كرم الدكتور محمد حسن القناوي، رئيس جامعة المنصورة، أعضاء الفريق البحثي الذي تمكن من اكتشاف حفريات لديناصور ضخم في الواحات الداخلة أثناء رحلة استكشافية برئاسة الدكتور هشام سلام مدير مركز علوم الحفريات الفقارية بكلية العلوم، ويضم الدكتورة إيمان الداودى أول باحثة مصرية وعربية في مجال الديناصورات، والدكتورة سناء السيد من جامعة المنصورة، بالإضافة للباحثة الدكتورة سارة صابر من جامعة أسيوط.
وأعلن رئيس الجامعة عن إنشاء متحف للديناصورات بجامعة المنصورة ليكون المتحف الأول من نوعه في مصر والشرق الأوسط، وعبر عن فخره بما تم الإعلان عنه، مؤكدا أن الإكتشاف يضع جامعة المنصورة في مكانة مميزة كما ان النشر في الدوريات العالمية يضيف للجامعة ولمصر مكانة علمية جديدة في مجال هام من المجالات العلمية.
وقال: «نهتم في جامعة المنصورة إهتمام خاص بالبحث العلمى في شتى المجالات العلمية ونسعى من خلال البحث العلمى وضع الجامعة في المكانة التي تستحقها حيث تضم أعظم العلماء في شتى المجالات».
وأشار إلى أن فريق البحث عن الحفريات بدأ البحث في عام ٢٠٠٨ حيث وضع خطة للبحث عن الديناصورات في الطبقات الرسوبية المصرية بجنوب الصحراء الغربية وبعدها بخمسة أعوام تمكَّن الفريق من اكتشاف «منصوراصورس» في الواحات الداخلة بمحافظة الوادى الجديد على بُعْد نحو ٧٠٠ كيلومتر إلى الجنوب الغربى من القاهرة وخلال الفترة الماضية قاموا بإجراء الدراسات العلمية والبحثية على العظام المكتشفه قبل الإعلان الرسمى عن البحث.
وأكد «القناوي» أن الجامعة سوف تقوم بتكريم الفريق البحثى التكريم اللائق بما تم اكتشافه وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية.
ومن جانبه، قال الدكتور هشام سلام رئيس فريق البحث: «الاكتشاف الجديد يمثل تفوق علمى فريد سيضيف الكثير إلى سجل مصر الأحفورى وتم تسمية الديناصور الجديد بإسم (منصوراصورس) تيمناً بجامعة المنصورة».
وأشار إلى أنه من قبل كان تتم الاكتشافات الأبحاث عن طريق فرق بحثية من جامعات أجنبية، «وكانت النتيجة أنه تم العثور على ٤ هياكل لديناصورات من قبل في الواحات البحرية وقام الباحث الألماني الذي اكتشفها بشحنها لمتحف ميونخ الألمانى وتم تدميرها بالكامل أثناء الحرب العالمية الثانية، والجديد اليوم ان الاكتشاف مصري وسيبقى في مصر كرمز على تفوق العلماء المصريين».
وقال: «ينتمى الديناصور المكتشف حديثاً إلى عائلة الديناصورات النباتية طويلة العنق التي كانت شائعة في جميع أنحاء العالم خلال العصر الطباشيرى، وتلك العائلة معروفة بكونها أكبر الحيوانات البرية التي عرفها العِلْم حتى الآن إلا أن الديناصور المكتشف حديثاً يختلف عنها في العديد من الخصائص إذ إن وزنه يعادل تقريباً وزن فيلٍ أفريقى وهيكله يختلف عن هيكل الديناصورات الاعتيادية التي تنتمى لتلك العائلة».
وأضاف «تأكد أن الديناصور من آكلات العشب وعثرنا على الفك السفلي له والتى يظهر في شكل ذقن طويل، وهو نوع جديد ومميز من الديناصورات فكل الديناصورات لها 9 أسنان فقط، وهذا له 10 أسنان، وطوله 10 أمتار، وعملنا له شكل تخيلي، ويبدو انه تم دفنه في منطقة ساحلية وهو أول ديناصور يكتشف في هذه الفترة من 70 مليون سنة، وكان شاطئ البحر المتوسط بعد محافظة أسيوط وكان المكان الذي اكتشفناه فيه يغمره مياه البحر في هذه المناطق في تلك الحقبة الزمنية لذلك كانت هذه الديناصورات في الجنوب وليس في الشمال وكنا نبحث عن الديناصورات منذ عام 2008 وعثرنا على أجزاء في 2013 واستمر البحث والدراسة حتى تم الإعلان الرسمى عنه فهذا اكتشاف كبير جدا لذلك اهتمت به كبري الوكالات العالية ومنشور في اكبر مجلة علمية في العالم».
وقالت الباحثة الدكتورة ثناء السيد إحدى عضوات فريق البحث: «الإكتشاف الجديد أثبت نظرية كانت موجودة حول اتصال قارتي أفريقيا وأوروبا، والمنصوراصورس أثبت وجود نسب بينه وبين نفس الانواع المكتشفة في أوربا».
وقالت: «جاءت فكرة الدكتور هشام بتكوين كوادر مصرية، بعد حصوله على الدكتوراه من جامعة أكسفورد، وكان من قبل الباحثين الأجانب يستحوذون على هذا المجال ومن هنا بدأنا من الصفر ولا يوجد لدينا سوى دكتوراه في الثدييات وعملية البحث في الصحراء عملية شاقة خاصة ان معظم الفريق من السيدات ولذلك كان هناك اتصال شخصي ومستمر من أسرنا مع الدكتور هشام وكنا نعمل بروح الأسرة الواحدة والتى تعمل من أجل هدف رئيسى وكل فرد فيها يعمل واجباته ومسئولياته وكنا نسافر في الصحراء لمدد مختلفة تبدأ من ٥ أيام وقد تمتد لشهر كامل حسب الهدف من الرحلة وكنا نقيم في كامب في مناطق جرداء ولذلك كنا نعاني كثيرا في البداية حتي الأدوات لم تكون موجودة في مصر وكنا نحصل عليها من أمريكا ونحافظ عليها خوفا من الكسر».
واضافت: «عندما عثرنا على منصوراصورس عرفنا أننا سننشر في النيتشر أهم مجلة علمية في المجال وطبقا عليه دراسات علمية صارمة وكنا نتعلم تشريح الديناصور ونتعامل كع العظام والشرائح بعناية فائقة وقمنا بمقارنة بمئات العينات على مستوي العالم ومعنا الأدلة التي تثبت انتمائه لفصيلته وعمره وتاريخ حياته».