى حكومته بأن الأموال الطائلة التى يتم صرفها على إثارة النعرات فى الدول العربية، أمر مرفوض، والرسائل كانت إيجابية من قبل المجتمع الإيرانى، وعلى حكومته أن تكف أيديها عن تمويل أى جماعات موجودة فى أى دولة عربية.
■ الجيش اليمنى أعلن منذ عدة أيام عن وجود مفاجأة فى الصراع مع الحوثيين فهل يعنى هذا اقتراب حسم الصراع لصالح الحكومة اليمنية؟
- لا نقول لصالح الحكومة اليمنية بل لصالح الجمهورية اليمنية، وهناك تطور كبير على الجانب العسكرى فى اليمن، وتقدم كبير لقوات الشرعية فى مناطق البيضاء وقلب الحديدة ومأرب، أى أننا أصبحنا نسيطر على ما يقرب من 85% من الأراضى اليمنية، أما الجزء الباقى فننادى بأن تستعيد تلك القوى الضالة عقلها وتجلس على طاولة المفاوضات لتنفيذ الحلول وفق المرجعيات السياسية التى تم طرحها منذ اليوم الأول، وهى اتفاقية التسوية السياسية الخارجية والحوار الوطنى، للخروج برؤية واضحة تلبى كل طلبات المجتمع، وتنفيذ القرار 2116 الذى يلزم القوات التى انقلبت على الدولة بتسليم السلاح.
■ لكن لا تتوقع حسم الصراع قريبًا؟
- فى نهاية المطاف إذا لم يجلسوا على مائدة المفاوضات ويستجيبوا لنداء العالم والمنطقة فالقوة العسكرية لدى الشرعية قوة كبيرة يمكنها السيطرة على الموقف خلال ساعات، لكن لديها رؤية للحفاظ على أرواح اليمنيين بالدرجة الأولى، ونأمل أن يكون 2018 عام إنهاء الصراع وسيطرة قوات الشرعية على كافة أنحاء الدولة.
■ ما شروط الحكومة للعودة إلى طاولة المفاوضات؟
- الحكومة اليمنية جلست أكثر من مرة على طاولة المفاوضات، لكن للأسف الطرف الثانى لا توجد لديه نية فى استقرار البلاد، رغم وجود عدد من المرجعيات التى تعتبر مرشدا لفتح قناة اتصال، من بينها المبادرة الخليجية التى جاءت بالرئيس هادى بانتخابات شرعية، والحوار الوطنى الذى أجرى مؤخرا، وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢١٦ الذى اتخذ فى هذا الشأن.
وهذه المرجعيات هى أساس أى نقاش حول استقرار الوطن، ولا يمكن الحديث عن أى شىء آخر، لأنه يصعب التوافق على هذه المرجعيات بنفس درجة الانسجام، وبالتالى اليمن، ممثلًا فى الرئيس هادى وحكومته، مظلة كل اليمنيين، والحكومة تطالب الطرف الثانى دائما بالجلوس إلى طاولة المفاوضات على هذا الأساس.
■ ما الحلول المطروحة لإنهاء أزمة اليمن؟
- مرجعيات أساسية ورئيسية، وإذا تكرر الحديث حول أى إضافة أخرى، فإن هذا يعنى أن نعود إلى نقطة الصفر من جديد، بما أن هناك مرجعيات أساسية منذ بداية الحرب، وحتى الآن، هى محض اتفاق دولى وعربى، فتبقى هى الأساس، وإذا أراد الحوثيون الجلوس، وفقا لهذه المرجعيات، كان بها، وإذا رفضوا فالميدان هو الفيصل.
■ فى حالة انتهاء الصراع لصالح الحكومة هل سيتم استبعاد الحوثيين من المشاركة فى الحياة السياسية؟
- على العكس تماما المشاركة السياسية منحت للحوثيين أثناء الحوار الوطنى، ولاتزال الايادى ممدوة لهم بالحصول على حقوقهم دون زيادة أو نقصان، ونرحب بأى مشاركة سياسية سلمية وحصول كل فئة على حقوقها وفق دستور الدولة الاتحادية التى سيتم تشكيلها فى القريب العاجل.
■ هل أنتم راضون عن دور التحالف العربى فى اليمن.. وهل هناك نتيجة إيجابية حققها على أرض الواقع؟
- فى الحقيقة التحالف قام بدور إيجابى ورائع فى الصراع اليمنى لصالح الشرعية وعدم اختطاف الدولة من قبل مجموعة مدعومة من الخارج، وهذا موقف يحسب لكافة الدول العربية، خاصة المشاركة فى التحالف، ونطمح فى مساهمته فى مرحلة التنمية وإعادة الإعمار والسعى لعودة اليمينين المهجرين إلى وطنهم.
■ كيف ترى الدور المصرى فى الأزمة اليمنية؟
- مصر أثبتت فى أروقة المنظمات الدولية والمحلية وآخرها الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية وفى البرلمان المصرى أن موقفها نابع من ثوابت أن استقرار اليمن ووحدته هو جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة العربية بأكملها.
■ ما أسباب تغير موقف الحكومة اليمنية من قطر خاصة بعد مقاطعة «الرباعية العربية» لها وهل هناك أدلة فعلية على تورط الدوحة فى الصراع اليمنى؟
- الشعب القطرى وكذلك العربى واحد، والمواقف التى بها أخطاء من قبل قيادة أى دولة تنعكس على هذه القيادات وليس الشعوب، والدوحة لها موقف إيجابى فى مرحلة التحالف- عندما كانت جزءا منه- لوقف محاولة التدخل الإيرانى فى اليمن، وهذا موقف يحسب لها، وأى مواقف سلبية أخرى تنسحب على حكومتها وليس على شعبها.
■ هل ترى أن مستوى تعامل جامعة الدول العربية يرقى إلى مستوى الأزمة فى اليمن؟
- الجامعة العربية كان لها قرار سريع خاص بوجود التحالف العربى وكيفية وجود الشرعية ومناصرتها، ومواقف الجامعة جميعها لصالح الوطن العربى، وبالتالى هى المظلة الوحيدة لحماية هذا الوطن والحفاظ على وحدته.