x

نيوتن حكاية الدبابة نيوتن الثلاثاء 06-02-2018 22:13


بدأت العملية سلمية للغاية. المطلوب كان إيجاد وسيلة للتغلب على مشكلة تواجه الجرارات الزراعية. كانت تغوص وتنغرس فى الأرض الطينية بعد أية أمطار. المهمة كانت تنتهى دائما بمأساة. تحتاج الى جرار زراعى آخر لينقذ الأول. غالبا ما كان يلقى المصير نفسه. ينغرس فى الأرض الطينية مع الأول. إلى أن ابتكر مهندس إنجليزى فكرة استبدال العجلات بجنزير. أو ما يسمى بـ«كاتينة».هنا تعتبر «الكاتينة» طريقا يتجدد تلقائيا ويمتد دوما مع سير الجرار.

تلقفت الجيوش هذا التطور. من هنا بدأت صناعة الدبابات. الدبابة عبارة عن قلعة مصغرة متحركة. فوقها مدفع جبار. تنافس المصنعون فى مداه وقدرته. مع ذلك واجهت الدبابات عدة مشاكل. أولها السرعة. كانت الدبابة تتحرك بسرعة رجل يمشى على قدميه. ثم واجهت مشكلة فى الجنزير نفسه. كان لا يتحمل الاهتزازات. وبالتالى تتعطل الدبابة وسط المعركة. وتتحول إلى هدف ثابت سهل. تم تطوير الجنزير بإضافات من الكاوتشوك. ثم إضافة عدة عجلات تحمل الدبابة. كل منها على جهاز مستقل لامتصاص الصدمات. كل هذا أدى إلى تقدم زيادة سرعتها من 6 كيلومترات فى الساعة إلى 65 كيلومترا فى الساعة.

لحقت روسيا بتطوير هذه الصناعة. نقلت عن أمريكا كل ما توصلت إليه قبل الحرب العالمية. لذلك فاجأت دبابات هتلر بدبابات ماركة (تى- ستالين 2) الشهيرة. فكانت أحد أسباب هزيمة الجيش النازى.

استمر تطوير إمكانيات الدبابة. فمطلوب منها أولا وأخيرا التعرف على الهدف. ثم إحكام التصويب لتنطلق القذيفة وتصيبه بدقة.

أتدرج فى هذه القصة لأصل إلى واقعة مثيرة. كان معروفا أن سلاح مدرعات الجيش العراقى من أقوى أسلحة الجيوش العربية. فى معركة عاصفة الصحراء عام 1991 بين أمريكا والعراق كانت مفاجأة. تصدى صدام للجيش الأمريكى بعدد 4500 دبابة. مقابل 1500 دبابة أمريكية من ماركة «أبراهام». الدبابة الأمريكية أُدخل عليها تطورات العصر. لتستطيع أن تتبين أى مدرعة تقابلها من خلال الحرارة المنبعثة منها ليلا أو نهارا. بعد ذلك وقبل توجيه قذيفة إليها تتحرى عن مدى ابتعاد الهدف. من خلال إرسال إشعاع بالليزر إليها. عند ارتداده تحدد مسافة ابتعاد الدبابة المعادية بكل دقة. لذلك كانت نتيجة المعركة مذهلة. انتهت إلى تدمير كامل لـ4500 دبابة عراقية. أما الخسائر على الجانب الأمريكى. فكانت شيئا لا يُعقل. كانت صفرا. لم تخسر القوات الأمريكية دبابة واحدة فى هذه المعركة الخطيرة.

من هنا نتيقن أن التطور التكنولوجى أصبح مفتاح كل شىء. هو شىء لا يتوقف. وهذا ما يجب على الكلية الفنية العسكرية أن تقدمه للقوات المسلحة بمختلف تخصصاتها.

كل شىء فى الدنيا يتطور. الدبابة تتطور. الطائرة تتطور. السياسة تتطور. الديمقراطية تتطور. لا نستطيع أن نكرر النهج القديم فى إدارة أى شىء. وبعده نتوقع أن تجىء النتائج مختلفة عما وصلنا إليه من قبل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية