تحتفل محافظة البحر الأحمر، فى 22 يناير من كل عام، بعيدها القومى، الذى يأتى تزامنا مع ذكرى معركة جزيرة «شدوان» مع العدو الإسرائيلى عام 1970، إذ شارك فيها مع القوات المسلحة مئات الصيادين من أبناء مدينة الغردقة، ولذا اتخذت المحافظة يوم المعركة عيدا قوميا لها.
واحتفال المحافظة بعيدها القومى لا يقتصر فقط على أجواء الاحتفالات الكرنفالية العادية، بل تُفتتح عدة مشروعات خدمية، وتكرم المحافظة المشاركين فى المعركة وأسر الشهداء والمصابين، ومع الذكرى الـ48 للمعركة أطلقت المحافظة اسم «شدوان» على مدرسة ابتدائية ونصب تذكارى لشهداء المعركة وقرية سياحية، تخليدا لهذا اليوم، كما أعلنت أن الاحتفال بالعيد القومى سيكون مختلفا هذا العام، إذ يمتد لمدة 15 يوما.
وقال وصفى تمير حسين، مؤرخ، إن معركة جزيرة شدوان تُعد أهم مناسبة تاريخية بالبحر الأحمر، ولذا كانت ذكراها عيدا قوميا للمحافظة، لافتا إلى أنه لا أحداث تاريخية أو مناسبات أهم من هذه المعركة فى تاريخ مدن البحر الأحمر، إذ قهر الجيش وأبناء الغردقة العدو وصدوا الهجوم على الجزيرة. وأضاف: «أغلب عائلات الغردقة شارك أبناؤها فى هذه المعركة، ومن بينهم مَن استُشهد، وآخرون أُصيبوا، وعدد منهم على قيد الحياة حتى الآن يقص ذكريات المعركة على الأجيال الجديدة».
وتابع «تمير»: «تبلغ مساحة الجزيرة 70 كيلومترا، وتقع بين مدخلى خليج السويس وخليج العقبة بالبحر الأحمر، وتضم فنارا لإرشاد السفن، مازال يعمل حتى الآن، وتبعد عن الغردقة 35 كيلومترا، وعن السويس 325 كيلومترا، وتؤمنها سرية من الصاعقة المصرية ورادار بحرى».
وتشير الروايات الخاصة بمعركة جزيرة شدوان إلى أن المعركة تُعد ملحمة شعبية على أرض وشواطئ الجزيرة، وتقاسم فيها أبناء المحافظة مع جنود القوات المسلحة الصمود أمام قوات الاحتلال، عقب هجوم كبير من العدو الإسرائيلى على الجزيرة جوا وبحرا، إذ تمكن أبناء المحافظة من توصيل الذخائر والمؤن والأسلحة فى مراكب الصيد من شاطئ الغردقة إلى جزيرة شدوان، واستمر القتال بين كتيبة المظلات الإسرائيلية وأفراد الصاعقة المصرية، الذين خاضوا المعركة ببسالة، وأحدثوا خسائر جسيمة بقوات العدو قرابة الـ6 ساعات.