احتشد أكثر من 5000 مواطن في مسيرة ضخمة انطلقت من أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، متجهة نحو ميدان التحرير، لتأبين ضحايا اشتباكات ماسبيرو. ووصلت المسيرة، التي جذبت أعداداً متزايدة من المواطنين للمشاركة فيها إلى ميدان التحرير، بعد أن سارت في شارع رمسيس، مروراً بالمستشفى القبطي بمنطقة غمرة.
وتأتي المسيرة في ذكرى مرور 40 يوماً على الاشتباكات الدامية، التي وقعت مساء الأحد 9 سبتمبر أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بين آلاف المتظاهرين وقوات من الجيش، وأدت لمقتل 27 شخصاً وإصابة أكثر من 300 آخرين.
ونظم شباب الأقباط، مجموعات لإنشاد الترانيم، ترحماً على أرواح الضحايا، فيما طالب المشاركون في المسيرة بـ«القصاص من القتلة». ورفع مئات المتظاهرين صوراً للضحايا طوال المسيرة، التي اتسمت بالتنظيم الشديد.
وقال بيشوي تمري، أحد قيادات اتحاد شباب ماسبيرو: «لن نصمت قبل القصاص، ولن نتوقف حتى نرى المسؤولين عن قتل شهداء ماسبيرو يجلسون إلى جانب الرئيس المخلوع في القفص نفسه».
من جانبها قالت القس فلوباتير، إن «المجلس العسكري، وقائد الشرطة العسكرية اللواء حمدي بدين يتحملون المسؤولية كاملة عن مذبحة ماسبيرو»، وأعلن القس تضامنه مع الناشط والمدون علاء عبدالفتاح، المحبوس احتياطياً بقرار من النيابة العسكرية، وقال: «علاء يدفع الآن ثمن تضامنه مع الضحايا».
وأضاف «فلوباتير»: «حتى الآن لم يتم التحقيق بشكل جدي في تفجير كنيسة القديسين، وجميع الشواهد تقول إن الشرطة المدنية كانت وراء التفجير»، وتابع:«بعد القديسين اتخذت السماء قراراً بإسقاط نظام مبارك، وبعد مذبحة ماسبيرو سوف يسقط باقي النظام».
وغنى كورال رافق المسيرة أغنية كلماتها «أنا مصري أنا قبطي / بحب بلادي وكنيستي/ بحب الخير بطبيعتي وبحب الخير في عقيدتي/ كنيسة مصر يا كنيستي/ تعيشي لمصر حبيبتي»، وأهداها «فلوباتير» إلى المجلس العسكري.
وبدأت فعاليات المسيرة، التي دعا لها اتحاد شباب ماسبيرو، بدلاً من حفل التأبين في الكاتدرائية، التي ألغيت، بسبب استعدادات الكنيسة لاحتفالات عيد جلوس البابا، بالتجمع في الشارع الجانبي للكاتدرائية، وتحركت إلى شارع رمسيس مروراً بالمستشفى القبطي إلى ميدان التحرير، وارتدى المشاركون الملابس الحمراء والبيضاء والسوداء لتشكيل ألوان علم مصر، فيما لم ترفع أي شعارات أو رموز دينية أو سياسية باستثناء صليب واحد ونعش، مراعاة الطابع الجنائزي للمسيرة.