أمر عظيم للغاية أن تبدأ السباق بتفوق كبير على منافسيك، تتصدر خلاله المشهد فى الوقت الذى يلهث منافسوك من أجل اللحاق بك، إلا أنه مع اقتراب خطوط النهاية لا تسعفك أنفاسك وإصرارك وعزيمتك على إكمال المشوار بنجاح، فتخسر السباق وتقدمه على طبق من ذهب لمنافسك، الذى ضحك أخيراً فضحك كثيراً، لتكون دومًا العبرة بالخواتيم.
على مستوى كرة القدم المصرية مازال احتكار البطولات محصوراً بين القطبين الأهلى والزمالك، وإن كان للأول نصيب الأسد منها، فى ظل غياب شبه تام من أندية الأقاليم والأندية الشعبية الجماهيرية وأندية الشركات والمؤسسات فقط، فتغيب روح البطولة والرغبة فى التتويج عن لاعبيهم وتحول فى بعض الأوقات الإمكانيات المالية دون تحقيقهم للألقاب، وفى تارة أخرى يعم الفكر الاقتصادى بتفريغ العناصر المميزة وبيعها على حساب تحقيق لقب، ليكتفوا فى النهاية بالتصفيق للبطل وهو على منصات التتويج، رغم الإمكانيات الفنية المميزة والخامات الطيبة التى يمتلكونها على مستوى اللاعبين والأجهزة الفنية.
فريق نادى الإسماعيلى قدم مستوى مبهرا فى الدور الأول لمسابقة الدورى الممتاز وظل لفتة طويلة متربعاً على جدول ترتيب المسابقة تحت قيادة مديره الفنى الفرنسى ديسابر الذى رحل فجأة وخلفه أبوطالب العيسوى، إلا أن الدراويش كالعادة اتبعوا سياستهم المفضلة «النفس القصير» فتراجعت نتائج الفريق، مقدمين الصدارة على طبق من ذهب لفريق النادى الأهلى، رغم الكرة الجميلة التى يقدمها أبناء الإسماعيلية منذ تارخ تأسيس النادى، إلا أن رصيد الفريق من التتويجات لا تتعدى الرقم «6» بواقع 3 ألقاب للدورى ولقبين لكأس مصر ولقب بدورى أبطال أفريقيا. فريق النادى المصرى وما يمتلكه من قاعدة جماهيرية كبيرة بمدينة بورسعيد قادرة على إلهاب حماس نجومه ودب روح العزيمة والإصرار فى نفوسهم، إلا أن رصيده من التتويجات هو لقب وحيد بكأس مصر موسم 1998، حيث يكتفى الفريق البورسعيدى دائماً بالدخول للمربع الذهبى بالمسابقة المحلية ونيل شرف المشاركة فى نهائى الكأس ليكون سقف طموحات الفريق الأداء المشرف ومناطحة الكبار بلا تذوق طعم الألقاب. وتبقى الأوضاع كما عليها الحال منذ قديم الأزل فى قلعة الثغر وفريق نادى الاتحاد السكندرى، فمازال أبناء العاصمة الثانية يعيشون على ذكريات الألقاب الستة التى حققها الفريق بكأس مصر، والتى كان آخرها فى منتصف السبعينيات دون أى طموح فى تحقيق لقب جديد، والاكتفاء بالبقاء ضمن أندية الممتاز.
ولا يختلف الأمر كثيراً فى أندية الشركات والمؤسسات، فتغيب روح البطولة عن ثقافة لاعبيهم دوما، حيث ظهر الفكر الاقتصادى وبيع اللاعبين لصفوف القطبين الأهلى والزمالك والدوريات الخليجية على حساب حصد لقب وحفر تاريخ من ذهب فى الكرة المصرية، وكانت آخر أندية المؤسسات التى نافست على لقب محلى هى فريق مصر المقاصة بالدورى فى الموسم الماضى قبل أن يرحل أغلب نجوم الفريق لتنتعش خزانة النادى وتتراجع نتائج الفريق بشدة فى الموسم الحالى، وتعد أندية إنبى وحرس الحدود والمقاولون العرب، هم أشهر أندية الشركات والمؤسسات التى حصدت الألقاب مع بداية ظهورها بالكرة المصرية، فحقق الفريق البترولى لقب كأس مصر فى مرتين، أما ذئاب الجبل فحققوا المفاجأة بحصد درع الدورى موسم 1983 بالإضافة إلى 3 ألقاب لكأس مصر ومثلهم ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الكؤوس ولقب وحيد بالسوبر المصرى، وحقق الفريق العسكرى فنال 3 ألقاب بواقع بطولتين لكأس مصر ولقب وحيد للسوبر المصرى.