x

خمسة قراءة: رواية «67» لـ«صنع الله إبراهيم»

السبت 20-01-2018 00:13 | كتب: ماهر حسن |
خمسة قراءة خمسة قراءة تصوير : اخبار

كانت الخلفية العامة لهذا العمل هى نكسة 67 وتوابعها السلبية على المنظومة الاجتماعية والأخلاقية وحالة الانكسار التى اتبعتها وتركت أثرها على الناس ومنهم أبطال العمل فصارت شخصيات غير مبالية أو شخصيات ضدّ، بينها وبين الآخر تواطؤ غريب، فالجميع على معرفة بالخطأ لكن دون السعى إلى كشفه، بل فى الكثير منه يعملون على إذكائه والاستمرار فيه، فمثلا أثناء تحرّش بطل الرواية داخل الأتوبيس كان البعض يلاحظ، ومع هذا لم يتدخل أحد لمنع التحرّش، بل كان البعض يدخل فى تنافس ليحتل ذات المساحة حتى يقوم هو بما كان يفعله الآخر، كما أن الفتيات لم يبدين اعتراضا أو تذمّرا، كمـا أن رمزى كان يتواطأ مع صديقه بترك الشقة له، وإعلامه بساعة قدومه، حتى ينتهى من الأمـر، وكذلـك الـزوج كـان يعـرف أن زوجتـه على علاقة ما لكن دون أن يسعى جاهدا إلى الكشف عن الطرف الثانى، مكتفيا بالبحث عن دليل فى حقيبتها أو غرفتها، وكانت هذه الحالة من التواطؤ العام هى أحد تجليات الأزمة السياسية، وكأن ثمّة معارضة ولكن بطريقة سلبية.

بطل هذا العمل صحفى غادر السّجن حديثا، ويعيش فى بيت أخيه مع زوجته وهو نفسه الراوى والذى يسجل يومياته منذ استيقاظه وتناوله الفطور وركوبه الأتوبيس، ليبدأ رحلة تحرّش يستعد لها جيدا كل يوم، ويدخل فى علاقة حميمة ومحرمة مع زوجة لها علاقات متعدّدة، ويطاردها أحد أصدقاء زوجها، كان يطاردها أيضا حبيب قديم، ومديرها فى الشركة، لكن علاقتها مع بطل الرواية تتجاوز حدود المعقول والأعراف ومثلما كانت للزوجة علاقات متعدّدة كانت لبطل الرواية أيضا علاقات متعدّدة، وبينما العلاقـة بـين هذيـن الطرفـين قـائمة، كانت العلاقة على الجانب الآخر بـين الزوجـين متوترة، وأثناء هذه الأحـداث وقعت النكسة ووقع الشعب فى مصيدة الإعلام المضلل، الذى جعل صديقـه الصحفى صادق يحلم بأنه سيكتب مقـالته القادمة من تل أبيب،، ثمّ الاستيقاظ على فجيعة التنحّى، ومع كلّ هذه الوقائع التى كانت خلفية لأحداث الرواية، كانت العلاقة فى التنامى بين الطرفين، وعندما أراد أن يضع لها حدّا، بتركه للبيت وذهابه إلى صديقـه رمـزى، أبـت وطـاردتـه، بـل ذهبت إليه ملحّة على استكمال العلاقـة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية