x

أخرها «الشاذلية العلية» لـشيخها علي جمعة.. دليلك لإنشاء طريقة صوفية في مصر

الإثنين 05-02-2018 13:38 | كتب: محمد البرمي |
علي جمعة علي جمعة تصوير : آخرون

في 24 مايو من العام الماضي أصدر شيخ مشايخ الطرق الصوفية عبد الهادي القصبي قرار رقم 11 لسنة 2017 بإقرار طريقتين صوفيتين وتعيين شيخ لهم وهما الطريقة الرضوانية الخلوتية، والطريقة الكردية النقشبندية، عقب موافقة المجلس الأعلى للطرق الصوفية بالإجماع.

وعلى الرغم مما أثاره القرار من جدل وقتها خاصة مع تزايد إنشاء الطرق الصوفية في مصر وتشابه بعضها إلى حد كبير واعتبار البعض قوانين إنشاء الطرق الصوفية تحتاج إلى تعديل لأنها تسمح لكل مجموعة صغيرة إنشاء طريقة جديدة، لكن كل ذلك تلاشى وظهر ترحيب كبير بين مشايخ الطرق الصوفية بإعلان الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية الأسبق عن طريقة صوفية جديدة يرأسها تحت مسمى «الشاذلية العلية المحمدية» حيث اعتبر بعض مشايخ الطرق أن وجود شخص كالمفتي السابق على رأس الطرق يمنحها قوة أكبر في مواجهة دعوات التكفير لما تقوم به الصوفية من طقوس.

ولد الدكتور علي جمعة في 3 مارس 1952 بمحافظة بني سويف، وحصل على بكالريوس التجارة من جامعة عين شمس 1973 قبل أن يتجه لدراسة العلم الشرعي فيحصل على الدكتوراه في أصول الفقه من كلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر عام 1988م، لكن وقبل كل ذلك كان مفتي الديار المصرية الأسبق صوفياً مريداً للشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية الشاذلية.

وعن الطريقة الجديدة فإن تسمية الطريقة الجديدة جاءت بعد مشاورات عديدة تمت مع عدد من مشايخ الطرق الصوفية وسيكون مقر الطريقة، فى مدينة ٦ أكتوبر بجوار مسجد فاضل الذى أنشأه جمعة، والذي سيكون بمثابة الروضة والساحة الدينية الخاصة بـ«الشاذلية العلية».

افتتح الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، وعمرو موسى، وزير الخارجية الأسبق، مستشفى الشوربجى لأمراض الكلى بالبحيرة، 14 يوليو 2017. - صورة أرشيفية

4 طرق رئيسية و80 فرعية

لكن وعلى الرغم من ذلك فإن الطريقة الجديدة للشيخ علي جمعة فتحت باب التساؤلات من جديد حول إنشاء الطرق الصوفية في مصر والتي وصل عددها لـ77 طريقة معترف بها من المجلس الأعلى للطرق الصوفية بينما هناك عدد أخر من الطرق لم تحصل على اعتراف رسمي أي أن الطرق الصوفية تتجاوز الـ80 طريقة وهي المشكلة التي تتسبب في أزمة كبيرة لدى المجلس الأعلى للطرق الصوفية.

فعلى الرغم من أن جميع الطرق الصوفية في مصر من أربعة مدارس أو طرق رئيسية، هي: الطريقة الرفاعية، التي أسسها الإمام أحمد الرفاعي، والطريقة البدوية نسبة إلى مؤسسها السيد أحمد البدوي في مدينة طنطا، والطريقة الشاذلية، التي أقام صرحها أبوالحسن الشاذلي الحسيني بن عبد الله، وتعد هذه المدرسة من أكبر المدارس الصوفية في مصر أما المدرسة الرئيسية الرابعة، فهي القنائية، والتي أنشأها عبد الرحيم القنائي بمحافظة قنا إلا أن هناك 80 طريقة في مصر تنبثق من 4 طرق رئيسية فقط.

قانون إنشاء الطرق الصوفية

ووفقاً لقانون قانون تنظيم الطرق الصوفية الصادر بالقانون رقم 118 لسنة 1976 الصادرة بتاريخ 09/09/1976 فقد حددت الطرق الصوفية المعتمدة عند العمل بهذا القانون في الجدول المرفق ولا يجوز إنشاء أو تنظيم أية طريقة صوفية جديدة إلا إذا كانت لا تشابه طريقة من الطرق الموجودة في اسمها أو اصطلاحها ويصدر لذلك قرار من وزير الأوقاف وشئون الأزهر بالاتفاق مع وزير الداخلية بناء على موافقة المجلس الأعلى للطرق الصوفية وينشر هذا القرار فى الجريدة الرسمية .

ويضيف القانون:«يكون ترتيب الطرق الصوفية إذا اشتركت في موكب أو اجتماع بحسب ترتيبها في الجدول المذكور ويكون ترتيب الطرق الصوفية الجديدة تاليا لهذه الطرق بسب تاريخ نشر القرار الصادر بإنشائها وتنظيمها في الجريدة الرسمية وذلك كله وفقا للشروط والأوضاع والإجراءات التي تحددها اللائحة التنفيذية .

