x

د. ياسر سليمان رئيس هيئة التدريب الإلزامى للأطباء لـ «المصري اليوم»:سمعة الطبيب المصرى «مش وحشة أوى».. ونستهدف تحسين مستواه

الجمعة 02-02-2018 00:13 | كتب: إبراهيم الطيب |
المصري اليوم تحاور« الدكتور ياسر سليمان»، رئيس هيئة التدريب الإلزامى للأطباء التابعة لمجلس الوزراء المصري اليوم تحاور« الدكتور ياسر سليمان»، رئيس هيئة التدريب الإلزامى للأطباء التابعة لمجلس الوزراء تصوير : سمير صادق

قال الدكتور ياسر سليمان، رئيس هيئة التدريب الإلزامى للأطباء، التابعة لمجلس الوزراء، التى صدر قرار بتشكيلها فى يناير 2016، إن الهيئة لن تسمح لأى طبيب بمزاولة المهنة دون ترخيص، مؤكدا أنه لا توجد دولة فى العالم يحصل فيها الطبيب على ترخيص مزاولة المهنة طوال حياته، دون تجديد أو إعادة اعتماد. وأضاف سليمان، فى حواره لـ«المصرى اليوم»، أنه فى سبيل الارتقاء بمستوى الأطباء لن يكون هناك ترخيص لمزاولة المهنة قبل تجاوز الطالب فى جميع كليات الطب امتحانا موحدا على مستوى الجمهورية فور انتهاء سنوات الدراسة، وبموجب هذا الامتحان يستطيع ممارسة المهنة، مشيرا إلى أنه بالنسبة للأطباء الذين انتهت دراستهم منذ سنوات، يشترط لاستمرار مزاولتهم المهنة الحصول على شهادة اعتماد لإعادة الترخيص كل 5 سنوات.. وإلى نص الحوار:

المصري اليوم تحاور« الدكتور ياسر سليمان»، رئيس هيئة التدريب الإلزامى للأطباء التابعة لمجلس الوزراء

■ بداية ما هو الغرض من إنشاء هيئة التدريب الإلزامى للأطباء؟

- الغرض هو الارتقاء بالتدريب للطبيب بحيث يكون أكثر أمانا على المرضى وأكثر كفاءة وخبرة ودراية بما يدور حوله على المستوى المحلى والإقليمى والدولى من مستجدات وخبرات جديدة فى مجال الطب، والهيئة صدرت بقرار من رئيس مجلس الوزراء رقم 210 لسنة 2016، وهى هيئة مستقلة لا تتبع وزارة الصحة ولا وزارة التعليم العالى، وتقوم بأنشطة مختلفة، أولها: تدريب الأطباء فى فترة الامتياز سواء كان لمدة عام كما هو معمول به حاليا، أو عامين من التدريب للطلاب الجدد الذين سيدخلون كليات الطب العام المقبل 2019.

■ ما أهمية التدريب الذى يحصل عليه الطالب؟

- المطلوب من طبيب الامتياز تعلم المزيد من المهارات، لأن معظم الدراسة أكاديمية وكم المعلومات التى يحصل عليها الطالب ممتاز ويضاهى ما يُدرس فى كليات الطب على المستوى الإقليمى، وبالتالى عندما يُكمل خريج كلية الطب فى مصر دراسته بالخارج يكون من أمهر الناس، ولكن المشكلة الحقيقية أنه بعد الدراسة لا يحصل الطالب على التدريب الكافى والاستفادة من المواد التى تعلم عليها، ولذا نضع منهجا معينا للتدريب عليه، وفى النهاية يتم عمل امتحان للطلاب بعد فترة الامتياز أو فترة التدريب الأساسى على مستوى الجمهورية، وهذا الاختبار المُوحد يحصل بموجبه الطالب على ترخيص مزاولة المهنة، كما أن التدريب يتم فى أماكن معتمدة وذات مواصفات عالية.

■ هل هناك أنشطة أخرى للهيئة؟

- من أنشطة الهيئة أيضا إعادة الترخيص لمزاولة المهنة، ولن يكون ذلك بموجب امتحان، بل بنظام ساعات معتمدة عن طريق حضور المؤتمرات الطبية محليا ودوليا، وورش العمل، ويكون التجديد كل 5 سنوات، لأنه يكون هناك ترخيص لمزاولة المهنة مدى الحياة، لأن مصر من البلدان القليلة جدا فى العالم التى تمنح الترخيص مدى الحياة، والطبيب يحصل على الترخيص بمجرد التخرج ويمارس المهنة مدى الحياة وهذا غير موجود عالميا، وبالتالى لا بد من إعادة الترخيص للتأكد أن الطبيب فعلا يمارس المهنة ويدرس ويتعلم المستجدات عالميا.

■ وماذا يحدث فى حالة عدم حصوله على الترخيص؟

- فى حالة عدم حصول الطبيب على تجديد الترخيص، نُخطر وزارة الصحة بجميع الأطباء الذين لم يتم تجديد الترخيص لهم لاتخاذ اللازم ضدهم، فنحن مسؤولون فقط عن الناحية الفنية فى إعادة الترخيص ولسنا جهة إلزامية، أما الإجراءات الإدارية فهى مهمة وزارة الصحة ونقابة الأطباء، ولكن بكل تأكيد إذا لم يجدد الطبيب الترخيص المطلوب منه، لن يمارس المهنة ولن يفتح عيادة ولن يستطيع العمل فى أى مستشفى.

■ كيف تتم إعادة تجديد الترخيص للأطباء العاملين منذ سنوات؟

- إجراءات إعادة الترخيص، تتم من خلال برنامج إلكترونى نحن بصدد إعداده، بحيث يدخل كل طبيب على مستوى الجمهورية البيانات والمعلومات الخاصة به ونتأكد من صحتها ومن خلالها يتم إعادة الترخيص.

■ وكيف يتم التأكد من صحة البيانات والمعلومات المقدمة من الطبيب لتجديد الترخيص؟

- لدينا وسائل مختلفة للتأكد من صحة الأوراق المقدمة من الطبيب والتأكد أنه حضر المؤتمرات الطبية، وهل المؤتمر الذى شارك فيه حقيقى أم وهمى، وذلك من خلال اعتماد المؤتمرات من قبل هيئة التدريب وأيضا ورش العمل، وبالتالى من السهولة معرفة من حضر المؤتمرات ومن لم يحضر، وبالنسبة للمؤتمرات بالخارج يتم التواصل معهم للتأكد من حضور الطبيب لها.

■ من هى الفئة التى تستهدفها هيئة التدريب؟

- الجيل الجديد من الأطباء هم المستهدفون بالنسبة لنا، والأمل أكثر فى هؤلاء لأنهم المستقبل بالنسبة لنا فى ممارسة الطب والترخيص لأول مرة، وسيكون لدينا قاعدة بيانات بكل الأطباء الموجودين فى مصر وسيتم التواصل مع الجهات المعنية مثل وزارة الصحة نقابة الأطباء التعليم العالى حتى يكون لدينا قاعدة بيانات بالأطباء والأنشطة الخاصة بهم لإعادة الترخيص للأطباء بسهولة ويسر.

■ ولكن قطاعا كبيرا من الأطباء لا يحصل على فرص التعليم الطبى المناسب عقب التخرج، كيف تتعاملون مع ذلك؟

- الغرض الأساسى من الهيئة هو المساواة فى التدريب بين جميع خريجى كليات الطب، فنحن نريد أن يحصل كل خريج على برنامج واحد وهو شهادة البورد المصرى.

■ ما هو البورد المصرى؟

المصري اليوم تحاور« الدكتور ياسر سليمان»، رئيس هيئة التدريب الإلزامى للأطباء التابعة لمجلس الوزراء

- شهادة البورد المصرى هى شهادة مهنية يتدرب الطبيب فيها على تخصص محدد، ويدخل الطبيب البرنامج خلال 5 سنوات، جزء منه إجبارى فى الجامعات، وجزء فى مستشفيات الصحة أو الجيش او المستشفيات المعتمدة من الهيئة، وبالتالى يحصل كل طبيب على نفس الدرجة من التدريب ويكون بنفس الكفاءة عندما يحصل على البورد.

■ الرئيس عبدالفتاح السيسى أبدى أكثر من مرة اهتمامه بملف تدريب الأطباء، ما انعكاس هذا الاهتمام على أرض الواقع؟

- الرئيس بالفعل مهتم بهذا الملف ورئيس الوزراء أيضا داعم لهذا الأمر، وأتذكر أن الرئيس فى أحد المؤتمرات طالب بسرعة إنجاز عمل الهيئة وممارس نشاطها، وهذا ما حدث بالفعل، ففى يناير الجارى تم استقبال أول دفعة للبورد المصرى فى 4 تخصصات هى: جراحة عامة، باطنة عامة، نساء والتوليد، أطفال.

