اختار حزب النور السلفى، الأئمة وخطباء المساجد ليشكلوا قوة ضاربة فى قوائمه الانتخابية، ليصبح المسجد ولأول مرة مقراً رئيسياً للدعاية الانتخابية، فمنه تبدأ الحملات، وفيه يحشد المرشحون السلفيون عدداً كبيراً من المصلين، ورغم أن المرشحين السلفيين لم يطلبوا حتى الآن من المصلين التصويت لهم بشكل مباشر وصريح احتراماً لقرار اللجنة العليا للانتخابات عدم استخدام المساجد فى الحملة الانتخابية، فإن معظمهم يطالب المصلين أثناء خطبة الجمعة بالتصويت للمرشح الذى ينادى بتطبيق الشريعة الإسلامية ويحافظ على هوية الدولة وغيرها من المبادئ التى قام على أساسها برنامج «تحالف النور».
أكثر من 10 آلاف مسجد تتبع التيار السلفى سيكون لها دور كبير فى الانتخابات البرلمانية المقبلة لصالح هذا التيار، خاصة أن قيادات التيار السلفى ومنهم محمد حسان ومحمد حسين يعقوب وأبوإسحاق الحوينى والدكتور ياسر برهامى والدكتور محمد عبد المقصود والدكتور محمد إسماعيل المقدم بدأوا بعد ثورة 25 يناير فى التجول بين مساجد السلفيين داخل القاهرة وخارجها من الوجه البحرى إلى القبلى وإلقاء خطب فى هذه المساجد لحث الناس على اختيار المرشح الذى يطالب بتطبيق شرع الله، ولعب هؤلاء الشيوخ دوراً كبيراً فى تأسيس 4 أحزاب سلفية هى «النور» و«الأصالة» و«الفضيلة» و«الإصلاح» بالطريقة نفسها.
ويعتبر الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، المرشح المحتمل للرئاسة أول من استخدم المسجد فى الدعاية، حيث يعقد أسبوعياً درساً فى مسجد «أسد بن الفرات» فى الدقى، يتحدث خلاله عن برنامجه وحملاته الانتخابية، ولذا فمن المتوقع أن يقلده عدد كبير من المرشحين السلفيين ممن لهم القدرة على إقناع الناس عن طريق المنبر.
من أهم المساجد التى يتردد عليها قيادات التيار السلفى فى القاهرة «عمر بن الخطاب» فى شبرا، و«العزيز بالله» فى الزيتون، و«الخليل» و«الفاتح» فى المعادى، و«بلال بن رباح» و«الإيمان» فى مدينة نصر، وفى الجيزة مسجد «الاستقامة»، وفى الإسكندرية التى تعد كبرى المحافظات التى يتواجد فيها التيار السلفى، توجد مساجد «أبوحنيفة» و«الفتح» و«عباد الرحمن» و«الدقيدى» وفى الغربية يعتبر مسجد «البخارى» فى طنطا هو أشهر المساجد السلفية، وفى الدقهلية - مسقط رأس الشيخ محمد حسان - يعتبر مسجد «التوحيد» هو الأشهر، الذى يلقى فيه حسان وعدد من رموز التيار السلفى دروساً أسبوعية، ثم مسجد «السلاب» الذى يخطب فيه الشيخان الشهيران حازم شومان ومصطفى العدوى المرشحان لمجلس الشعب على قائمة النور، وفى محافظة الشرقية يأتى مسجد «أنصار السنة المحمدية» فى المقدمة يليه مسجد «الإيمان» فى الزقازيق.
من جانبه، قال نادر بكار المتحدث الإعلامى، عضو اللجنة العليا لحزب النور إن حزبه اتخذ قراراً بعدم استخدام المساجد فى الدعاية الانتخابية احتراماً لقرار اللجنة العليا للانتخابات.
وأضاف لـ«المصرى اليوم» أنه سيتم استخدام منابر المساجد فقط لتوعية المصلين بكيفية اختيار المرشح الذى يحافظ على هوية الدولة الإسلامية، كما ستركز بعض الخطب على خطورة شراء الأصوات، مشيراً إلى أن مرشح الحزب الذى يستخدم المسجد فى الدعاية، سيتحمل هو مسؤولية ذلك.
فى السياق نفسه، تمثل مساجد الطرق الصوفية منبراً آخر للدعاية فى مقابل المساجد التابعة للسلفيين وجماعة الإخوان المسلمين، وتنقسم مساجد الصوفية إلى ثلاثة أقسام: مساجد أضرحة آل البيت العامة مثل الحسين والسيدة زينب والسيدة عائشة والسيد البدوى والمرسى أبوالعباس وأخرى تابعة لمساجد أضرحة مؤسسى الطرق الصوفية وأخرى مساجد أضرحة الأولياء الصالحين وعلماء التصوف الإسلامى.
وتعد مساجد الصوفية من أهم المساجد التى تجذب مرشحى الأحزاب لتعليق لافتاتهم للإعلان عن حبهم لآل البيت وكسب تعاطف المتصوفة واقتصر استغلال المساجد على مرشحى الحزب الوطنى المنحل الذى رفض مشاركة أى حزب له فى تعليق لافتات على أسوار وفى حرم المسجد.
وتعد مساجد الحسين والسيدة عائشة والسيدة زينب والسيدة نفيسة بمحافظة القاهرة والسيد البدوى بطنطا وأبوالعباس المرسى بالإسكندرية وعبدالرحيم قنائى بقنا وأبوالحسن الشاذلى بالبحر الأحمر من أشهر المساجد التى استخدمها مرشحو الحزب الوطنى دون منازع لتعليق دعايتهم الانتخابية، خاصة فى انتخابات 2010 لمواجهة خطاب مرشحى جماعة الإخوان المسلمين.
وتخوض الطرق الصوفية الانتخابات عن طريق الأحزاب التى أسستها بعد 25 يناير، وبدأ بعض مرشحيها فى استخدام مساجد الأضرحة بطريق غير مباشر فى الدعاية الانتخابية خوفاً من هجوم المريدين عليهم، الذين يرفضون تحويل المساجد للدعاية الانتخابية، وهو ما أكده الداعية الصوفى الشيخ على مشعل قائلاً إن الطرق الصوفية ترفض استخدام مساجدها كمقار لدعاية لأى حزب حتى لو كان حزب أسسه الصوفية. وأضاف أن هناك تجاوزات فى انتخابات مجلس الشعب الماضية إلا أنها كانت مرفوضة وقاومتها الطرق الصوفية ومنعت الدعاية داخل المساجد، مؤكداً أن الصوفية نجحوا فى حماية مساجدهم فى عهد النظام السابق.