هو «صاحب السيادة فاتح الإمبراطورية البريطانية»، و«الحاج الماريشال الدكتور» و«الرئيس مدى الحياة لجمهورية أوغندا»، و«أعظم رئيس دولة فى العالم» وغيرها، هذا هو عيدى أمين، الذى جاء إلى حكم أوغندا فى 1971 إثر انقلاب أطاح فيه بنظام ميلتون أوبوتى، عرف أمين بأطواره الغريبة التى كانت مادة غنية للصحافة الدولية، وهو مولود فى 1925 ونشأ فى كنف أخواله بعد انفصال أبيه عن والدته، وفى 1941، التحق بالمدرسة الإسلامية فى بومبو، ثم تركها وعمل فى مهن عديدة قبل أن يجند فى الجيش. ادعى عيدى أنه ينتسب إلى قائد الجيش المصرى عند منابع النيل أمين باشا، فاتخذ لقب أمين،
وظل يترقى إلى أن صار نائبا لقائد الجيش فى 1964، ثم قائداً أعلى للجيش فى 1968 وأثناء فترة حكمه أنهى النفوذ البريطانى فى أوغندا، وقضى على النفوذ الإسرائيلى المتنامى فى أوغندا فى عهد سلفه أوبوتى، كما أبعد الهنود الذين جاءوا مع البريطانيين وأسسوا مجموعة من الأنشطة التجارية والمشروعات المختلفة،
فسافر معظمهم لبريطانيا التى منحتهم التسهيلات فى قضية عرفت باسم قضية الهنود الأوغنديين وحين كان عيدى أمين رئيسا لمنظمة الوحدة الأفريقية فى منتصف السبعينيات، فاجأ الحضور فى حفل عشاء بدخوله جالساً على كرسى ككراسى الفراعنة، يحمله أربعة من البريطانيين الأشداء، فيما يمثل إهانة للجنس الأبيض، ومما يذكر له - غير ضخامة جسده - أنه كان مولعا بالتصريحات المستفزة، كتصريحه الذى تغزل فيه بجمال عدوه اللدود الرئيس التنزانى جوليوس نيريرى، وقال إنه لو كان امرأة لطلب منه الزواج وعرض عليه تسوية خلافاتهما فى حلبة الملاكمة، ومن تصريحاته الساخنة إدانته اليهود، وتعاطفه مع هتلر حين قال: «إن اليهود ضد مصالح العالم»،
وقد نسبت الكثير من الفظائع لعهده، كما أشيع أنه من أكلة لحوم البشر ومع تعاظم كراهية الغرب والإسرائيليين له قام الغرب بدعم جهود ميلتون أوبوتى ليطيح به فى مثل هذا اليوم 11أبريل 1979 بواسطة متمردين أوغنديين فى المنفى سلحهم الرئيس التنزانى نيريرى، فهرب أمين إلى ليبيا ثم طرد منها فى 1979 فلجأ للسعودية وكان قد قال- بعد الإطاحة به- «لم أخسر بلادى بل قمت بإعارتها وسأستردها» ولكنه مات فى 16 أغسطس 2003 فى جدة، محاطا بنصف أولاده الخمسين، دون أن يسترد أوغندا.