x

ندوة بمعرض الكتاب: «محفوظ» لم يكن المستحق الوحيد لـ«نوبل» لكنه صاحب مشروع

الأحد 28-01-2018 15:43 | كتب: أحمد يوسف سليمان |
نجيب محفوظ في مقهى علي بابا بميدان التحرير - صورة أرشيفية نجيب محفوظ في مقهى علي بابا بميدان التحرير - صورة أرشيفية تصوير : other

شهدت قاعة عبدالرحمن الشرقاوي، في معرض الكتاب، مساء الأحد، ندوة «نجيب محفوظ.. 30 سنة على نوبل»، بمناسبة، بحضور الدكتور أماني فؤاد، أستاذ النقد الأدبي بأكاديمية الفنون، الناقد الدكتور خيري دومة، والناقد الدكتور رضا عطية، وأدار الندوة الكاتب يوسف القعيد.

وقال الكاتب يوسف القعيد، إن الحديث عن نجيب محفوظ والتوقف أمام تجربته واستيعاب ما قدمه للرواية لا يحتاج لمناسبة، ولكن يوم 12 أكتوبر المقبل ستمر 30 سنة على لحظة حصول نجيب محفوظ على جائزة نوبل، لكننا سنتناول نجيب محفوظ ونوبل ولماذ أصبحت نوبل يتيمة، بعد مرة واحدة، على الرغم من أن العديد من الأدباء العرب الآن يعيشون على أمل الحصول عليها، وهل أضافت نوبل لنجيب محفوظ إضافة حقيقية وهل تغير إنتاجه الأدبي بعدها وإيقاع حياته أم لا، قائلًا إننا أصبحنا «يتامى على أعتاب نوبل لأن العرب فشلوا في خلق جائزة أدبية حقيقية».

وقالت الدكتور أماني فؤاد، إنه كانت هناك تداعيات تلت حصول نجيب محفوظ على نوبل، فهي استوجبت تدشين عددًا من الجوائز الأدبية في الوطن العربي، وكانت سببًا في ازدهار الأدب، وانفجار الرواية في الأدب العربي بالثمين والغث، وازدياد التعريف بالأدب العربي على نطاق أكثر اتساعًا، وقد غادر المفكر الغربي موقع تناول الثقافة العربية من الناحية الاستشراقية والتي قد تشوبها توجهات سياسية إلى نواحي أخرى أكثر اتساعًا، كما ازداد الفضول لدراسة الثقافة العربية بعد الحركات السايسية والثورات الأخيرة في الوطن العربي، فيما رفض فريقًا آخر بشكل تام الثقافة العربية والإسلامية بدعاوى التكفير والتصفية، مشيرةً إلى أن المنتج الروائي المحفوظي كان على النقيض دائمًا فهو خالي من أي تعصب بمساحة من التسامح، ولو أراد العرب نوبل مرة ثانية عليه الاحتذاء بالنموذج المحفوظي في جديته ودأبه على الفعل الكتابي وتطوير أدواته

وتطرقت «فؤاد» إلى فكرة متحف نجيب محفوظ، والتي تم طرحها على عدد من وزراء الثقافة الذين تناوبوا على الوزارة، وهو المشروع الذي كان يمكن أن يضم مخطوطات نجيب محفوظ ومراسلاته وأفلامه ومقتنياته الخاصة، موجهةً دعوة إلى وزير التربية والتعليم لتكن هناك نماذج مختارة من نصوص الإبداعات المحفوظية والكتاب العرب والعالم في مناهجنا الدراسية لعلنا نخلّق نموذجًا مختلفًا من النسان العربي، يجعله أكثر امنفتاحًا على الحياة وأكثر سماحة.

وأكّد «القعيد» على حديث «أماني» مشيرًا إلى صعوبات إدارية وبيروقراطية حكومية تواجه مشروع متحف «محفوظ»، «لأن المبنى جزء منه كان تابعًا لوزارة الآثار وجزء تابع للثقافة وما زال الأمر يراوح مكانه، وأنا كنت في اللجنة التي كانت تدرس مكان المتحف، ورأينا أن تكية أبوالدهب ليست الأفضل ولكنها تسمح بإقامة أجنحة المتحف المختلفة»، وبخصوص تدريس نصوص «محفوظ» في المدارس، قال إنهم طرحوا الأمر من قبل وكان رد القائمين على التعليم أن رواياته ملية بالرقص والمجون ولا تصلح للطلبة.

وقال الدكتور خيري دومة، «هل نجيب محفوظ الكاتب العربي الوحيد الذي يستحق نوبل؟ تحدثنا عن كتاب كثيرون كانوا يستحقون مثل طه حسين وقال محفوظ نفسه ذلك لكنه يمتلك سمات هي التي أهلته لهذه الجائزة».

وأضاف «دومة» إنه قبل نجيب محفوظ كانت الرواية فنا ناشئا يضم حكايات الكتاب ويقلدون فيه الأدب الغربي، لكن محفوظ كان لديه وعي فلسفي لدراسته الفلسفة واختلاطه بعدد من الكتاب في زمانه، فنجيب محفوظ كان يدرك منذ البداية أن العالم يتغير وأنه يعي ذلك من الوجهة الفلسفية، وأنه أدرك منذ البداية أن الرواية هي فن هذا العصر، كان يحلم أن يكتب 50 رواية تاريخية، وهي ما بدأ به لكنه توقف عن استكمال المشروع.

وأوضح «دومة» أن محفوظ مر بتطورات كثيرة دون أن ينسى جذوره الفلسفية الأولى، وكما أشار الكاتب الكبير يحيى حقي عن كاتبنا في مقال له أنه «انتقل من نمط ثابت وراسخ بالكتابة عن تاريخ وتفاصيل مصر في النصف الأول من القرن العشرين، إلى نمط جديد من الكتابة متحرك ديناميكي، في مجموعات من الروايات في الستينيات بدأت باللص والكلاب».

فيما تناول الدكتور رضا عطية، نتاج محفوظ بعد نوبل، مثل «أصداء السيرة الذاتية» والتي تناولت فكرة الزمن المعكوس والتركيز على بؤرة زمنية بعيدة مثل الشباب والصبا وأيضًا جدلية الحياة والموت والانتقال إلى حياة جديدة، وكذلك «أحلام فترة النقاهة» و«الأحلام الأخيرة»، مجموعة قصص مكتبة مصر مثل «صدى النسيان»، وفي تلك الكتابات امتاز أسلوب نجيب محفوظ بالتركيز والبنية المنفصلة بذاتها والمتصلة مع بنية النصوص الأخرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية