بدأ مستخدمون لموقع فيس بوك يوم الخميس فى تداول صورة جديدة لملصق دعائى لقائمة حزب النور السلفى عن بورسعيد، بعدما وجدوا بالملصق صورة لسيدة منتقبة تم إخفاء عينيها بشريط رمادى. ورغم صعوبة التأكد من مدى أصالة الصورة أو تعرضها للتزييف. إلا أنها أتت فى سياق جعل من «صور مرشحات المجلس» موضوعا شائقا لدى مستخدمى الشبكة.
وتباينت ردود أفعال النشطاء تجاه الملصقات الدعائية لحزب النور وموقفه من المرأة، وردود افعال النشطاء أنفسهم تجاه صورة للسيدة نهال عهدى المرشحة على المقعد الفردى فئات عن حزب الوفد بدائرة قصر النيل (وسط القاهرة).
فبينما انتقد النشطاء الموقف «الذكورى» لحزب النور فى موقفه من السيدات المرشحات على قوائمه، انتقد نشطاء آخرون بينهم « محمد كلفت» موقف مرتادى الفيس بوك أنفسهم، الذين اتخذوا منحا «ذكوريا» تجاه صورة السيدة نهال عهدى.
صورة السيدة «نجاح عبدالعظيم» المرشحة على قائمة حزب النور ببورسعيد، هى الصورة الثانية التى تداولها رواد فيس بوك وتويتر، بعد صورة شبيهة لقائمة حزب النور أيضا عن دائرة «دكرنس» بالدقهلية، وضعت فيها صورة زهرة حمراء بدلا من صورة المرشحة. وبعد سيل من الهجوم والسخرية، انتشرت على شبكة فيس بوك صورة أخرى لذات القائمة، وقد حل محل صورة الزهرة، صورة رجل وكتب تحته « حرم الأستاذ اسماعيل مصطفى»، فى إشارة إلى أنه تم الاستعاضة عن صورة المرشحة واسمها، بصورة واسم زوجها، مما زاد من موجة السخرية الموجهة ضد الحزب وأفكاره المتعلقة بالمشاركة السياسية للمرأة.
ردود الفعل على الصورة الثالثة، وهى صورة السيدة «نهال عهدى» مرشحة حزب الوفد على قائمته بدائرة قصر النيل (وسط القاهرة)، أتت مختلفة لاختلاف الصورة، فقد لفت جمال المرشحة التى يشاع أنها عضوة بالحزب الوطنى المنحل، نظر المتابعين لسير الدعاية الانتخابية على شبكتى فيس بوك وتويتر.وانهالت التعليقات المؤيدة لترشحها «لرفع مستوى الجمال» بالمجلس النيابى المرتقب بحسب بعض التعليقات.
واتجهت أغلب التعليقات لامتداح جمالها، وهو ما كان مثيرا لغضب الناشط «محمد كلفت» الذى لفت إلى «ذكورية» تعليقات المتابعين تجاه نهال عهدى، حيث انصبت التعليقات على تناول جمالها، والسخرية من آدائها البرلمانى المتوقع بسبب مظهرها. مطالبا إياهم بالتركيز على برنامجها وكيفية تقديمها لنفسها والاهتمام بكونها عضوة فى الحزب الوطنى المنحل.
وبينما سخرت أغلب التعليقات من منهج حزب النور فى الدعاية، وفى أحيان أخرى اتخذت منحنى النقد الجاد الرافض لموقف حزب النور، الذى رأت فيه ناشطات «جورا على المرأة وتحقيرا من شأنها». تساءلت تعليقات أخرى عن الدور المتوقع أن تقوم به عضوات «النور» فى حال فوزهن بمقاعد برلمانية.
وشكك المعلقون فى إمكانية أن تقوم هؤلاء المرشحات بمهامهن فى ظل إيمانهن بضرورة التخفى والابتعاد عن المجال العام. فيما تساءل البعض إن كان الحزب سيطالب بمنع تصوير الجلسات حتى لا تظهر النائبات الممثلات عنه فى حال فوزهم.
وذهبت بعض التعليقات للسخرية، مرجحة أن عضوات النور سيقمن بإنابة أزواجهن عنهن لحضور الجلسات، ومناقشة القوانين والتصويت عليها اعترافا بمبدأ «قوامة الرجل»، أسوة بتوكيلهن لأزواجهن للظهور بدلا منهن فى الملصقات الدعائية، وذلك بناءا على الصورة السابق الإشارة إليها والتى حل فيها وجه زوج مرشحة الحزب محل صورتها فى الملصق الدعائى لقائمة الحزب بدكرنس.
التعليقات التى شهدتها الصور الثلاث تعكس ميل النشطاء لقياس الموقف السياسى للأحزاب واستنباط الفكر المحرك لها، اعتمادا على نظرة تلك الأحزاب للمرأة ومدى تمثيلها على قوائمه. فكما تعلق المدونة «إيمان هاشم» الناشطة فى مجال حقوق المرأة:« أميل إلى انتخاب قائمة تحالف الثورة مستمرة، ولكن يعوقنى عن الإخلاص فى التصويت لهم، ضعف تمثيل المرأة على قوائمهم».
هذه التعليقات تشير إلى أنه رغم تواضع الاهتمام بتمثيل المرأة فى البرلمان المرتقب، إلا أن الموقف السياسى منها صار معيارا للحكم على البرامج السياسية للأحزاب، وقد يمثل عنصر حسم فى التصويت لدى مرتادى الشبكات الاجتماعية.