رصدت «المصري اليوم» مأسأة شابين حالتهما حرجة في 4 مستشفيات بمحافظة الدقهلية.
الحكاية بدأت بقيام مستشفى بلقاس المركزي بتحويل حالتين لشابين أصيبا في حادث تصادم لحاجتهما لعمل عرض جراحة مخ وأعصاب إلى مستشفى الطوارئ لعدم وجود التخصص بمستشفى بلقاس، وهما رضا كمال عبدالهادي، 20 سنة، مصابا بكسر بقاع الجمجمة واشتباه نزيف بالمخ ودرجة الوعي 7، ومحمد السيد عزب، 15 سنة، مصابا باشتباه ما بعد الارتجاج وكسر بقاع الجمجمة وبدرجة الوعى 3، وتم تركيب أنبوبة حنجرية لهما.
وقال مصدر طبي، لـ«المصري اليوم»: «بعد وصول الحالتين لمستشفى الطوارئ بصحبة الطبيب عبدالله حلمي فوجئنا بطلب إدارة مستشفى الطوارئ بإعادة الحالتين إلى مستشفى بلقاس المركزي فورا، وذلك بعد العرض على طبيب جراحة المخ والأعصاب، والذي أكد أن الحالتين ليستا بحاجة إلى تدخل جراحي وأصرت إدارة المستشفى على عودة الحالات إلى مستشفى بلقاس المركزى فورا رغم بعد المسافة وحالتهما الخطرة».
وأضاف المصدر، الذي رفض الكشف عن اسمه: «تم التواصل مع مسؤولي الرعاية الحرجة بمديرية الصحة، وتم نقل الحالتين إلى مستشفيي ميت غمر وشربين، وذلك رغم بعد المسافة وخطورة النقل على حياتهما».
فيما تدخل النائب وحيد قرقر، عضو مجلس النواب عن دائرة بلقاس، وقام بالاتصال بإدارة المستشفى لاستقبال الحالتين إلا أنه فشل في إقناع المسؤولين بمستشفى الطوارئ على توفير مكان لهما بالمستشفى.
وذكر النائب، لـ«المصري اليوم»: «تواصلت مع الدكتور محمد القناوي، رئيس جامعة المنصورة، ووعد بمناقشة ما حدث مع الدكتور سمير عطية، مدير المستشفى، والتفاهم معه في كيفية التصرف في مثل هذه الحالات»، مضيفا أن «الشكوى وصلت إلى الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، من الدكتور سعد مكي، وكيل وزارة الصحة، بشأن التعامل مع الحالتين، وأنه وعد بالتواصل مع رئيس جامعة المنصورة حول الحالات المحولة من المستشفيات».
ومن جانبه، أكد الدكتور السعيد عبدالهادي، عميد كلية الطب بجامعة المنصورة، ورئيس المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية بالمنصورة: «إننا نعاني من نقص عدد الأسرة المتاحة للرعاية المركزة في جميع مستشفيات وزارة الصحة والجامعات، والعدد الموجود حاليا هو حوالي ٨٠٠٠ سرير في مصر، في حين نحتاج حوالي 24 ألف سرير، أي نحتاج ٣ أضعاف العدد المتاح حاليا، وتجهيز كل سرير يحتاج 1.5 مليون جنيه ومثلها سنويا لخدمة السرير».
وأضاف «عبدالهادي»: «أننا لدينا في جامعة المنصورة 250 سرير عناية مركزة ونحتاج 6 آلاف سرير وستظل هذا المشكلة قائمة لعدم وجود إمكانيات، ونحتاج 150 جهاز تنفس صناعي، وعدم التنسيق بين المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة مما يقلل من الاستفادة من العدد القليل المتاح من أسرة العناية المركزة، بالإضافة إلى نقص عدد الأطباء وهيئة التدريب المدربين لتقديم الرعاية المركزة وسفر معظمهم إلى العمل خارج مصر».
وأشار إلى أن «المريض يظل على سريره في العناية المركزة والتنفس الصناعي لفترات طويلة قد تصل إلى أسابيع وأحيانا عدة أشهر، مما يمنع من استقبال مرضى جدد، فضلا عن عدم وجود منظومة إدارة حديثة تربط الإسعاف المصري بالمستشفيات الجامعية ووزارة الصحة مما يضيع الوقت والجهد في البحث عن سرير عناية مركزة».