هو السلطان الثانى عشر في ترتيب سلاطين الدولة العثمانية، وهو مولود في ١٥٤٦، وتولى الخلافة بعد وفاة أبيه سليم الثانى سنة ١٥٧٤هـ، وكان في الأصل مهتماً بفنون العلم والأدب والشعر.
وكان يتقن اللغات الثلاث التركية والعربية والفارسية، ميالاً للتصوف، وقد أصدر أول قرار له بمنع شرب الخمر فور توليه السلطة، فثار الجنود الانكشارية عليه واضطروه لرفع الحظر عن تعاطى الخمر وكانت هذه فاتحة سيئة وعلامة ضعف ظاهرة للدولة وللسلطان، بحيث لا يستطيع إقامة الشريعة، وسار مراد الثالث على خط أبيه فشنّ عدة حملات على أوروبا.
وفى عهده أصبحت بولونيا تابعة للدولةالعثمانية وضم جورجيا وأذربيجان الشمالية وبلاد داغستان، وجدد الامتيازات للدولة الأوروبية، وزادت الحركة التجارية بزيادة الامتيازات، ويحسب له أنه أصدر ٣ فرمانات تحرم على اليهود السكنى والاستيطان بسيناء، وكان اليهود قد تسللوا تباعاً مجموعة وراء أخرى، وتزعّم حركة التهجير رجل يهودى اسمه «إبراهام» استوطن مدينة الطور بسيناء مع أولاده وسائر أسرته، وكثرت أعداد اليهود بسيناء، فأصدر مراد الثالث هذه الفرمانات لدرء الفتنة قبل أن تستفحل.
وواجه مشكلة كبيرة في غياب الصدر الأعظم محمد باشا الصقلى الذي اغتالته الأيدى الآثمة بتحريض خارجى وكان وزيراً قديراً مستقيماً حكيماً، فكان موته ضربة شديدة للدولة إذ لم يوجد بعده من يقوم بنفس دوره، وبموته فتحت أبواب الشروالفتن، فقد ثارت الانكشارية في إسطنبول والقاهرة وتبريز وبودا، وقتلوا الولاة وأشعلوا الاضطرابات بجميع أنحاء الدولة إلى أن توفى مراد الثالث «زي النهارده» في ١٩يناير ١٥٩٥ عن عمر يناهز الخمسين، ودفن في فناء أيا صوفيا.