قال السفير محمد إدريس، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، إن القضية الفلسطينية هي قضية مصر المحورية، مشيرًا إلى أن هذه القضية مرت بتطورات عديدة ومرت بحقب متتالية.
وأضاف إدريس، في مقابلة مع قناة «إكسترا نيوز»، الأربعاء، أن «هذه القضية يتم التعامل معها وفقًا لمرجعيات مستقرة ومرجعيات واضحة وهي حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدًا أن العمل سيتواصل من أجل تنفيذ القرارات الأممية ووضعها موضع التنفيذ باعتبارها تمثل ضمير المجتمع الدولي وإطار الشرعية الدولية»، لافتا إلى أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل هو مرادف لعدم الاستقرار في هذه المنطقة الحيوية.
وأوضح إدريس أن «القضية الفلسطينية حققت تقدما كبيرا على المستوى الدولي بحصولها على صفة عضو مراقب في الأمم المتحدة وعضوية العديد من المنظمات الدولية، مشيرا إلى أن ما يقرره الأشقاء الفلسطينيون بشأن وضعيتهم الدولية هو أمر مدعوم بالكامل من مصر والدول العربية والكثير من الدول الصديقة التي تقر الحق المشروع للشعب الفلسطيني».
وفيما يتعلق بالقضية السورية، قال مساعد وزير الخارجية «إن القضية السورية هي معادلة صعبة في معادلات الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وهناك أطراف كثيرة لها مصالح، كما أن ما يحدث في سوريا له شق يتعلق بالشعب نفسه وما يصبو إليه وما يطمح إليه وهذا هو ما تدعمه مصر، حيث إننا ندعم الصيغة التي يرتضيها الشعب لمستقبله واستقراره ووحدة بلاده».
وشدد على أن هناك مصالح دولية وإقليمية تتداخل في سوريا وتضفي تعقيدات وتجعل الحلول بها صعوبات، مشيرا إلى أن هذه القضية تحتاج إلى استمرار الجهد، ومصر تقوم بدورها في ذلك على المستوى الإقليمي والدولي.
وأكد أن ما نهدف إليه هو مساعدة الشعب السوري في أن يحافظ على دولته وعلى كيانه الوطني ووحدته الإقليمية، قائلا «نحن في سياستنا تجاه القضايا المختلفة نحرص على تعزيز قوة المؤسسات الوطنية للدولة لأنها هي الضمان للحفاظ على مستقبل البلاد».
وأشار إلى أن الملف الليبي لمصر يمثل أولوية كبرى بحكم الجوار الجغرافي وبحكم الحدود الطويلة الممتدة والتواصل الشعبي والمجتمعي مع الأشقاء في ليبيا.
وتابع قائلا: «هناك جهود حثيثة مصرية تتم بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمبعوث الأممي إلى ليبيا، وهناك أيضا جهود تتم في إطار الاتحاد الأفريقي، وهذه الجهود نرى أنه يجب أن تتكامل وألا تتقاطع، وأن تصب في اتجاه واحد هو تعزيز المؤسسات الوطنية الليبية، والحفاظ على وحدة الشعب الليبي، وعدم إعطاء دور للمنظمات الإرهابية التي تسعى للفوضى في هذه المنطقة».
وشدد على أن مواجهة الإرهاب يجب أن تكون بشكل جماعي وليس من دولة واحدة فقط، وعلى الصعيد متعدد الأبعاد وليس الأمني فقط، مثل الصعيد الفني والثقافي والديني والتعليمي، لافتا إلى أنه حينما يتواجد الإرهاب تتواجد معه منظومة كاملة من الجرائم.
وأوضح أن هناك منظمات تقف وراء الإرهاب، وهذا أمر يحتاج إلى وقفة دولية حازمة إذا كنا نريد القضاء على هذه الظاهرة التي ينتشر خطرها ويمتد إلى كافة الأماكن، فلا يوجد أحد بمعزل عن خطر تلك الظاهرة.
وبسؤاله عن أهمية تسلم مصر رئاسة مجموعة «77 والصين» لعام 2018، قال السفير محمد إدريس، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية، إن مجموعة 77 تمثل روح وضمير الدول النامية وهي تضم 134 دولة وتسمى مجموعة 77 والصين، وعندما نشأت كان عددها في ذلك الوقت 77 وحاليا امتدت وشملت العديد من الدول النامية وأصبح عددها 134 دولة والصين ضمن أسرة هذه المجموعة، لافتا إلى أن هدف هذه المجموعة هو إعلاء صوت الدول النامية والعمل على حصولها على نصيب عادل في إطار النظام الدولي سواء الاقتصادي أو المنظومة الدولية ككل.
وأوضح أن مصر ترأس هذه المجموعة هذا العام ممثلة للمجموعة الأفريقية، مشيرا إلى أن ذلك يعكس تقديرا وثقلا للدور المصري وتأتي هذه الرئاسة عقب تمثيل مصر أيضا للمجموعة الأفريقية في مجلس الأمن على مدى العامين الماضيين.
وأكد السفير إدريس أن مصر دائما كانت عند حسن ظن أشقائها ومحيطها الإقليمي وقارتها وبالطبع ستبذل الجهد بالتنسيق مع أشقائنا في المجموعة الأفريقية والعربية وفي مجموعة عدم الانحياز وفي إطار مجموعة 77 والصين ككل من أجل تحقيق مصالح الدول النامية.
وبشأن إيجاد آلية أكثر فاعلية لتنفيذ قرارات منظمة الأمم المتحدة، أكد السفير محمد إدريس أن الأمم المتحدة مثلها مثل المنظمات الأخرى تعكس إرادة الدول الأعضاء بها وتعكس عزم هذه الدول إنفاذ ما يتم التوافق عليه في هذه المنظومة، لافتا إلى أنه قبل الإصلاحات لإنفاذ القرارات هناك إصلاحات مطلوبة لكيفية اتخاذ الإجراءات.
وأعرب إدريس عن اعتقاده أن هناك رغبة وإدراكا وجهودا تبذل من أجل إصلاح الأمم المتحدة، ولكن ما زال أمامنا شوط طويل حتى نصل إلى الصيغة المنشودة والمأمولة، موضحا أن الأمم المتحدة تتسم بانها ساحة للتفاعل بين أطراف عديدة، وتسعى للوصول إلى أكبر قدر من التوافق والتفاهم، لافتا إلى أن مصر دائما تحرص على أن تكون جسرا للوصل وطرح أفكار تساعد على زيادة مساحة التفاهمات والتوافق هذا دأب الدبلوماسية المصرية وهذا الأمر بالطبع سيستمر.
وفيما يتعلق بالملف الأفريقي والتحديات التي تواجهها القارة، قال إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي في عام 2019 هي أيضا تشريف ومسؤولية مصرية كبرى وتأكيد على رؤية الأشقاء الأفارقة للزخم الذي أصبحت تمثله السياسة المصرية في أفريقيا والاهتمام والأولوية التي تعطيها مصر للقارة الأفريقية.
ونوه إلى أنه من أهم القضايا التي تواجه القارة الأفريقية أنها تحتاج إلى تنمية ومواجهة خطر الإرهاب وتأثيراته التي تهدد حاضر ومستقبل القارة وقضايا الشباب والاستفادة من الميزة الديمغرافية للقارة كل هذه العوامل ستركز عليها مصر وستعمل خلال رئاستها على تفعيل هذه القدرات الأفريقية من أجل تحقيق التكامل والاستقرار.