قررت السلطات الروسية، أمس، سحب موافقتها على عرض الفيلم الكوميدى البريطانى «موت ستالين»، بعد عرضه أمام مجموعة من الشخصيات البارزة، وحضر العرض أعضاء فى البرلمان الروسى وممثلون عن صناعة السينما الروسية، واشتكوا من أن الفيلم يتضمن «حربا أيديولوجية» و«تطرفا» ويهين الماضى السوفيتى.
وقام بأداء أدوار البطولة فى الفيلم: الممثل الأمريكى ستيف بوشيمى، فى دور الزعيم السوفيتى الراحل، نيكيتا خروشوف، والممثل الكوميدى الأمريكى جيفرى تامبور، الذى جسد شخصية رئيس الوزراء السوفيتى الأسبق، جيورجى مالينكوف، أما الممثل البريطانى جايسون إسحاق، فيؤدى دور المارشال جيورجى جوكوف.
ونقلت وكالة «انترفاكس» الروسية، عن وزارة الثقافة الروسية تأكيدها أنهم أبلغوا قرار الحظر لشركة «فولجا» المختصة بتوزيع الفيلم فى البلاد. وقالت الوزارة إن «القرار بشأن السماح بعرضه سيتخذ فى وقت لاحق».
ويقدم الفيلم بشكل كوميدى الأحداث التى وقعت فى الاتحاد السوفيتى السابق، عقب وفاة الزعيم الأسبق جوزيف ستالين، عام 1953، ومن إخراج الإيطالى أرماندو إنوتشى.
ونظرا لأن الفيلم يتحدث عن تاريخ الاتحاد السوفيتى فإن غالبية أحداث الفيلم تجسد شخصيات حقيقية وكانت بارزة فى هذا الوقت. وبدأ عرض الفيلم فى بريطانيا فى أكتوبر الماضى، وكان من المقرر عرضه فى روسيا الشهر الجارى، لكن من شاهدوه فى روسيا أعربوا عن عدم رضاهم عنه، وقالت النائبة بلجنة الثقافة البرلمانية يلينا درابيكو إن الفيلم أكثر شىء «مثير للاشمئزاز» فى حياتها، وقال يورى بولياكوف، عضو المجلس الاستشارى بوزارة الثقافة الروسية، إنه يحتوى على مشاهد تمثل «حربا أيديولوجية».
وتصاعدت حدة الجدل حول الفيلم مع اقتراب الاحتفالات بذكرى معركة ستالينجراد عام 1943، التى ستحل فبراير المقبل، وتعد المعركة الأبرز فى مسيرة الانتصارات السوفيتية على ألمانيا النازية فى الحرب العالمية الثانية.
وكانت ابنة الجنرال جوكوف، من بين 21 شخصية وقعت على رسالة لوزير الثقافة فلاديمير مدينسكى، تشكو فيها من الفيلم، وانتقدت الرسالة سخرية الفيلم من تاريخ البلاد والإساءة لتضحيات المواطنين الروس الذين حاربوا النازيين».