أطلقت مجلة «فوربس» الأمريكية تقرير، وفقًا لبيانات معهد «Cato» الأمريكي ومعهد «Fraser» الكندي، ومؤسسة «Friedrich Naumann» للحريات، يكشف مُعدّل الحريات في دول قارة أفريقيا، معتبرة أن الإنسان الذي يحيا على أرض أي قارة تفرض السيطرة على سكانها، وتضيق مساحة الحريات في سجن كبير.
لذا ركزّت في تقريرها هذا على قارة أفريقيا واضعة مستويات تحدد مقدار الحريات المتاحة في أفريقيا، واصفة القارة «بأرض الحريات». وسلطت المجلة الضوء على الدول الجيدة والسيئة، من أجل مساعدة محبي السفر والحريات في التوجه إلى دول بعينها في أفريقيا، تلك القارة التي تضم 58 دولة.
في بداية التقرير، أشارت المجلة إلى أن أفريقيا من القارات التي يرتفع بها معدلات الفقر، وقبل التطرق إلى باقي الدول لفتت إلى أن المِنطقة الشمالية من أفريقيا، هي الأقل منحًا للحريات مقارنة بدول جنوب الصحراء الكبرى، وهم كما رتبتهم المجلة ليبيا ومصر والجزائر.
على الجانب الآخر، أوضحت المجلة أن هناك عدد من الدول تعجز المنظمات الدولية عن تغطيتها أو دراسة مُعدّل الحريات على أراضيها، مثل الصومال والسودان وارتيريا، كما أضافت أن الثلاث دُول ربما يندرجوا في نهاية القائمة حالة خضعن للفحص والتقييم.
وقال الباحث العلمي في معهد «Cato»، تانيا بورنيك: «الدول الثلاث لا يتوفر حولهم الكثير من البيانات والتقارير بشأن درجة قمع الحرّيات هناك». تابع: «أتوقع أن في حالة تم التدقيق في الحياة بتلك الدُول سيحتلون نهاية القائمة، أي الصومال ومن بعدها جنوب السودان في النهاية». ورغم ذلك أوضحت «فوربس» أن السودان تشهد تطورًا عبر دعم السياحة والاستثمار.
وعبّر «بورنيك» عن أن هناك بصيص من الأمل ينبعث من جامبيا عقب عقود من تضيق الخناق على سكانها، وقال: «زمن الرئيس السابق يحيى جمعة كانت هناك المعلومات حول التشديد الأمني وتكميم الحريات، إلى أن حلّ الرئيس الحالي، آداما بارو، وغيّر مسار الدولة نحو الإتجاه الإيجابي، وحررت الحكومة السجناء ووفرت مزيد من الحريات».
ووضعت المجلة دولة الكونجو، ضمن دول الصحراء الكبرى، وأيضًا جمهورية أفريقيا الكبرى وبوروندي، في نهاية القائمة أيضًا. وفي سياق آخر، أشارت إلى انحدار مستوى الحريات حاليًا في الكاميرون، في عهد رئيسها بول بيا، وفقا لتقريرها، لافتة إلى أنه أكمل ما يقرب من الـ42 عامًا حاكمًا للكاميرون حتى الآن.
وشبهت الرئيس «بيا» برؤساء عدد من دول الأفريقية الذين قضوا سنوات طويلة بالحكم، مثل الرئيس الأسبق حسني مبارك والرئيس ليبيا الراحل، معمر القذافي، وروبرت موجابي، رئيس زيمبابوي السابق.
أضاف «بورنيك» من جديد إلى أن ليبيا أصبحت من الدول الخانقة للحريات عقب الربيع العربي 2011، بفعل الحروب الأهلية وانعدام القانون، حسب المجلة. أما الدول الأكثر منحًا للحريات بأفريقيا، جنوب أفريقيا وغانا ورواندا وبوتسوانا. وفي المستوى الثاني والأقل، بوركينا فاسو وتنزانيا ومدغشقر كذلك كينيا وأوغندا وليبيريا.
أخيرًا أوضحت المجلة معدلات عدد من الدول بقارات العالم، واضعة سويسرا على رأس القائمة، في المستوى الثالث تحتل نيوزيلندا والخامسة أستراليا، ثم حصلت بريطانيا على الرقم 9، وتليها كندا وفي المرتبة الـ17 الولايات المتحدة الأمريكية.