أعلنت الأردن وإسرائيل عن تسوية الأزمة الدبلوماسية بينهما وعودة العلاقات بينهما، فيما تعالت أصوات داخل البرلمان الأردنى تطالب بإسقاط الحكومة في حالة قبولها عودة السفير الإسرائيلى إلى العاصمة عمان.
وأعلن ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، في بيان، توصل إسرائيل والأردن إلى تسوية تنهى التوتر، الذي ساد بين البلدين في أعقاب مقتل مواطنين أردنيين في السفارة الإسرائيلية بنيران حارس إسرائيلى واندلاع «أزمة» بين البلدين.
وقال إن السلطات الإسرائيلية ستواصل التحقيق في المعلومات التي جمعتها بقضية السفارة، ومن المتوقع أن تتوصل إلى قرارات فعلية في الأسابيع القريبة. وثمنت إسرائيل العلاقات الاستراتيجية مع الأردن، وتعهدت بالعمل على دفع التعاون بينهما وتعزيز السلام.
وأعلنت الأردن على لسان المتحدث باسم الحكومة الأردنية، محمود المومنى، أنها تلقت برقية من الخارجية الإسرائيلية تعتذر فيها إسرائيل عن حادثة السفارة عام 2017 وحادثة قتل القاضى الأردنى رائد زعيتر عند معبر ألنبى عام 2014، إلا أن مسؤولين إسرائيليين قالوا إن البرقية «لم تتضمن اعتذارا، وإنما تضمنت إبداء الندم والأسف فقط».
وحسب المومنى، فإن الحكومة ستتخذ الإجراءات المناسبة، وتواصلت مع أهالى الأردنيين الثلاثة الذين أبدوا موافقتهم على قبول الأسف والتعويض. وينص الاتفاق بين الطرفين على عودة السفارة الإسرائيلية للعمل في الأردن فورا، بعد أن وافقت إسرائيل على طلب أردنى بعدم إعادة السفيرة الإسرائيلية عينات شلاين، واستبدالها. كما تعهدت إسرائيل بدفع تعويضات لعائلات ضحايا حادثة السفارة وحادثة معبر ألنبى. وأوضح مسؤولون إسرائيليون أن التعويضات لم تفرض على الجانب الإسرائيلى، إنما جاءت من الجانب الإسرائيلى كبادرة لحسن النية تجاه العائلات الأردنية.
وكان رئيس الموساد، يوسى كوهن، هو المسؤول الإسرائيلى الذي أدار الاتصالات مع الأردن، وكان الطرفان قد توصلا إلى اتفاق لإنهاء الأزمة في نهاية شهر نوفمبر الماضى، إلا أنهما أجلا الإعلان عنه في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن القدس. وصرح رئيس لجنة فلسطين في البرلمان الأردنى، يحيى السعود، بأن «على الحكومة الأردنية ألا تقبل بعودة السفير الإسرائيلى تحت أي ظرف من الظروف»، مهددا بأنه «إذا كانت هنالك عودة للسفير الإسرائيلى سوف أتبنى مذكرة نيابية لطرح إسقاط الثقة بهذه الحكومة».
كما طالب «بتقديم القاتل لمحاكمة عادلة تستوفى كل الشروط»، وبأن يتابع المحاكمة «محامون أردنيون، وأن تسمح السلطات الإسرائيلية بمراقبة المحاكمة». وقال السعود إن «كل الحلول التي طرحتها الحكومة الإسرائيلية بالنسبة لنا مرفوضة جملة وتفصيلاً».
وفى يوليو 2017، قام حارس في السفارة الإسرائيلية في عمان، بقتل الأردنيين محمد الجواودة والدكتور بشار الحمارنة في شقته الموجودة في محيط السفارة. كما قام أحد أفراد الجيش الإسرائيلى بقتل القاضى الأردنى رائد زعيتر في العام 2014 وهو مسافر عبر جسر الملك حسين وهو في طريقه إلى داخل فلسطين.