كان زمان فى بلد اسمها بلد الدخان وأهلها الطيبين اللى كلهم شكلهم عرسان.. كان كل شوارعها مليانة ورق وقمامة أكوام أكوام.. كان فيها أطفال كتير شكلهم عيان.. لحد ما زارها الأمير آسر من بلاد الفرحستان.. ومشى فى شوارعها وشاف الورق مرمى فى كل مكان وشاف الناس بترمى أى حاجة فى أى حتة سواء كانت نهر أو بستان.. آسر إتضايق وسألهم ليه بلدهم مش نضيفة.. مع إنها كانت من الأيام من أجمل البلدان.. الأمير جمع كل الحرس بتوعه ونزلوا الشارع إللى كان ساكن فيه.. وجابوا أكياس وجمعوا كل الورق والقمامة وحطوها فيها وبعتوها هدية لمصنع إعادة تصنيع الورق والقمامة.. وبعدها كنسوا الشارع وغسلوه ولونوا الحيطان بأجمل الألوان.. فى الأول أهل البلد استغربوا إن الأمير آسر مهتم بنضافة الشارع وتلوينه ومابقوش يمشوا من هناك علشان مايضطروش يساعدوا.. لكن الأمير عمل حفلة كبيرة وعزم كل البلد.. ولما وصلوا ماكانوش مصدقين إن الشارع النضيف إللى كله مزيكا ومتزوق بالألوان الجميلة دى موجود فى بلدهم.. الشارع كإنه متحف أو جنة كلها ورد وريحتها ريحان.. والأمير ابتدى يقول إعلان عن جوايز كبيرة لكل واحد هينضف شارعه ويخليه جميل هو والجيران.. ومن الصبح أهل البلد نضفوا وزرعوا الورود إللى ألوانها بتعمل بهجة علشان يحطوها فى كل مكان.. ولونوا الحيطان.. والمدينة بقت أجمل من أى بستان.. والأطفال حياتهم بقت أجمل وأقوى من زمان.. وكانت الجايزة إللى الأمير وعدهم بيها إنه عزم ضيوف من كل مكان علشان يزوروا البلد إللى بقى اسمها بستان ستان.. وأهل البلد فرحوا لإنهم كسبوا فلوس كتير من الضيوف إللى كانوا بيشتروا كل حاجة من أى دكان.. وياخدوها معاهم بلادهم كذكرى تفكرهم إنهم سافروا فى يوم من الأيام وزاروا بستان ستان.. وأهل البلد حبوها أكتر ومابقاش فيه حد بيرمى أى ورقة فى أى مكان.. أصل خلاص ماينفعش بلدهم ترجع تانى وتبقى بلد الدخان.