أما المادة رقم 28 يكون لكل طريقة من الطرق الصوفية شيخ وشيخ الطريقة هو الرئيس الروحي والادارى لها , ويتولى مسئولياته في الإشراف على شئون طريقته مستقلا عن باقي مشايخ الطرق الصوفية بينما تنص المادة 29 على :«أن يتوفر فيمن يعين شيخا لطريقة من الطرق الصوفية الشروط الآتية :-(1) أن يكون بالغا سن الرشد متمتعا بحقوقه المدنية والسياسية كاملة، (2) ألا يكون محكوما عليه فى جناية أو في جنحة مخلة بالشرف والأمانة ما لم يكن قد رد إليه اعتباره فى الحالتين، (3) أن يكون مجيدا للقراءة والكتابة وملما بمبادئ الشريعة الإسلامية».

من حق أي شخص إنشاء طريقة صوفية

ووفقاً لهذا القانون فإن أي شخص يتوافر فيه أبسط الشروط يمكن أن ينشى طريقة صوفية ويجمع المريدين من حوله وهو ما يفسر هذا العدد الكبير من الطرق حتى لو لم يكن لها أتباع ومريدين، وفقاً لما يقوله مصطفى زايد مؤسس ائتلاف الطرق الصوفية.

يضيف زايد: « القانون يتيح لأي شخص ان يقوم بعمل طريقة حتى لو أن عدد المريدين واحد فقط وهذا ما جعل عدد الطرق الصوفية بمصر وصل إلي ٨٠ طريقة، فليس كل من يتقدم لإنشاء طريقة كالشيخ علي جمعة، رغم أن إقرار طريقته لم يأخذ وقت فالمجلس الأعلى للطرق الصوفية اقرها في جلسته الماضية وأرسل أوراقها إلي الأمن والأوقاف لإقرارها».

وتابع زايد: «إقرار طريقة الشيخ علي جمعه نوع من المجاملات مثله مثل طرق كثيرة تم إقرارها مجاملة لأصحابها وليس لها أي نشاط صوفي يجب أن يضاف بند جديد في القانون انه يجب أن يكون عدد الأفراد المنتمين لهذه الطريقة الجديدة عند التقدم لإقرارها عشرة آلاف فرد وان لا يكونوا قد انتموا إلي أي طريقة أخري سابقا».

الطرق الصوفية وظهورها

وظهرت الطرق الصوفية في صورتها الأولى في القرنين الثالث والرابع من الهجرة، وأصبحت كلمة "طريقة" في هذين القرنين تشير إلى مجموعة الآداب والأخلاق التي تتمسك بها طائفة الصوفية، وتصور الطريق إلى الله مكونًا من عدة مراحل هي: المقامات والأحوال، فالمقامات كالتوبة والصبر والرضا واليقين والمحبة والتوكل، والأحوال كالقبض والبسط والفناء والهيبة، وهذه كلها فضائل وأحوال نفسية وأخلاقية تأتي ثمرة مجاهدة النفس، يترقى فيها السالك للطريق حتى يصل إلى مقام التوحيد أو المعرفة بالله وهو آخر مقامات الطريق.

وقد ظهرت في القرنين الثالث والرابع الهجريين طرق صوفية منها: الملاتية أو القصاربة، والطيقورية، والخرازية، والحلاجية، والنورية، والجنيدية. وفي القرن الخامس الهجري ظهرت الطريقة الغزالية، نسبة إلى الإمام محمد بن محمد الغزالي. أما الطرق التي ظهرت في القرنين السادس والسابع الهجريين، فكان من أهمها: القادرية، والأكبرية، والرفاعية، والشاذلية، والأحمدية، والبرهامية، والبدوية.

كيف ينظم القانون عمل شيخ الطريقة

وفقاُ للقانون الذي أصدره الرئيس السادات فإن شيخ الطريقة يعين نوابا له وخلفاء وخلفاء الخلفاء بسائر المحافظات والمراكز والأقسام من بين ذوي الكفاءة، ويشترط فيمن يقبل من أعضاء الطرق الصوفية أن يتوفر فيه الكفائه ولا يجوز لشيخ الطريقة أن يفرض على مريديه أو خلفائه عوائد أو قروض أو مبالغ دورية أيا كانت تسميتها.

ويضيف القانون: «يعد بمقر كل طريقة سجلات لتسجيل أسماء أعضاء الطريقة وأسماء النواب والخلفاء وخلفاء الخلفاء ويجب على كل شيخ طريقة أو خليفة جمع مريديه في مواعيد دورية في زاوية من الزوايا أو في محل مخصوص للذكر ا ويجب على شيخ الطريقة المرور في مواعيد دورية منظمة على خلفائه ونوابه والتفتيش على أعمالهم وكيفية قيامه، و لا يجوز لنواب مشايخ الطرق الصوفية في الأقاليم أن يستخدموا لقب «شيخ الطريقة».

كما نص القانون على ألا يجوز أن يصاحب أي موكب من المواكب الصوفية أو أي مولد من الموالد أي تجمع أو فعل أو عمل يتنافى مع الدين، ولا يجوز إقامة مجالس للذكر الصوفي بأي مسجد إلا بإذن من مشيخة الطرق الصوفية ويجب كذلك الحصول على موافقة الأجهزة المعنية».

ترحيب بطريقة «علي جمعة»

عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية وشيخ الطريقة العزمية علاء الدين أبو العزائم أبدى ترحيب كبير بطريقة الدكتور علي جمعة معتبرها إضافة للبيت الصوفي والمنهج الإسلامي الوسطي.

وقال أبو العزائم إن وجود علي جمعة إنصاف للسادة الصوفية، وطرقهم، خاصة أن مفتي الديار السابق، له العديد من الآراء ووجهات النظر الصائبة والتي جاءت في صف الصوفية وطرقهم حيث يعاني أتباع الصوفية دائما من اضطهاد التيارات المتشددة لهم.

علي جمعة

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية