شيع آلاف، مساء الخميس، جثمان الضحية الثالثة فى أحداث قريتى أولاد يحيى وأولاد خليفة بمركز دار السلام ياسر أحمد درويش «19 سنة» عامل من هوارة أولاد يحيى، الذى توفى عقب دخولة المستشفى بثلاثة أيام إثر إصابته بطلق نارى وشهدت مراسم الدفن حضوراً مكثفاً من قبائل وعائلات الهوارة وصل إلى ما يقرب من 15 ألف شخص، وأدى الحضور صلاة الجنازة على القتيل عقب صلاة العشاء بمسجد جبانة أولاد يحيى، وألقى إمام مسجد سيدى عبدالرحيم القناوى بقنا خطبة على الحضور من ميكروفون المسجد حثهم فيها على نبذ الخلافات والخصام والابتعاد عن الفتن والاقتداء بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، والسير على نهجه فى مختلف أمور الحياة، بجانب التأكيد على حرمة دم المسلم وماله وعرضه. وقال شهود عيان لـ«المصرى اليوم» إن عائلات الهوارة أقامت سرادقا كبيرا لتقبل العزاء فى القتيل بقريته فى أولاد يحيى قبلى للتأكيد على حسن النية لديهم فى إنهاء الخصام وإنجاح مساعى الصلح والبدء فى تقبل العزاء، ابتداء من اليوم الجمعة، وأنه من المتوقع حضور عدد من أهالى قرية أولاد خليفة لتقديم واجب العزاء.
أضاف شهود العيان أن خطبة الجمعة كانت موحدة بجميع قرى مركز دار السلام فى تناول خطورة الأحداث الدائرة بين القريتين وحرمتها.
وألقى الدكتور حسن حمد، أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة أسيوط، خطبة الجمعة بمسجد هوارة أولاد يحيى الكبير، أكد فيها ضرورة التثبت من الأخبار، خاصة خبر الشخص الفاسق الذى لا يعرف الله ولا يقيم شعائره. وأكد على تكريم الله للإنسان حيا وميتا وضرورة اتقاء شر الفتن والابتعاد عنها والجلوس فى المنزل وقت انتشار الفتن وعدم الخروج إلا لمصلحة ضرورية وضرورة إعلاء مصلحة الوطن لأنها فوق مصلحة الجميع والاستماع إلى الكبير واحترامه وتوقيره وتقديره وإصلاح ذات البين، لافتا إلى أن صلاح البال نعمة عظيمة من الله لا يملكها إلا من فقدها كمريض الموت لا يشعر بنعمة الصحة إلا بعد أن يرقد فى فراشة بسبب المرض وعقب الصلاة ردد المصلون من أبناء عائلات الهوارة هتافات «لا إله إلا الله محمد رسول الله» و«اتقوا شر الفتن.. اتقوا شر الفتن».
وفى قرية أولاد خليفة عادت الحياة إلى طبيعتها داخل القرية عقب نجاح الحاكم العسكرى للمحافظة العميد علاء عبدالشافى، واللواء عبدالعزيز النحاس، مدير الأمن، بالتعاون مع كبار عائلات الهوارة والعمد والمشايخ فى فك الحصار المفروض على القرية من جانب شباب عائلات الهوارة بقرى أولاد يحيى والسماح لأهالى قرية أولاد خليفة بدفن جثتى الطالبين حسام إبراهيم «15 عاما» وأحمد الديب «19 عاما»، اللذين سقطا فى الأحداث من أبناء القرية فى المدافن الواقعة بنطاق قرية أولاد يحيى الحاجر وقد خرج مزارعو قرية أولاد خليفة إلى أعمالهم ومباشرة زراعاتهم دون أن يعترضهم أحد من أبناء الهوارة فى حين يتخوف بعض أهالى القرية من الخروج لإحساسهم بعدم الشعور بالأمان وانتظاراً لتأكدهم من جدية أبناء الهوارة فى الصلح. وعلمت «المصرى اليوم» أن مساعى جادة للصلح بين القريتين بدأت بالفعل، بإشراف اللواء وضاح الحمزاوى، محافظ سوهاج، وبتعاون كبار عائلات الهوارة بمحافظة قنا وعمد قرى مركز دار السلام المجاورة.