■ إذن هناك دعم من القيادة السياسية، فماذا قدمت الهيئة منذ إنشائها؟

- الهيئة منشأة حديثا ولم يكن لها مثيل، وبالتالى نحن فى مرحلة إنشاء الهيكل التنظيمى للهيئة، وبالفعل تمت الموافقة عليه من الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، ونعمل حاليا على استقطاب الوظائف المطلوبة لبدء النشاط الإدارى الى جانب النشاط الفنى، ودعنى أقل لك إنه مر فقط على قرار تشكيل مجلس الإدارة 8 شهور، وخلال تلك الفترة شكلنا لجانا بمخاطبة الجهات المعنية، وهى الجامعات ووزارة الصحة والقوات المسلحة، لإرسال المرشحين فى مختلف اللجان، والموافقة عليها.

■ كم سنة تحتاجها الهيئة حتى ينعكس عملها على مستوى الأطباء؟

- المستوى الموحد من التدريب الجيد، سيظهر أكثر مع الخريجين الجدد الذين سيطبق عليهم النظام والتدريب بنفس الكفاءة، ثم امتحانهم لترخيص المهنة ثم البورد المصرى، وهذه النوعية عليها أمل كبير جدا، أما الأطباء القدامى الذين تخرجوا منذ سنوات فسنعمل تدريجيا للارتقاء بهم.

■ لكن للأسف ممارسات بعض الأطباء تسببت فى تشويه سمعة الطبيب المصرى مؤخرًا؟

- سمعة الطبيب المصرى «مش وحشة أوى»، ونحن نستهدف تحسين المستوى والعودة بالطبيب من جديد للتدريب والاطلاع على الجديد فى الطب حتى يمارس المهنة بشكل أكثر حرفية وأمانًا على المرضى.

■ هل تتوقع أن يهجر بعض الأطباء المهنة حال التضييق عليهم باشتراطات إعادة الترخيص؟

- لا أتوقع ذلك، أعتقد أنه من غير المنطقى أن يُضحى الطبيب بمستقبله وبسنوات الدراسة التى تعتبر هى الأصعب، بالعكس أتوقع أن يواكب الطبيب أنشطة الهيئة لأنها فى مصلحة مصر والمريض وأيضا فى مصلحة الطبيب نفسه، ولذا أتوقع تجاوب كل الأطباء حتى ينعكس ذلك إيجابا على المريض.

■ ما آليات التدريب؟

المصري اليوم تحاور« الدكتور ياسر سليمان»، رئيس هيئة التدريب الإلزامى للأطباء التابعة لمجلس الوزراء

- التدريب ينقسم الى قسمين، أولاً البنية التحتية وهى المكان الذى سيتم التدريب فيه، من حيث توافر اشتراطات معينة من عيادات خارجية، وغرف عمليات، ورعاية مركزة، وأجهزة فحوصات، بحيث يستطيع الطبيب القيام بمهام التدريب الأساسى، ولذا خاطبنا الجهات المختلفة لإرسال الإمكانيات الموجودة لديها حتى نقيم البنية التحتية وهل استوفت الشروط أم لا، والمتوقع أن معظم المستشفيات الجامعية تكون مؤهلة للتدريب، ثم المستشفيات التعليمية بوزارة الصحة، وأى مستشفى يستوفى المعايير سيدخل تلقائيا.

■ كيف سيتم وضع الامتحانات الخاصة بتجاوز التدريب والحصول على رخصة الممارسة؟

- الامتحان سيكون على المستوى القومى وفى نفس التوقيب لجميع الطلاب فى أماكن مجهزة للامتحان، وعقب اجتياز الامتحان يستطيع الطالب الحصول على رخصة مزاولة المهنة.

■ وكيف يتم اختيار المدربين، وهل سيكون لهم تواصل مباشر مع الطلاب؟

- من يدرب الطالب لا علاقة له بالامتحان، لأنه سيكون امتحانا مركزيا بواسطة لجنة بالهيئة، ووضع الامتحان سيتم من خلال «بنك أسئلة» وليس بواسطة شخص معين، وبالتالى المدرب ليس له علاقة بالامتحان، هو فقط يدرب الطالب على مهارات معينة حتى يكون الطالب مؤهلا لدخول الامتحان النهائى الذى وضعته اللجنة المركزية من الهيئة على مستوى الجمهورية.

■ ما رسالتك للطلاب الذين يدرسون الطب، وكذا الأطباء الذين يمارسون المهنة من سنوات؟

- أقول لهم إن إنشاء الهيئة هو أساسا فى مصلحة المريض والطبيب على حد سواء، وأقول للطبيب المتخرج من سنوات ولم يطور نفسه: «أهلا بك للعودة لمنظومة ترفع من شأنك ومهاراتك وسمعتك للارتقاء بسمعة الطبيب المصرى».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية