قال وزير الخارجية السعودية، عادل الجبير، إن ولى العهد، الأمير محمد بن سلمان، يريد أن ينقل المملكة لتأخذ مكانها الحقيقى بين مصاف الدول المتقدمة وفى سبيل تحقيق ذلك فهو يرى أن التغيير يجب أن يكون شاملا.
وأضاف الجبير، فى جلسة بمنتدى «دافوس» بسويسرا، ضمت وزير الخارجية البحرينية، خالد بن أحمد، ووزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتى، أنور قرقاش، بعنوان «البحث عن توازن جديد فى الشرق الأوسط» أدارها الصحفى الأمريكى، توماس فريدمان، إن «الشعب السعودى يفهم أن ولى العهد يريد أن تكون الدولة مبتكرة قوية داخليا وخارجيا، وأن العالم ليس معتاداً أن يرى السعودية تسير بسرعة وجرأة»، وتابع أن «هنالك من كانوا ينتقدون السعودية لأنها تسير ببطء واليوم يحصل العكس».
قال وزير المالية السعودى محمد الجدعان إن تسويات قضايا الفساد ستسهم فى تمويل الأوامر الملكية لدعم المواطنين، وآخرها قرار صرف بدل غلاء معيشة. وأضاف الجدعان أن الحملة التى تنفذها المملكة على الفساد تبعث رسالة طمأنة إلى المستثمرين فى البلاد، وأن 2018 سيكون عاما فارقا إيجابيا، إذ بدأت الانطلاقة للنمو، خاصة على صعيد الاقتصاد غير النفطى فى السعودية.
وذكر أن من أهم أولويات وزارة الاقتصاد والتخطيط «تطبيق المشاريع والبرامج بأكبر قدر ممكن بقدرات محلية، والاستغناء عن الدعم الخارجى من العمالة الوافدة، فشبابنا وشاباتنا قادرون على تنفيذ برامج ومشاريع الرؤية، كما أن وزارة الاقتصاد تسهم فى تنفيذ رحلة التنوع الاقتصادى بعيدا عن النفط، وشاهدنا فى دافوس الشغف الكبير بالعمل مع السعودية من الشراكات الأجنبية».
وحول طهران، قال الجبير إن «النظام الإيرانى يتدخل فى شؤون الدول الأخرى، ويؤسس الجماعات الإرهابية مثل حزب الله فى لبنان، والحوثيين فى اليمن»، وأكد: «إيران تمثل النظرة الظلامية فى منطقة الشرق الأوسط، وتسعى إلى محاولة إحياء إمبراطورية دمرت منذ مئات السنين». من جانبه، ذكر وزير الخارجية البحرينى: «هناك فقدان للثقة مع إيران، فهناك إيران الشعب والثقافة والتاريخ التى نعرفها، وفى جانب آخر هناك الوضع القائم منذ عام 1979»، وأضاف «على إيران أن تغير تصرفاتها وتكون جزءا من التحالف الدولى لحماية المنطقة»، بينما قال قرقاش إنه يجب محاربة التشدد، والعمل على أن تكون دول المنطقة دولا طبيعية بابتكار حلول محلية، وأضاف: «علينا الانتصار فى الحرب على الإرهاب، ووقف تمويل التشدد».
وعلى صعيد اللقاءات التى تجمع القادة المشاركين، أعلن قصر الإليزيه أن الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون سيجرى محادثات ثنائية مع رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، والعاهل الأردنى الملك عبدالله الثانى، فيما أعلن نتنياهو أنه سيبحث مع قادة العالم، إمكانية إدخال تعديلات على الاتفاق النووى الإيرانى، مؤكداً أن إسرائيل ستسعى لمنع حصول إيران على أسلحة نووية من شأنها أن تشكل خطرا على إسرائيل والعالم بأسره، ويلتقى نتنياهو، اليوم، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، الذى نظم معارضو الرأسمالية مسيرات فى مدن سويسرية احتجاجا على زيارته ومشاركته فى «دافوس»، واخترقوا حاجزا أمنيا قرب المنتدى، ودعوا اليساريين للاحتجاجات تحت شعار «ترامب غير مرحب به» و«حطموا المنتدى»، ومن المقرر أن يلقى ترامب كلمته، غدا، وقال وزير الخزانة الأمريكى، ستيفن منوشن، إن مشاركة ترامب فى المنتدى تهدف إلى تعزيز الشراكة بين أمريكا والعالم، وأوضح الوزير فى تصريحات على هامش أعمال المنتدى أن شعار «أمريكا أولا» الذى يتبناه ترامب يعنى «العمل مع بقية العالم»، وأن بلاده «ملتزمة تماما» بالتبادل التجارى الدولى الحر والعادل.
وفيما يصل ترامب دافوس بعقلية الرئيس المروج لمصالح الولايات المتحدة الاقتصادية، فإن ماكرون عازم على الدفاع عن نظام عالمى تشكله قواعد متفق عليها بشكل متبادل والتأكيد على المساواة بين الجنسين، خلافا لسجل نظيره الأمريكى المثير للجدل بشأن النساء، بينما تحتاج المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى تسوية مشاكلها المتعلقة بقيادتها فى الداخل قبل مواجهة ترامب، فى الوقت الذى أعلنت فيه القوى الكبرى وعلى رأسها الهند وروسيا والصين مواقف رافضة لسياسة ترامب الحمائية وشعاره «أمريكا أولا»، وانسحابه من اتفاقيات عديدة وبخاصة اتفاق باريس للمناخ، وتخفيضه تمويل بلاده للمنظمات الدولية.