x

مؤتمر «سوتشى» يبحث خريطة سلام ودستور لسوريا

الإثنين 29-01-2018 23:06 | كتب: عنتر فرحات |
مسلحون من الجيش السورى الحر فى بلدة أعزاز يستعدون للهجوم على عفرين مسلحون من الجيش السورى الحر فى بلدة أعزاز يستعدون للهجوم على عفرين تصوير : أ.ف.ب

انطلق مؤتمر الحوار الوطنى حول سوريا فى منتجع سوتشى الروسى، الإثنين، تحت رعاية الحكومة الروسية، وبمشاركة وفد حكومى سورى والمبعوث الدولى إلى سوريا ستيفان دى مستورا، ومقاطعة الأكراد بسبب تواصل العدوان التركى على عفرين، كما قاطع المؤتمر، الهيئة العليا السورية للمفاوضات وعشرات الفصائل المسلحة، ويبحث المؤتمر عن حل سياسى فى سوريا على أمل إنهاء الحرب الأهلية المتواصلة منذ 7 سنوات.

ويشارك فى المؤتمر أكثر من 1600 مسؤول وشخص، وأفادت وثائق حصلت عليها وكالة «سبوتنيك» الروسية بأن الجهات الإدارية للمؤتمر تتكون من 43 عضواً، وسيتم تشكيل 6 لجان ضمن المؤتمر هى: اللجنة التنظيمية، اللجنة الرئاسية، لجنة التفويض، اللجنة الدستورية، اللجنة العليا، ولجنة فرز التصويت. وتعتبر اللجنة الدستورية أهم اللجان، وتضم 4 أعضاء، بينهم النائبان بمجلس الشعب، أحمد الكزبرى، وأشواق عباس، وتتكون اللجنة التنظيمية من 8 أعضاء، ومن المخطط أن تشمل اللجنة العليا 14 عضوا.

وأكد منظمو المؤتمر توجيه دعوة إلى وفد الحكومة السورية برئاسة مستشار وزير الخارجية، فاروق عرنوس للمشاركة، وأوضحوا أن المدعوين للمؤتمر وعددهم أكثر من 1600 شخصية يمثلون كافة المكونات والشرائح والقوى السياسية فى المجتمع السورى، ويشكل العرب غالبية المدعوين، إذ تبلغ نسبتهم نحو 94.5%، كما وجهت الدعوة لممثلين عن الأكراد والإزيديين والآشوريين والأرمن والشركس والداغستانيين والتركمان وغيرهم من الأقليات السورية.

وسيمثل معارضة سوريا الداخلية فى المؤتمر موفدون من المجلس الشعبى، والأحزاب الرئيسية كحزب البعث، و«الجبهة الوطنية التقدمية»، و«الحزب الاشتراكى» وغيرها، إضافة إلى شخصيات بارزة تمثل جميع المكونات الدينية فى سوريا، ووجهاء قبائل ومشايخ وممثلين عن نقابات العمال والدوائر الفنية، كما شارك ممثلون عن الفصائل المسلحة التى انضمت إلى اتفاقات المصالحة مع الحكومة.

وسيمثل المعارضة السورية فى الخارج أكثر من 300 مشارك، من بينهم منصتا موسكو وأستانا، و«تيار الغد السورى» و«حركة المجتمع المدنى» و«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطى».

وبصفة مراقب، تمت دعوة الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية فى مجلس الأمن ومصر والعراق ولبنان والسعودية والأردن وكازاخستان للمشاركة فى المؤتمر الذى تتركز محاوره حول تشكيل لجنة دستورية لبدء الإصلاح الدستورى فى سوريا، ومن الجانب الروسى، يشارك وزير الخارجية سيرجى لافروف. ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن وثائق رسمية إن دى ميستورا سيرأس لجنة دستورية جديدة ستتشكل خلال المؤتمر لوضع مسودة دستور جديد لسوريا.

وأعلن الكرملين أن رفض بعض الجهات المشاركة لا يقلل من قيمة المؤتمر، ورفضت المشاركة «الإدارة الذاتية الكردية» بشمال سوريا، و«هيئة التنسيق الوطنى» المعارضة، و«الهيئة التفاوضية الموحدة»، وأعلنت عشرات الفصائل المعارضة عدم مشاركتها، وطالبت برعاية دولية للمؤتمر، وتعتبر هيئة التفاوض أكبر مظلة للمعارضة، وتضم الائتلاف الوطنى السورى، ومنصتى القاهرة وموسكو، والفصائل العسكرية، ومستقلين، كما رفض أكثر من 40 فصيلًا مسلحا فى المعارضة، مؤتمر سوتشى، بجانب هيئة أركان الجيش الحر، واعتبرت المعارضة أن مؤتمر سوتشى يمثل التفافا على مفاوضات جنيف ومقررات الشرعية الدولية حول الانتقال السياسى بسوريا، كما فرض المشاركة «الجبهة الجنوبية»، والمجلس الإسلامى السورى، وعقدت روسيا وإيران وتركيا، الدول الضامنة للمؤتمر اجتماعا تقنيا قبيل انطلاق أعمال المؤتمر، الإثنين، على أن تجرى الفعاليات الأساسية اليوم.

ويأتى انعقاد المؤتمر فى ظل تصعيد تركى على مدينة عفرين ذات الغالبية الكردية شمال غرب سوريا، وأعلن الجيش التركى أنه دمر 44 هدفا للمسلحين الأكراد فى إطار عملية «غصن الزيتون»، وأكد تحييد 597 إرهابيا، بينما أكدت الحكومة التركية أن الهدف من عملياته فى سوريا محدود هو مدينة عفرين فقط، وذلك بعد تهديدات المتحدث باسم المجلس العسكرى فى منبج شروان درويش، بأن المجلس مستعد للدفاع عن المدينة عقب تهديد أنقرة باستهدافها بعد عفرين، وحذر رئيس الهلال الأحمر الكردى من أن آلاف المدنيين فى عفرين يعيشون منذ 10 أيام فى الأقبية وداخل الكهوف وفى أماكن غير معدة للسكن، وكشف أن قصفا تركيا بالطائرات على قرية كوبلة فى ريف عفرين أدى إلى وقوع ما وصفه بـ«الكارثة» بعد مقتل أفراد من عائلة نازحة كانت تحاول الهرب من الاشتباكات.

وأكد المرصد السورى لحقوق الإنسان، الإثنين، مقتل 33 مدنياً على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة فى غارات لقوات النظام على إدلب، وأوضح أن 16 مدنيا قتلوا فى غارات، الإثنين، على سوق للخضار فى سراقب بإدلب، بعد مقتل 17 فى غارات على المحافظة التى تسيطر هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) على الجزء الأكبر منها.

ومن جهة أخرى، بدأ رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، زيارة إلى موسكو للقاء الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، لبحث التنسيق الأمنى فى سوريا ومواجهة التوسع الإيرانى، وحذر نتنياهو من أن إسرائيل «لن تحتمل» أن تقوم إيران بتحويل لبنان إلى «موقع كبير لإنتاج الصواريخ الدقيقة ضد دولة إسرائيل»، بينما اتهم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى الجنرال رونين مانليس، إيران، بافتتاح فرع جديد فى لبنان لها، وأضاف أن حزب الله يسعى إلى تحويل لبنان إلى «دولة برعاية إيرانية». وأكد استعداد الجيش «لكافة السيناريوهات»، مشددا على أن «خطوطنا الحمر واضحة».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية