سلفادور دالي، فنان تشكيلي إسباني ويعد من أشهر رسامي القرن العشرين وتنقلك أعماله السريالية إلى أجواء الأحلام والعوالم الغرائبية. وهو مولود في 11 مايو 1904 في كتالونيا، بإسبانيا حاملاً اسم أخيه الذي تُوفى قبل ولادته بثلاث سنوات، الأمر الذي جعله الولد المدلل الوحيد لعائلة ثرية.
فنشأ بعيداً عن رقابة الأهل منفلتاً من القيم السائدة والأعراف التي ثار عليها نتيجة لتدليله المفرط. في السابعة من عمره رسم أولى لوحاته واستطاع في مدرسته أن يلفت النظر إلى رسومه ما دفع بعائلته وأساتذته إلى حثه على دخول كلية الفنون الجميلة في سان فيرناندو لكنه كره الكلية واعتبرها مضيعة للوقت فتركها وكان لتلك الفترة أثر في حياة دالى، إذ تعرف على المذاهب الفنية كافة، والتقى فنانين عالميين وفى العام 1926 بدأ بصقل موهبته واختيار أسلوبه الخاص لاسيما بعدما تعرف على أب المدرسة التكعيبية بابلو بيكاسو.
ومن ثم بدأ ينظم لقاءات دورية مع رسامين سرياليين آخرين، وفى العام 1932 شارك في أول معرض سريالى في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بدأت تتجلى الرمزية في أسلوبه، ونال حينها سيلاً من المديح والإعجاب وبعد هذه المرحلة الناجحة بدأت على التوالى تظهر لوحاته التي كتبت شهرته، والتى دفعت بفرويد إلى قولّه: «لم أرَ في حياتى نموذجا لإسبانى أعظم كمالا من دالى» ولعل نمطه المعيشى أبعد الكثيرين من الأصدقاء عنه، فبات الحرير ملبسه الوحيد وعرف عنه حبه الكبير للمال والشهرة. كانت لوحات دالى تجسيدا لعوالم افتراضية تقترب من الخرافة والفوضى وتعبر عن خيال مجنح ومنطلق لآفاق لم يبلغها غيره فنجده مثلا في لوحة العذراء قد رسم سلّمين.
وعند سؤاله عنها أوضح أنه يرى العذراء أنها الطريق المؤدية إلى الجنة وكان دالى في أواخر العشرينيات، قد حدث له أمران أديا إلى تطور أسلوبه الفنى. الأول هو اكتشافه لكتابات سيجموند فرويد عن الأهمية الجنسية للصور اللاشعورية، والأمر الآخرهو انتسابه إلى سرياليى باريس، وهى مجموعة فنانين وكتّاب.. أكمل دالى عمله الأشهر «إصرار الذاكرة» كما امتد عطاؤه ليشمل الأفلام، والنحت، وفيلم الرسوم المتحركة القصير ومن أفلامه فيلم فاز بجائزة أكاديمية وهو دزتينو والذى تعاون فيه مع والت ديزنى وفى الفترة من 1929 إلى 1937 أنتج الرسوم التي جعلته أحد أشهر الفنانين العالميين السرياليين ربما أشهر هذه الرسوم المبهمة هو «إصرار الذاكرة» التي بها ساعات متعرجة رخوة.
أنتج دالى فيلمين سرياليين مع المخرج الإسبانى لويس بويل هما (الكلب الأندلسى) و(العصر الذهبى) وفى أواخر الثلاثينيات انتقل دالى للرسم بأسلوب أكثر أكاديمية تحت تأثير رسّام عصر النهضة رافائيل، توفى سلفادور دالي «زي النهارده» في 23 يناير 1989، في كاتالونيا عن 84عاما.