x

تليفزيون «المحروسة» يعانى ضعف الإمكانيات وغياب الجمهور

الجمعة 11-11-2011 15:50 | كتب: اخبار |
تصوير : other

منذ حوالى 3 أشهر أعيد إطلاق القنوات الإقليمية مرة أخرى على القمر الصناعى «نايل سات»، تحت اسم جديد هو «شبكة تليفزيون المحروسة»، كما تغيرت أسماء القنوات فالقناة الثالثة أصبح اسمها «القاهرة»، والرابعة «القنال»، والخامسة «إسكندرية»، والسادسة «الدلتا»، والسابعة «الصعيد»، والثامنة «طيبة»، ورغم العودة لفضاء الإعلام المصرى وتغيير الأسماء مازالت هذه القنوات تعانى غياب الجمهور وتدنى نسبة المشاهدة وكأنها قنوات سرية.

المصرى اليوم» فتحت ملف هذه القنوات وسألت العاملين بها عن أسباب عدم متابعة الجمهور لهم وكيف يمكن النهوض بها من جديد.

طارق النبوى، المذيع بقناة القاهرة قال: الإدارة الخاصة بالقنوات الإقليمية تشعر بأنها عبء ثقيل على الإعلام المصرى، لأنهم يتخيلون أنها أنشئت بلا هدف، رغم أن لدينا 6 قنوات تغطى مصر كلها، ولكن لا نعرف كيف نستغلها، ولا نعرف سبب ذلك، فمثلا التغطية الانتخابية فى التليفزيون المصرى يجب أن تكون من خلال هذه القنوات.

وأكد النبوى أن كل قناة إقليمية بها تقريبا 800 برامجى ما بين معد ومخرج ومذيع وفنى لكن هذه الكفاءات لم تأخذ فرصتها، مشيراً إلى أن هذه القنوات تحتاج إعادة إطلاق مرة أخرى بشكلها الجديد على أن يصاحب ذلك حملة إعلانية مكثفة.

وأضاف النبوى: للأسف، لا أحد يشعر بنا رغم أننا نعتمد على منهج إعلامى جيد ونهتم بالمشاهد ومشاكله، كما أن لدينا برامج المنوعات، ولا نلوم الجمهور لأنه لا يشاهدنا، فهو من الأساس لا يعرف أننا موجودون.

وقالت بدر العبيدى، المذيعة بقناة القنال: القنوات الإقليمية كانت موجودة على «الدش» قبل انتشار الفضائيات بهذا الشكل، وعندما أعيد إطلاق قنوات المحروسة أصبحت هناك قنوات كثيرة متخصصة فى الشأن المحلى المصرى، وتنقل الحدث بسرعة وبجودة أعلى من القنوات الإقليمية، فضلاً عن أن القنوات الخاصة لديها أفراد يعملون بحماس أكثر لأن المقابل المادى الذى تدفعه مجز، بينما نتقاضى أجورا متواضعة، تصل إلى 2000 جنيه شهرياً، فمن يعمل بالقنوات الخاصة يتقاض 20 ألفاً لذلك يولد لدى العاملين بالقنوات الإقليمية شعور بأنهم يمارسون وظيفة حكومية رغم أن المهن المرتبطة بالشاشة تعتمد على الإبداع ويجب أن يكون لها ميزانيات كبيرة.

وأضافت العبيدى: جزء من مشاكل القنوات الإقليمية مرتبط بالموظفين الذين تم تعيينهم عن طريق «الواسطة»، فهم سيئون للغاية وإذا تمت مقارنة السيئ بالجيد فسنجد أن كل 10 مذيعين منهم 2 فقط متميزان والأغلبية ليست لديهم إمكانيات لغوية أو مهنية.

وأشارت إلى أن من ضمن مشاكل القنوات الإقليمية عدم امتلاكها استديوهات فى الأقاليم، إلى جانب أن من يذهبون لتغطية الأحداث فى المحافظات البعيدة لا تكون لديهم فرصة للإقامة فى الفنادق، متسائلة: كيف سيبذلون مجهوداً فى ظل هذه الظروف؟.

وقال أيمن عبدالصادق، المذيع بقناة طيبة: عند إنشاء القنوات الإقليمية كان لها جمهور كبير، لدرجة أنها كادت تسحب البساط من القناتين الأولى والثانية، واستمر هذا الوضع حتى أنشأ صفوت الشريف القنوات المتخصصة، وكان لابد من شن حرب على القنوات المحلية المنافسة، وانتقل الاهتمام للقنوات الجديدة.

وأوضح «عبدالصادق» أن القنوات الإقليمية تحتاج إلى التسويق، مشيراً إلى أنها تمتلك كوادر مثل الذهب لو تم تلميعهم ستظهر إمكانياتهم من حيث اللغة والثقافة، خاصة أنهم لا يقلون عن مذيعى قناة الجزيرة.

وقالت سوزان حامد، رئيس قناة القاهرة: تركيز الضوء على القناتين الأولى والثانية أخذ الاهتمام من القنوات الإقليمية والفترة التى كنا لا نبث فيها على النايل سات أثرت سلباً فى معرفة الناس بنا وبالجهد الذى نبذله.

وأكدت سوزان أن ضعف الإمكانيات المادية من أهم أسباب تراجع القنوات الإقليمية، لأن هذه القنوات تحكمها ميزانيات معينة، مما يؤثر سلباً على شكل الشاشة، موضحة أنه رغم كل ذلك فإن تلك القنوات بها برامج «توك شو» وبرامج خدمية أفضل من الموجودة على شاشات القنوات الخاصة التى تعتمد على مذيعين بدأوا مشوارهم بالقنوات الإقليمية.

