شهد ميدان التحرير تراجعا حادا فى أعداد المعتصمين فى ظل استمرار حالة التوتر السائد فى الميدان، خشية إعاده اقتحامه من جانب أجهزة الأمن، وحدوث العشرات من المشادات والاحتكاكات بين المعتصمين ومواطنين يريدون إخلاء الميدان.
وقضى نحو 300 محتج ليلتهم الأولى بعد الليلة الدامية مساء السبت، فى ظل حالة من القلق تنتابهم، فى الوقت الذى اختفى فيه التواجد الأمنى والقوات المسلحة من الميدان نهائيا، وكثف المعتصمون من الحواجز التى أقاموها فى مداخل الميدان، مستخدمين الأسلاك الشائكة وألواحاً حديدية.
حدث العديد من المشاحنات بين المعتصمين ومواطنين جاءوا للميدان لسماع حقيقة ما حدث، وذلك عندما حاول عدد من المواطنين الاعتراض على مهاجمة القوات المسلحة بهذه الطريقة، مشيرين إلى أن الجميع متفق على أن هناك تباطؤاً ولكن ينبغى وجود إجماع وطنى قبل بدء اعتصام فى الميدان، حتى لا يعطل ذلك الحياة بصفة عامة.
وانتقد المعتصمون هذه العبارات، متهمين من يرددون تلك العبارات بأنهم «يبيعون» دم الشهداء، مؤكدين ضرورة استمرار الثورة.
وشهد الميدان تواجد أعداد كبيرة من تلاميذ المدارس والعشرات من الباعة الجائلين الذين افترشوا الميدان بكثرة كبيرة.
من جانبها، أكدت اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة المصرية الأحد أن جمعة «المحاكمة والتطهير» التى أطلقتها اللجنة تعرضت لمؤامرة من جانب عناصر الثورة المضادة، وأن «العلاقة بين الجيش والشعب خط أحمر.. لن نسمح لأحد بإفسادها حتى يتم إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية، ويتسلم ممثلو الشعب المنتخبون السلطة، ويعود الجيش لثكناته بعدما يؤدى مهمته كحارس مؤتمن على الثورة».
تعد اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة بمثابة المظلة السياسية التى تضم الغالبية العظمى من القوى الفاعلة فى تنظيم أحداث ثورة 25 يناير ومنها مجلس أمناء الثورة، وجماعة الإخوان المسلمين، والجمعية الوطنية للتغيير، وائتلاف شباب الثورة، وتحالف ثوار مصر، وائتلاف مصر الحرة، وحركة شباب 25 يناير، وائتلاف الأكاديميين المستقلين.
وذكر بيان للجنة أن «جماهير الثورة» لن تقبل أى مساس بالقوات المسلحة باعتبارها درع الوطن المكلفة بحمايته، وفى الوقت ذاته، تطالب المجلس الأعلى للقوات المسلحة بسرعة الاستجابة لمطالب الثورة حتى يتفرغ الشعب لبناء المستقبل، وإدارة عجلة الإنتاج من جديد، ويتفرغ الجيش لمهمته الرئيسية وهى حماية الوطن وصون حدوده وأمنه القومى.
وأشار البيان إلى أن بعض الجماعات قامت بالهجوم على المنصة الرئيسية وافتعال الشجار والصدام مع القائمين عليها، وحاولوا فى البداية منع ترديد هتافات «الجيش والشعب.. إيد واحدة»، ثم حاولوا منع خطيب الجمعة الدكتور صفوت حجازى من إلقاء «خطبة الجمعة»، وهددوا بالاعتداء عليه إذا صعد المنصة.
وأشار بيان اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة إلى أنه رغم محاولات استيعابهم ومنعهم من إفساد الفعاليات فقد قاموا باحتلال المنصة، ومنع المتحدثين الذين كانوا ينتمون لجميع طوائف العمل السياسى فى مصر من إلقاء الكلمات، وأخذوا يرددون هتافات لإثارة الفتنة والشقاق بين الجيش والشعب، بعدما انضم إليهم وفق خطة منسقة بعض الضباط المفصولين من الجيش ممن يرتدون الزى المدنى، ثم بعض الضباط الذين كانوا يرتدون الزى العسكرى.