فى مواجهات تعد الأعنف بين المحتجين المطالبين بإسقاط نظام الرئيس اليمنى على عبدالله صالح وقوات الأمن منذ اندلاع الاحتجاجات فى البلاد فى نهاية يناير الماضى لقى متظاهر يمنى مصرعه فى تعز جنوب صنعاء، فيما أصيب المئات بالرصاص وباستنشاق الغاز المسيل للدموع فى هذه المدينة وفى العاصمة صنعاء، بحسب ما نقلته الأحد مصادر طبية ومصادر من الهيئات المنظمة لحركات الاحتجاج.
وقال مسؤول فى المستشفى الميدانى للمعتصمين فى تعز الأحد إن «متظاهراً توفى متأثراً بجروحه خلال الليل»، فيما ذكرت مصادر طبية أن الاشتباكات بين المتظاهرين والشرطة استمرت لوقت متأخر خلال ليل السبت، وأسفرت عن إصابة 43 شخصاً بالرصاص فى تعز، و30 شخصا فى صنعاء.
وفى صنعاء أيضاً، أصيب حوالى 80 شخصاً بجروح جراء تعرضهم للضرب بالهراوات السبت لدى محاولة محتجين توسيع مخيم احتجاجهم، بينما تمت معالجة 1200 شخص جراء استنشاقهم الغازات المسيلة للدموع. وفى تعز، أصيب 30 متظاهراً بجروح جراء تعرضهم للضرب بالهراوات، بينما تمت معالجة 580 آخرين بسبب استنشاق الغاز، فيما اعتقل 20 شخصاً فى تعز لدى محاولة مئات المتظاهرين اختراق حاجز للشرطة فى المدينة للسير إلى أحد قصور الرئاسة، بحسب مصادر من المتظاهرين.
من جهتها، اتهمت مصادر أمنية يمنية عناصر وصفتها بـ«الفوضوية التابعة لتحالف أحزاب اللقاء المشترك» (المعارض) بالقيام بأعمال تخريبية فى صنعاء، فى حماية أفراد قوات «الفرقة الأولى - مدرع» التى يقودها اللواء على محسن الأحمر المنشق عن الجيش والمؤيد للمناهضين للنظام.
ولاحقا، خرج عشرات الآلاف من اليمنيين فى مظاهرة بصنعاء الأحد للمطالبة بتحرك دولى «لوقف حمام الدم» فى بلادهم.
وفى بارقة أمل قد تسفر عن انفراجة للأزمة المتصاعدة، صرح مصدر مقرب من اللواء على محسن الأحمر بأن جهوداً تبذل بوساطة محلية لإنجاز اتفاقية تخرج البلاد من الأزمة.
وصرح المصدر، الذى طلب عدم الكشف عن اسمه، لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية بأن الاتفاقية تقضى بخروج مشرف لـ«صالح» من السلطة، وبما يحفظ للبلاد وحدتها وسلامتها من الحرب الأهلية. ورفض المصدر الخوض فى تفاصيل الاتفاقية التى قال إن شخصيات اجتماعية تسعى لإبرامها خلال الساعات المقبلة.
جاء ذلك قبيل ساعات من اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى فى العاصمة السعودية الرياض الأحد، لبحث ما إذا كان عرض للوساطة فى الأزمة السياسية باليمن أمامه فرصة للنجاح، بعد التلاسن بين كل من قطر والرئيس اليمنى.