وصف سياسيون وحزبيون كلمة مبارك بأنها محاولة لشق الصفوف، وأنها جريمة خداع ضمن جرائمه التى ارتكبها خلال 30 عاما، وأن استخدامه للغة عاطفية أثناء حديثه هو جزء من الثورة المضادة. وطالبت جماعة الإخوان المسلمين بالكشف عن الأكواد السرية لحسابات الرئيس مبارك، واصفة حديثه بأنه «استهزاء بمشاعر المواطنين»، واتفقت قيادات الأحزاب على أن الكلمة نوع من الدفاع «المشروع»، معتبرة أنه فى مأزق.
وقال الدكتور محمد البرادعى، فى حسابه الشخصى على موقع «تويتر»: «هناك محاولات مقيتة منذ اليوم الأول للثورة للالتفاف على مطالبها، والمصداقية اليوم على المحك»، فى حين اعتبر الفريق مجدى حتاتة، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، أن الكلمة تعد استكمالا لمخطط أعداء الثورة وفلول النظام السابق.
وطالبت جماعة الإخوان المسلمين، الرئيس السابق حسنى مبارك، بالكشف عن الأكواد السرية لحساباته فى البنوك على لسان أحد قادتها المحامى صبحى صالح، وأضاف: «إذا كان صادقا فى كلامه بشأن ذمته المالية»، مشدداً على تمسك الجماعة بمحاكمته. ووصف الدكتور عماد جاد، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الكلمة التى ألقاها الرئيس السابق بأنها محاولة لشق الصفوف، قائلا: «أرى أن توقيت الكلمة وطريقته جزء من حملة مخططة لإحداث انقسام فى المجتمع المصرى، كما أن هذا الأمر جاء بعد شهرين من رحيله من السلطة، وهذا جاء بعد أن تم تهريب الأموال كلها، وربما إلى بعض الدول العربية، وهذا يفسره لجوؤه إلى قناة العربية، فهى قناة سعودية»، وأضاف «جاد»: «اللجوء إلى استخدام لغة عاطفية هدفه دغدغة مشاعر المصريين لإحداث نوع من الانقسام.
قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية، إن كلمة مبارك التى ألقاها على قناة «العربية» - إذا ثبت عكس ما قاله - فإنها تعد جريمة خداع جديدة تضاف ضمن جرائمه التى ارتكبها طيلة 30 عاما أثناء حكمه للبلاد، وأضاف نافعة: «مبارك خرج علينا بكلمة لينفى بها الادعاءات والاتهامات التى تحدثت حول ثروته وثروة عائلته، فى حين أن مَن أثار تلك الأقاويل لم يكن شخصيات بالداخل وإنما جهات أجنبية هى التى تحدثت حول ثروته»، مشيرا إلى «أن وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أكدت له فى أحد المؤتمرات الرسمية وفى حضور السفيرة الأمريكية فى مصر وما يقرب من 20 شخصية مصرية، أن ثروة مبارك لا حصر لها داخل أمريكا، وقالت إنها ليست بالملايين، وإنما بالبلايين وهو ما أكدته عقب الاستفسار عن الخلط الذى وقع فى تقييم ثروتى القذافى ومبارك».
قال الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، إن الرسالة الصوتية التى أرسلها الرئيس السابق حسنى مبارك لقناة «العربية» ليست إلا محاولة منه لتبرئة ذمته المالية، وبطبيعة الحال كان عليه أن يدافع عن نفسه.
وقال بهاء أبوشقة، نائبرئيس حزب الوفد، إن مبارك من حقه الخروج والدفاع عن نفسه، ورد أى اتهام عنه والفيصل فى النهاية لجهات التحقيق. وأضاف: «إن حديث مبارك أغفل الحديث عن الفساد الذى اتسم به نظامه والذى يتكشف يومياً من خلال تحقيقات النيابة».
من جانبه، قال سامح عاشور، النائب الأول لرئيس الحزب الناصرى، إن مبارك من حقه الدفاع عن نفسه ويقدم ما يثبت براءته وعلى جهات التحقيق حسم المسألة.
وقال المهندس أبوالعلا ماضى، رئيس حزب الوسط، إن كلمة الرئيس السابق حسنى مبارك فيها استفزاز لمشاعر المصريين، موضحا أن ظهور مبارك عبر شاشة «العربية» التى تمتلكها المملكة السعودية له أثر بالغ على التهديد الذى أرسلته السعودية إلى مصر بعد الثورة، والذى يفيد بأن محاكمة مبارك وأسرته ستؤدى إلى طرد أو ترحيل 4 ملايين مصرى موجودين داخل الأراضى السعودية.
وطالب ماضى، المجلس الأعلى للقوات المسلحة، بسرعة ضبطه وإحضاره إلى مقر النيابة العامة ومواجهته بدماء الشهداء المعلقة فى رقبته. من جانبه، رفض الدكتور محمد رجب، أمين عام الحزب الوطنى، التعليق على كلمة مبارك، وقال: «لم أسمع الكلمة لأعلق عليها».