أكد وزير البيئة الدكتور خالد فهمي أن الوزارة تسعى إلى توفيق أوضاع الشركات والمصانع لوقف استخدام المواد المستنفدة لطبقة الأوزون بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وباقي الوكالات الدولية، بما يضمن الالتزام بأحكام بروتوكول مونتريال، دون المساس بالبرامج التنموية أو التأثير على الأولويات التي تضعها الدولة من أجل تحقيق التنمية المستدامة ودعم الصناعة الخضراء، الأمر الذي سيؤثر على فرص التصدير للأسواق الخارجية.
جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي عقده الدكتور خالد فهمي عقب توقيعه مساء اليوم الثلاثاء، وثائق عدد من المشروعات تتمثل في مشروع عرض الخيارات منخفضة التكلفة للتحول نحو التكنولوجيات غير المستنفدة للأوزون في قطاع رغاوي البولي يوريثان لدى المستخدمين الصغار(VSU)، ومشروع الإستراتيجية الوطنية لوقف استخدام المواد الهيدروفلوروكربونية (HCFC’s) بحضور محمد شهاب عبدالوهاب، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة، والسفير هاني سليم ممثل وزارة الخارجية، وراندا أبو الحسن، مدير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة في مصر، والدكتور عزت لويس، رئيس وحدة الأوزون، وذلك بالمركز البيئي الثقافي التعليمي "بيت القاهرة".
وأكد الدكتور خالد فهمي أن مصر نجحت في التخلص من نحو 99 % من المواد شديدة التأثير على طبقة الأوزون، غير أننا ما زلنا نواصل العمل للتخلص من أقل هذه المواد ضرراً وهي المواد الهيدروكلورفلوروكربونية HCFC's ، حيث تم تجميد الاستهلاك السنوي لها في بداية عام 2013 وخفض الاستهلاك بنسبة تزيد على (10%) بنهاية عام 2014 وبنسبة (25%) بنهاية عام 2017، ونستهدف الخفض بنسبة (35%) بنهاية عام 2019، وبنسبة ( 67.5%) بنهاية عام 2024، على أن يتم التخلص التام من هذه المواد الهيدروكلورفلوروكربونية قبل عام 2030.
وأكد فهمي أن التخلص من استهلاك المواد المستنفدة لطبقة الأوزون وتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري يحتاج إلى بذل الكثير من الجهد المنسق بين جميع المؤسسات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، كما يحتاج إلى التعاون الكامل بين مختلف فئات المجتمع على كافة المستويات القومية والإقليمية والدولية.
من جانبه، أكد الدكتور عزت لويس رئيس وحدة الأوزون أن المشروع الأول يهدف إلى تنفيذ مشروع تجريبي لتصميم وتصنيع ماكينات حقن وتعبئة ذات أحجام صغيرة سهلة الحمل موفرة للطاقة كبديل عن الخلط اليدوي أو الخلط باستخدام ماكينات كبيرة الحجم مرتفعة التكلفة بحيث تكون منخفضة التكاليف وسهلة الاستخدام في الشركات الصناعية وفي الورش التي تستهلك كميات صغيرة من مواد البولي يوريثان فوم ( الرغاوي الأسفنجية) ومواد العزل الحراري.
وأشار لويس إلى أن المشروع الثاني يهدف إلى استكمال توفيق أوضاع الشركات الصناعية المصرية العاملة في قطاع صناعة منتجات الفوم ومواد العزل الحراري، بهدف خفض الاستهلاك السنوي من المواد الهيدروكلوروفلوروكربونية HCFC’s المستنفدة لطبقة الأوزون بنسبة 67.5 % بحلول يناير عام 2025، والتحول إلى استخدام بدائل صديقة للبيئة ورفيقة بالمناخ، ويستفيد من هذه المنحة عدد 6 شركة وطنية من كبار مستخدمي مواد الهيدروكلوروفلوروكربونية HCFC’s ( شركة كريازي – شركة الكتروستار – شركة كيماويات البناء الحديث – شركة مودرن – شركة انسيوتك – شركة كيما فوم ) بالإضافة إلى عدد 28 شركة من متوسطي وصغار مستخدمي مواد الهيدروكلوروفلوروكربونية HCFC’s.
وأكد لويس أن هذه المشروعات تهدف إلى بناء قدرات الصناعة الوطنية والتغلب علي التحديات المستقبلية الخاصة وزيادة فرصتها في التصدير للأسواق الخارجية وتمكين الشركات الصناعية من التوافق مع هذه المستجدات المصاحبة لاستخدام البدائل الرفيقة بالمناخ والصديقة للبيئة.
وتشير الدراسات العلمية إلى تعافي طبقة الأوزون بحلول منتصف هذا القرن، كنتيجة لجهود جميع الدول الأطراف في بروتوكول مونتريال وتعديلاته المختلفة. كما أن التعديل الأخير لبروتوكول مونتريال والمعروف باسم تعديل كيجالي سوف يسهم في خفض ما يزيد عن 105 ملايين طن مكافئ لغاز ثاني أكسيد الكربون مما يعود بالنفع على المناخ، وخفض متوسط درجة حرارة كوكب الأرض بمقدار نصف درجة مئوية بحلول عام 2100.