مؤشرات كثيرة ظهرت فى الفترة الأخيرة، تؤكد مدى نفاذ قوة «الدولة الإسرائيلية» على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، والتى كان أحدثها إصدار أوامر بإغلاق الصفحات الخاصة ب«الانتفاضة الثالثة» على الموقع يوم 31 مارس الماضى، نظرا للرعب الذى سببته للإسرائيليين على الجانبين الحكومى والشعبى بعد أن تخطى عدد مشتركيها 360 ألفاً فى أيام قليلة.
بررت إدارة الموقع موقفها تجاه إغلاق الصفحة، بأنهم سمحوا بتحرير الصفحة باعتبارها دعت إلى الاحتجاج السلمى ضد إسرائيل، وبعد اتضاح أنها تحتوى على مضامين تحرض على العنف قرروا إزالتها «حسب وصفهم»، وهذا ما نفته إدارة صفحة الانتفاضة، مؤكدين أنهم ، منذ إنشاء الصفحة لم تحتوى أى تحريض وإنما كانت دعوات لمظاهرة سلمية.
وأغلقت الصفحة الأولى التى كانت تدعو إلى انتفاضة ثالثة، ضد الاحتلال الإسرائيلى يوم 15 مايو المقبل، بعدما وصل عدد مشتركيها إلى 360 ألفا فى أقل من شهر واحد، وأغلقت الثانية بعدما وصل عدد مشتركيها إلى 30 ألفا فى ساعات، وتسببت رسالة رسمية من وزير الإعلام الإسرائيلى، يولى أدلشتاين، إلى مؤسس «فيس بوك»، مارك زوكربيرج، فى إغلاق الصفحة، مبرراً ذلك فى رسالته بأن الصفحة تحتوى على تحريض سيلحق الأذى باليهود والإسرائيليين.
هناك آلاف الصفحات التى تدعو للانتفاضات ضد الأنظمة والقوانين المقيدة للحريات وضد الاحتلالات الظالمة فى كل مكان فى العالم، ولم تقم إدارة الفيس بوك بإغلاقها «فلماذا يتم إغلاق هذه الصفحة تحديداً، وهى أكبر صفحة فلسطينية اليوم على الإطلاق فى أهم موقع للتواصل الاجتماعى فى العالم، الأمر الذى يكشف الوجه المخفى والحقيقى لإدارة الفيس بوك، هذا ما أكده القائمون على صفحة الانتفاضة فى بيان لهم .
ولم يملك مؤسسو صفحة الانتفاضة والمنضمون إليها سوى قرار مقاطعة الفيس بوك ليوم واحد احتجاجا على إغلاق الصفحة للمرة الثانية، وهو القرار الذى لم يسفر عن أى نتائج إيجابية حتى الآن.
وفى السياق نفسه تضامن العديد من «الصفحات والجروبات» مع الانتفاضة الفلسطينية الثالثة، والتى كان أبرزها صفحة «اجعل صفحة النبى رقم 1 على الفيس بوك.. انشرها بقدر حبك للنبى» التى يتخطى عدد مشتركيها الـ3.5 مليون مشترك، والتى دعت لمقاطعة الـ«فيس بوك» ليوم كامل يوم الأحد الماضى، فى ظل توقعات مديرين الصفحة أن يصل عدد المقاطعين الى 25 مليون مقاطع.
ولم يتضح حتى الآن أى موقف معلن من قبل إدارة «فيس بوك» فى ظل تزايد عدد «الصفحات والجروبات» التى تضامنت مع القضية الفلسطينية، مع العلم بأنها تواجه دعوى قضائية من المدعى «لارى كلايمان» مواطن أمريكى من أصل يهودى، يطالب فيها بتعويض قيمته مليار دولار بسبب تباطؤ إدارة «فيس بوك» فى إغلاق صفحة الانتفاضة، بدعوى قلقه على أمن إسرائيل»، ورأى أن إدارة الموقع برهنت، رغم إغلاق الصفحة، على «إهمال» لأنها لم تلب طلبات إلغاء الصفحة بسرعة.
وعلى هامش افتتاح الشركة أحدث مكاتبها فى مدينة أمستردام بهولندا الشهر الماضى، أعلن موقع «فيس بوك» عن مخططه للتوسعات فى المنطقه عبر افتتاح مكتب جديد فى «إسرائيل» فى مدينة هيرزا قبل نهاية العام، ومن المقرر أن يضم المكتب 30 موظف لم تتضح طبيعة عملهم إذا كانوا فى إدارة ومتابعة الموقع والمستخدمين
أم لإصدار الاحصائيات أو فى صناعة البرمجيات.
جدير بالذكر أن شركة «كونكت آدز» المصرية تعد وكيلاً إعلانياً حصرياً لموقع «فيس بوك» فى المنطقة منذ شهر يناير 2010، وبالرغم من ذلك لم يتحدث القائمون على موقع «فيس بوك» عن نيتهم لافتتاح أى مكتب لهم فى السوق المصرية بالرغم من استحواذها على أكبر نسبة من المستخدمين فى المنطقة.