قال خبير الشؤون الخليجية، الدكتور محمد عز العرب، إن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان لها بعدين أساسيين، الأول مرتبط بتوثيق أكثر للعلاقات الثنائية «المصرية -العمانية» والارتقاء بالبعد الاقتصادي بها، والآخر مرتبط بالتباحث حول القضايا الإقليمية.
وأوضح «عز العرب» خلال لقاء له ببرنامج «ساعة من مصر» على فضائية «الغد» الاخبارية، مع الإعلامي خالد عاشور، أن الأسانيد التاريخية تدفع قدماً العلاقات الثانية، لا سيما أن سلطنة عمان منذ مجئ السلطان «قابوس» إلى الحكم قبل 48 عاما وثّق علاقاته بمصر بشكل كبير، متابعاً أن طوال الوقت كان هناك قدر من التوافقات المشتركة مما ينعكس على الرؤية تجاه الأزمات الإقليمية.
وأضاف «عز العرب» أن مصر وعمان يرجحان الخيار السياسي في حل الأزمات بالمنطقة العربية، بما يساعد في حلحلة تلك الأزمات، وأن هناك توافقا في الرؤية تجاه العديد من القضايا من الملف السوري، فمنذ اليوم الأول للأزمة اتبعت مسقط سياسة عدم دعم أياً من أطراف الصراع داخل الساحة السورية والمحافظة على بقايا مؤسسات الدولة السورية وعدم اهتزاز الجيش النظامي السوري وهو نفس موقف القاهرة.
وأشار «عز العرب» إلى أن سلطنة عمان ربما يكون لها خلال المرحلة المقبلة دور وساطة في الملف اليمني، بعد تقارير إعلامية بأن وفد من الحوثيين سيصل للسلطنة، كما أنها تحتفظ بعلاقات وثيقة مع كل الأطراف بما فيها الطرف الإقليمي الداعم للحوثيين وهو إيران، متابعا أن هناك أيضا توافق في الرؤى بين البلدين فيما يخص الملف الليبي.
ولفت «عز العرب» إلى أن زيارة الرئيس «السيسي» لمسقط هي زيارة مؤجلة، إذ كان محدد لها 26 من نوفمبر الماضي، إلا أنه تم إرجاءها بفعل وقوع عملية بئر العبدالإرهابية التي خلفت أكثر من 300 شهيد، على نحو جعل إعادة النظر في ترتيب الأولويات للقيادة في البلدين.