ما بين الإحساس بالفرحة والارتياح من ناحية، وشعور بالقلق من ناحية أخرى انتابت أسر شهداء الثورة بعد الإعلان عن حبس الرئيس المخلوع حسنى مبارك ونجليه 15 يوماً على ذمة التحقيقات، ففى الوقت الذى عبر فيه عدد منهم عن فرحتهم بقرار الحبس انتصارا لأبنائهم الشهداء، تخوف آخرون من كونه قرارا لتهدئة الرأى العام بعد اتخاذ آلاف المصريين قرارا بالسفر إلى شرم الشيخ الجمعة المقبل لمحاسبة مبارك.
ليلى مرزوق والدة الشهيد خالد سعيد، عبرت عن سعادتها بالقرار وقالت إنه جاء بردا وسلاما على قلوب أمهات الشهداء وضحايا التعذيب فى عهد الرئيس السابق وأنه «برد نار قلوب الأمهات»، وقالت إنها علمت بالخبر من التليفزيون ووزعت «شربات» على الجيران فور سماعها الخبر. وأضافت ليلى «كان لازم مبارك يتحاكم»، وحملته المسؤولية السياسية والجنائية عن مصرع ابنها خالد سعيد بسبب التعذيب الذى جرى فى عهده وبعلمه – على حد قولها - كما توقعت أن يصدر حكم بالإدانة على الرئيس السابق لأن وقائع التعذيب وإطلاق الرصاص على المتظاهرين مثبتة فى التحقيقات، وقالت إن القرار يعبر عن نصر للثورة المباركة.
«ابنى رجعلى النهاردة ودمه ما رحش هدر» هكذا علقت هويدا محمود والدة الشهيد محمود رضا – من شهداء 25 يناير - على خبر حبس الرئيس السابق 15 يوماً على ذمة التحقيقات قائلة: «استقبلنا خبر حبس حسنى مبارك بفرحة كبيرة، وأنا فخورة الآن أن ابنى استشهد فى سبيل تطهير مصر من النظام السابق ورموز الفساد ونقدر الآن نرفع رؤوسنا لفوق».
وذكر رضا محمود محامى ووالد الشهيد أنه بدء يتنفس نسيم الحرية بعد الإعلان عن حبس الرئيس مبارك، وأشار إلى أنه ليس وحده من يشعر بالسعادة، بل يعيشها غيره ملايين المصريين «الذين عاشوا عبيدا له ولأسرته طوال 30 سنة كاملة» – على حد قوله - وأن محاكمة مبارك تؤكد نجاح الثورة وسيرها فى الاتجاه الصحيح.
وأظهر شنودة ارمانس شقيق الشهيد يوسف تخوفه من أن يأتى قرار النائب العام بحبس الرئيس المخلوع لتهدئة الرأى العام خاصة بعد الأحداث التى شهدها ميدان التحرير يوم الجمعة الماضى، قائلا «البلد مليانة إشاعات كل يوم، وإحنا خايفين يكون حبس مبارك كلام وخلاص علشان الشعب يهدى خصوصا بعدما قررنا السفر إلى شرم الشيخ الجمعة القادمة لمحاصرة مبارك ومحاسبته».
وانتقد اسطفانوس يوسف، والد الشهيد مينا اسطفانوس، تأخر قرار النائب العام بحبس مبارك رغم التأكد من تورطه فى قتل المتظاهرين، قائلا «دموعى لم تجف منذ استشهاد ابنى يوم 28 يناير، وبعد الإعلان عن حبس مبارك حسيت إن الشهداء عاشوا رجالة فى ظل حاكم فاسد ومستبد، وماتوا أبطالاً بعدما غيروا البلد».