x

نيوتن تعليقاً على حكاية جورنال «The Post» نيوتن الثلاثاء 23-01-2018 21:58


(عزيزى نيوتن..

قرأت مقالك «حكاية جورنال» عن الفيلم السينمائى «The Post»، وهو اختصار اسم جريدة «الواشنطن بوست»، بطولة ميريل ستريب وتوم هانكس، وتصادف أن فعلت ذلك لدى عودتى من مشاهدة الفيلم. وأعجبنى سردك لأحداث الفيلم، وتوقفت مثلك تماماً احتراماً وإكباراً لقوة وهيبة القانون فى أمريكا، حيث كان الصراع بين الصحيفة وهى ضمير الأمة، وبين الحكومة التى ترى أن حق الشعب فى المعرفة قد يضر بأمن البلاد القومى والعسكرى. صراع قانونى علنى وقفت فيه الصحيفة والحكومة جنباً إلى جنب أمام القضاء، والشعب يرى ويشهد. ثم حكم القضاء فى النهاية بحق الشعب فى أن يعرف مهما كانت الاعتبارات، وقال رئيس المحكمة العليا فى حيثيات حكمه تلك العبارة الأثيرة التى أوردتها فى مقالك: «إن الجرائد تجىء خدمة للمحكوم وليس خدمة للحاكم». كانت زوجتى بجوارى ونحن نشاهد الفيلم، وقالت: هذه هى أمريكا.

وأحب أن أضيف إلى تحليلك الشيق للفيلم، مشهدى الختام اللذين كان لهما المغزى الأكبر. فرأينا الرئيس الأسبق «نيكسون» فى مكتبه بالبيت الأبيض غداة صدور الحكم يحادث مساعديه تليفونياً، وهو يتميز غيظاً لا حول له ولا قوة. وقد نزل صاغراً على حكم المحكمة العليا، يأمرهم بمقاطعة جريدة «الواشنطن بوست» تماماً وأن يمنعوا مراسليها من دخول البيت الأبيض وتغطية أى فعاليات رئاسية فى المستقبل.

ثم ينتهى الفيلم بمشهد حارس الأمن لمبنى الحزب الديمقراطى فى ووترجيت وهو يتعسس ليلاً فى أروقة المبنى، ليكتشف شريطاً لاصقاً على أقفال أبواب بعض غرفه، فيقوم بإبلاغ الشرطة، ثم ينتهى الفيلم. والبقية معروفة حيث تفجرت أكبر فضيحة تجسس فى التاريخ السياسى الأمريكى المعاصر المعروفة بفضيحة ووترجيت. الجدير بالذكر أن مراسلين من جريدة «الواشنطن بوست» وهما «كارل برنستين» و«بوب وود ورد»، هما اللذان قاما من خلال مقالاتهما فى «البوست» بفضح تورط البيت الأبيض فى فضيحة التجسس على مقر الحزب الديمقراطى، الأمر الذى أدى فى النهاية إلى استقالة الرئيس «نيكسون» تجنباً لإقالته المحتومة.

د. يحيى نورالدين طراف)

نيوتن:

ـ أولاً أريد الاعتذار عن خطأ ورد فى مقال أمس وهو أن «الواشنطن بوست» كانت تصدر فى ولاية نيويورك. والصحيح أنها كانت تصدر فى مدينة واشنطن.

ـ ما أردت توضيحه من خلال المقال. أن الجريدة لا قيمة لها دون أن تكون لها «رسالة». قد ترث الحفيدة الجريدة وتغفل الرسالة. فى حالة «المصرى اليوم» ورث مؤسسها الرسالة من جده توفيق دياب. فأقام لها جريدة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية