قال سفير تركيا فى القاهرة حسين عونى بوطصالى، إن تركيا لا تفرض نموذجها الإصلاحى على دول المنطقة، وأنه يؤمن بقدرة مصر على خلق نموذج إصلاحى خاص بها يبهر العالم، كما أبهرتهم ثورتها فى «25 يناير» الماضى.
وقال السفير التركى، فى لقاء بعدد من الصحفيين المصريين فى منزله الاثنين، إن على العالم منذ الآن وصاعداً تعلم احترام مصر وإرادتها الحرة التى أكدتها ثورة الشباب ومنحت المصريين الحرية التى يستحقونها، وأضاف: «لن تكون مسيرة الإصلاح مهمة سهلة أو يسيرة، وعليكم أن تعلموا أن الطريق شاق وطويل، ولكنكم قادرون، كما نعلم جميعاً، على تحقيق الهدف فقط لو ركزتم جهودكم فى الإصلاح والعمل واللحاق بركب التقدم وما فاتكم منه».
وضرب السفير التركى مثلاً بتركيا التى كانت حتى الثمانينيات من القرن الماضى دولة عادية تعتمد على تصدير 5 منتجات من بينها التين والمنتجات التقليدية وليس من بينها الغاز أو البترول، ولكنهم ركزوا جهودهم فى العمل وواصلوا الليل بالنهار لزيادة الإنتاج ومضاعفته ووضع حلول لمشكلاتهم، وهو ما منح الاقتصاد التركى نمواً يتراوح بين 7 و8٪ وهو ما جعله يحتل المرتبة السادسة عشرة على المستوى العالمى، والمرتبة الأولى بين الدول الأوروبية، مشيراً إلى أن هذا لا يعنى أن تركيا تعيش بلا مشاكل أو آلام، وأضاف: «ابنتى الكبرى عمرها 14 عاماً وستظل تدفع نصيبها كمواطنة فى الدين العام حتى تتقاعد، وذلك جزء من مسؤوليتنا تجاه الوطن».
كما تحدث السفير التركى عن أن صراحة الحاكم مع شعبه من أهم الأمور التى يجب اتباعها للدول التى تريد تحقيق تنمية حقيقية ومستدامة، ضارباً المثل بالرئيس التركى تورجوت أوزال الذى ترأس الوزارة التركية من عام 1983/1989 ثم تولى الرئاسة من 1989/1993، وقاد تركيا اقتصادياً وزادت الصادرات من 5.7 مليار دولار عام 1983 إلى 11.6 مليار دولار عام 1989، كما ارتفع معدل النمو من 3.3٪ إلى 9.1٪ فى الفترة نفسها.
وقال السفير التركى: «لقد تحدث معنا الرئيس الراحل تورجوت أوزال، ووضعنا أمام حقيقة ما نواجهه فى تركيا فى تلك الفترة، وقال لنا إننا سندفع ثمن التقدم وسنواجه الكثير من الألم والمعاناة من أجل أن ينعم أولادنا بحياة أفضل وهو ما تحقق، وقال لنا إنه لن يكذب علينا وطلب من كل فرد فى تركيا أن يتحمل مسؤولية تقدم الوطن».