أكد الدكتور محمد مختار، وزير الأوقاف، أن مصر والسعودية، هما جناحا الأمة العربية والإسلامية، ويمثلان دعما أساسيا لأمنها واستقرارها، ومواجهة التطورات التي تواجهه، وهو ما يشهد به التاريخ القديم والمعاصر، مشيدا في الوقت ذاته بعمق العلاقات الأخوية بين البلدين «الشقيقين» مصر والسعودية والتعاون المشترك بينهما في كافة المجالات.
جاء ذلك خلال ندوة لوزير الأوقاف نظمها اليوم الإثنين، الجناح الخاص بالمملكة العربية السعودية، بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته التاسعة والأربعين، حيث وجه الشكر إلى المملكة على مشاركتها «الواسعة» بالمعرض الذي يعد أقوى وسيلة للتقارب والتعارف والتواصل الإنساني، مشيدا في الوقت ذاته بالتنوع الثقافي لجناح المملكة .
وشدد على أن الخطاب الديني «الرشيد» منفتح بقوة على التعددية، ويرفض الإرهاب والتشدد، منتقدا الجماعات الإرهابية التي تبني أفكارها الهدامة على أساس توظيف الدين لمصالحها الخاصة، ومصالح من تعمل لديهم ومن يمولونها، معتمدة على عدم الدراية الكافية للمتلقين لها دينيا وثقافيا.
ولفت إلى أن قيادات الجماعات الإرهابية أبعد ما يكونوا عن تنفيذ أي عملية إرهابية، سواء كانوا هم أو أزواجهم أو أبناؤهم، ويستخدمون «العامة» لتنفيذ تلك العمليات الإجرامية من خلال التضليل، واصفا ما تقوم به التنظيمات الإرهابية و«داعش» بأنها أفعال إجرامية مشينة يرفضها الدين والعقل، وهو ما تقوم به وقامت بها الحركة الصهوينية العالمية.
وجدد التأكيد على أن الثقافة تقع سدا منيعا لمواجهة الفكر المتطرف، منوها بأن التنظيمات الإرهابية تحتاج «لمقارعة» الفكر بالفكر، مثلما تحتاج للعلاج والمواجهة الأمنية والعسكرية لتضييق الخناق عليها ومنع تمددها وانتشارها .
وأشاد في هذا الصدد بجهود الأزهر الشريف ووزارات الأوقاف، والثقافة، والتعليم، وأيضا الإعلام في مجابهة فكر الجماعات الإرهابية المتطرفة، مؤكدا أن هذه الجهود الحثيثة منعت تفجر قضية الإرهاب أكثر من ذلك بمراحل عديدة .
وشدد على أن مواجهة الجماعات المتطرفة والإرهابية واجب وطني وشرعي، لافتا إلى أن هذه الجماعات شوهت الدين الحنيف والسنة النبوية العطرة، وانحرفت بهما بعيدا لأغراض دنيئة لا تمثل سوى مصالحها السياسية والخاصة، كما تعمل على تقويض الأوطان والدول وتفتيت المجتمعات .
وأوضح وزير الأوقاف خلال الندوة، أن المرحلة الراهنة تتطلب خطابا دينيا «وسطيا» بعيدا عن التشدد أو الانحلال، معتبرا أن التطرف والانحلال وجهان لعملة واحدة، يستخدمها العدو لتحقيق أغراضه، كون «الانحلال الأخلاقي» والمعنوي و«الشذوذ» والإلحاد لا يقل خطورة عن التطرف والتشدد الديني، لأن كل منهما يهدف لتحقيق مصلحة ما ضد الوطن والدين ولا يتفق وسياق الحياة الكريمة والفطرة المستقيمة.
وقال إن الأمة تواجه في هذه المرحلة حرب الشائعات وتشويه الرموز السياسية والاجتماعية والدينية، لتحطيم معنويات المجتمع وأبنائه من خلال التشكيك في الإنجازات، موضحا أن العلاقة بين الدين والدولة ليست علاقة عداء كما يروج أصحاب الشائعات والإرهابيين.
وأشار إلى أن الدولة «الوطنية» هي جزء من المشروع الفكري الثقافي الواسع لوزارة الأوقاف التي تعمل على تعليم الدين الصحيح للأطفال والنشء، لمنع التطرف والتكفير من خلال تعليمهم حرمة الدماء منذ الصغر، للحفاظ على قيمة التعايش السلمي للأجيال، كون الفهم الصحيح للدين هو المنقذ للأمة من التطرف والإرهاب .
وحذر الأسر والعائلات المصرية والعربية والإسلامية من الجماعات التي تعمل في الخفاء، بعيدا عن الوضوح، وأنها تستخدم الكذب والتضليل فيما تقوم به من تضليل للمواطنين.
ورأى أن التبادل الثقافي والانفتاح العلمي هو ما تسعى إليه الوزارة لتصحيح المفاهيم الخاطئة ،مؤكدا ان الوزارة والمؤسسات الدينية ليست ضد الفن «المنضبط» بالضوابط الإنسانية .
وجدد وزير الأوقاف في الختام التأكيد على أن الإسلام دين الإيمان بالتنوع الثقافي والعيش المشترك والتعامل بالإنسانية بغض النظر عن الدين والعرق والجنس.