اختتم الاتحاد العام لنساء مصر برئاسة هدي بدران، مشروع الثقافة والمسرح ضد التمييز والذي نفذ بالتعاون مع مكتبة الاسكندرية ووزارة الشباب وجامعة القاهرة، ودشن الاتحاد المشروع خلال مايو 2017، واستهدف مناهضة التمييز والتطرف من خلال فنون الغناء والمسرح والفن التشكيلي، وقامت فرق الدعم الفنى بتدريب مئات الشباب في تلك المجالات من اجل رفع قدراتهم الفنية، كما اقام الاتحاد مئات الندوات وحلقات النقاش وانتج 26 عملا مسرحيا يناهض كافة اشكال التمييز الديني والنوعي بحسب بيان للاتحاد.
وقد افتتح كل من مصطفى الفقى مدير مكتبة الاسكندرية، وهدى بدران رئيس الاتحاد وساندرا دي ويل نائب رئيس وفد الاتحاد الأوروبي بمصر معرضا للفن التشكيلي للشباب المشاركين في المشروع، ركزت اللوحات على مناهضة التمييز الديني والنوعي، وشارك فيه فنانين شباب من محافظات المنيا والقاهرة والإسكندرية.
تلى ذلك فاعليات المؤتمر الختامي للمشروع والذى تضمن كلمات الشركاء، وعرض هباتيا وهو عرض مسرحي لفرقة مسرح جامعة القاهرة، بينما ختمت الاحتفالية بتوزيع الجوائز على الفائزين بمجالات المسرح والغناء والفن التشكيلي والتصوير.
افتتح المؤتمر بالنشيد الوطنى تلى ذلك كلمة تعريفية عن المشروع واهدافه قدمها عصام شعبان المنسق الاعلامي للاتحاد، مرحبا بالضيوف والشركاء والمشاركين من رواد مراكز الشباب وطلاب الجامعات، وأوضح شعبان ان المشروع استهدف مناهضة التمييز الديني والنوعي مستخدما الفن كمنهج لمعالجة مشكلة التمييز، واضاف ان الاتحاد نفذ المشروع انطلاقا من خطورة التمييز الذي يفتت المجتمع ويمزق نسيجه، واضاف ان سيادة ثقافة التمييز تعنى وجود انتهاكا لقيم العدالة والمساواة، كما تمثل في ذات الوقت ارضية لظهور العنف ضد الاخر المختلف في الدين والنوع والطبقة الاجتماعية، كما يتأسس الارهاب في جانب منه إلى افكار التمييز ضد الاخر المختلف في الدين، وتؤثر مظاهر التمييز على قدرة المجتمع في انجاز مهام التنمية.
تلى ذلك الكلمات الافتتاحية والتي بدأت بكلمة مصطفى الفقى مدير مكتبة الاسكندرية الذي حيا فيها الشباب المشاركين في المشروع، مؤكدا أهمية دور الفنون والآداب في مواجهة التمييز والعنف والارهاب، وأن مكتبة الاسكندرية ترحب باستضافة فاعليات الاتحاد العام لنساء مصر الذي يعتز به، معتبرا هذا المشروع خطوة على طريق مواجهة التمييز.
وأضاف: «مكتبة الاسكندرية بأنشطتها تمثل مركزا للأبداع، وخصصت 2018 ليكون عاما لمواجهة أشكال التمييز والتطرف، والمكتبة تفتح أبوابها لكافة الانشطة والجهود التي تناهض العنف وثقافة التمييز».
بينما قالت هدي بدران رئيس اتحاد نساء مصر: «الأدب والفن وسيلتان لنشر الوعى بنبذ العنف والتطرف، وكل أنواع الفنون غذاء للروح يمكن توجيهها في إتجاه الخير والجمال، أما المسرح فهو ابو الفنون جميعها لأنه يشمل فن التمثيل والموسيقي والغناء والرسم والديكور. ويوظف كل امكانيات الفنون للتعبير عن رؤية العالم، وتشكيل وعي المجتمع. لذا اصبح المسرح ضرورة من ضرورات التقدم والحضارة، وتعبر الشعوب من خلاله عن احاسيسها وتعكس اتجاهاتها وتيارات حياتها المتباينة».
وتابعت: «للمسرح دور سياسي واجتماعي مؤثر. يقوم بتنوير الواقع الاجتماعي ومنح المتعة بجانب الوعي الاجتماعي والسياسي. واستخدم المسرح لكي يعزز مفهوم حقوق الانسان وحقوق المرأة بشكل خاص، والمشروع قام على اكساب المجموعات الشبابية مهارات فنية وكذلك اقام حلقات نقاش بهدف رفع وعي هذه المجموعات بقضايا التمييز، مما مكن المجموعات الشبابية من انتاج وتنفيذ منتجات ثقافية تناولت موضوعات وقضايا النوع الاجتماعي والتمييز».
استطاع المشروع أن يكون 20 مجموعة شبابية، قدموا 40 فعالية فنية بمسارح وزارتي الشباب والثقافة للجمهور لتصحيح المفاهيم التي تؤدي للتعصب والتطرف، وركزت أعمالهم على تقديم رؤي لحل مشكلة التمييز والتطرف.
كما استهدف المشروع نشر ثقافة تناهض التمييز والتعصب في اوساط المجموعات الشبابية، وتلك المجموعات بدورها نقلت رؤيتها النقدية لقضية التمييز من خلال عروضها الفنية لجمهور أوسع، لقد ساهم المشروع في خلق قيم تناهض التمييز والتطرف لدي الشباب المشاركين ولدي جمهور اوسع مما شاهد منتجاتهم الثقافية.
واختتمت الكلمات الافتتاحية بكلمة ساندرا دي نائب رئيس وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر، عبرت خلال كلمتها عن سعادتها بالتعاون المشترك مع الاتحاد العام لنساء مصر، وشكرت كل المشاركين في المشروع والقائمين عليه، وقالت إن الاتحاد الأوروبي يولى اهتماما كبيرا بمشكلة التمييز وخاصة التمييز ضد النساء، وان مشروع الثقافة والمسرح ضد التمييز هو خطوة جيدة على الطريق، خاصة وان هناك تنوعا نوعيا وجغرافيا في المشاركين، هناك شابات وشباب، ومشاركين من محافظات عديدة، وختمت كلماتها بالشكر لكافة الحضور والمشاركين في المشروع.
بينما اختتم الحفل بعرض مسرحية هبايتيا وهى احدي المسرحيات التي انتجها الاتحاد العام لنساء مصر وقدمتها فرقة مسرح جامعة القاهرة، وتلى العرض توزيع الجوائز في مجالات الغناء والتصوير والمسرح، وفاز فريق كورال جامعة الاسكندرية بالمركز الاول، فيما فازت جامعة المنيا بالمركز الثانى، وكان المركز الثالث لفريق جامعة القاهرة، وفازت غادة عادل من محافظة المنيا بالمركز الأول في مجال الفنون التشكلية، وفازت بالمركز الثاني سلمى نوح من الاسكندرية، ومى شحاته من القاهرة.
وفى مجال التصوير فازت بالمركز الاول جيهان نصر من المنيا، بينما فازت بالمركز الثانى شيماء منصور وعبدالرحمن احمد من الاسكندرية، وجاءت ياسمين ابراهيم من جامعة القاهرة في المركز الثالث.
وفى مجال المسرح فاز بالمركز الاول عرض ( عسل وطحينة ) لفرقة اوبرا عربي بالاسكندرية، وفاز بالمركز الثانى عرض (وحدى ) جامعة الاسكندرية، فيما فاز عرض (هيباتيا ) من جامعة القاهرة بالمركز الثالث.