وقال مصطفى خضير، رئيس قناة طيبة: موعد إطلاق القنوات الإقليمية على النايل سات تغير أكثر من مرة حتى خرجت للفضاء مع بداية شهر رمضان الماضى، وهو توقيت خاطئ فى ظل زخم المسلسلات والبرامج فى هذا الشهر على كل القنوات، خاصة أن المادة الإعلامية التى تعرضها القنوات الإقليمية ليست مشوقة بالنسبة للجو الرمضانى، كما أنه لم تكن هناك حملة إعلانية مصاحبة لخروج هذه القنوات إلى الفضاء من جديد.

واتفق معه محمد عبدالباسط، رئيس قناة طيبة وقال: ابتعاد المشاهدين عن القنوات الإقليمية يرجع إلى خروجها للنور فى غفلة من الزمن، فلم يسمع عنها أو يراها أحد بسبب قلة الدعاية، خاصة أن هناك قنوات وبرامج لا تحتاج للدعاية والتسويق ولكنها بين حين وآخر تعلن عن نفسها، والطريف أن البعض اعتقد أننا قنوات غير مصرية كما أن أحد الأشخاص كان يريد أن يعرض إعلاناً لدينا متخيلاً أننا لا نتبع التليفزيون المصرى.

وأضاف عبدالباسط: نعانى كذلك من فكرة المركزية، فمثلا من يرد أن يعلن عن منتج بقناة طيبة عليه أن يذهب لمبنى ماسبيرو لأنه ليس لدينا تفويض فى هذا الشأن، والكل يعلم أن الإعلانات تساهم فى دعم أى قناة، فضلاً عن أن المسلسلات الدرامية التى نعرضها قديمة ومعادة.

من جانبه، قال عادل نورالدين، رئيس قطاع القنوات الإقليمية: هذه القنوات حديثة العهد بالنايل سات، حيث كنا نبث على التردد الأرضى فقط، والكل يعلم أن القنوات الأرضية لا يشاهدها أحد ولم يمض على البث الفضائى سوى 3 شهور والناس «ملحقتش تعرفنا» وحتى بعد أن بدأ المشاهدون يعرفوننا تغيرت الترددات.

واعترف «نورالدين» بغياب المشاهدين عن متابعة القنوات الإقليمية، مشيراً إلى أن السبب فى ذلك عدم تلبية برامج هذه القنوات الاحتياجات الحقيقية للجمهور، ولكى تكون هناك نسبة مشاهدة كبيرة لها لابد أن تعبر عن واقع الناس.

وأضاف نورالدين: لا أرى سبباً لكى نقلد القنوات الأخرى، فالقنوات الإقليمية هى المرآة الحقيقية لمصر ولابد أن تعكس الواقع وهو ما نقدمه حاليا فى برنامج «من قلب المحروسة»، ومع مطلع العام الجديد سنرى قنوات إقليمية حقيقية حيث رفعنا شعار «من كل مصر إلى كل مصر» وسنقدم برامج إخبارية ستخرج من الاستديو للواقع المحلى.

وأكد أن القنوات الإقليمية تعانى من ضعف الإمكانيات المادية، حيث تعرض برامج لا تزيد ميزانيتها عن 5 آلاف جنيه وهو أقل من ثمن مكتب يظهر فى برنامج على الفضائيات الخاصة، مشدداً على أن عدم المساواة بين العاملين فى قطاع القنوات الإقليمية والعاملين فى القطاعات الأخرى يؤدى إلى الإحباط وتراجع مستوى العمل.

وأشار نورالدين إلى أن القنوات الإقليمية خرجت عن أهدافها وفلسفتها التى أنشئت من أجلها وعندما تعود لهدفها سيعود إليها المشاهدون.

وقال عادل معاطى، الرئيس السابق لقطاع القنوات الإقليمية: عندما بدأنا العمل فى هذه القنوات وضعنا خطة تتعلق بجميع النواحى الهندسية سواء من ناحية التحديث أو البروموهات أو اللوجوهات، كما كانت هناك لائحة متوازنة مع الميزانية الممنوحة للقطاع وهى ميزانية متواضعة بالنسبة لميزانية قطاعى التليفزيون والمتخصصة.

وأضاف «معاطى»: رغم ذلك كنا نعرف كيف نتعامل مع تلك الميزانية ولكن بعد الثورة توقف كل شىء وأصبحنا «محلك سر»، فتوقف العمل وهذا ما تسبب فى عدم ظهور القنوات بالشكل المطلوب، كما أن الانطلاقة لم يصاحبها تطوير فى شكل الخرائط البرامجية، فكان من المفترض أن يقدم كل رئيس قناة خريطة جديدة كل فترة، ولكن للأسف ظلت البرامج كما هى دون تغيير أو تطوير.

وشدد معاطى على ضرورة أن يدرك العاملون بالقنوات الإقليمية أن ما يقدمونه مختلف فى رسالته عما يقدم فى الفضائيات الأخرى، حيث يخاطبون إقليماً محدداً، موضحاً أن ضيوف برامج القنوات الإقليمية يرفضون الظهور فى كثير من الأحيان، بحجة أنه لن يراهم أحد، وهو ما يسبب مشكلة حقيقية لتلك القنوات التى تتطلب إعادة تقييم الأوضاع مرة أخرى.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية