قال الدكتور مصطفى حجازي، مستشار رئيس الجمهورية السابق: «إننا نلتقي اليوم في رحاب أزهر الإنسانية، وإذا تحدثنا عن القدس والأقصى وقبلهم أوطاننا ومستقبلنا فيجب أن نقول إنهم لا يحتاجون الدموع وإن صدقت، ولا التباكي على العجز وإن كانت حقيقة، ولكن يحتاجون الفكر الصادق من عقول غير مُتنازلة، ومن وجدان غير شائخ، وأنه الخصم قد أتانا من ثغور نحن تركناها كلأ مباحًا لشذاذ الآفاق»، مشددًا على أن «مائة سنة من الدهشة والتباكي على قضية فلسطين تكفي وتزيد، والتاريخ لا يرحم المندهشين».
وأضاف حجازي في كلمته، الخميس، باليوم الثانى لفعاليات مؤتمر الأزهر لنصرة القدس أنَّ الاستغراق في أفعال البيروقراطية وحدها لا يردع عدوًا ولا يستنصر صديقًا، ولكن لابد من التعلم من دروس الماضي القريب، فلم يعد هناك وقت للتذرع بأن طريق المستقبل تسده صخرة احتلال، فقد حطمنا كثير من صخرات الاحتلال في الماضي ولكن للأسف حِدنا عن الطريق وأصبحنا نواجه مستقبلًا غائمًا، مؤكدًا ضرورة العمل على الأرض والإبداع والإعمار والتغلب على المشكلات حتى نصير في مصاف الدول المتقدمة.
وأوضح حجازي أن عالمنا القادم لا يستطيع أحد القطع –حتى الآن- لأنه يتشكل من واقع أقرب إلى الواقع الكوني غير المستقر، الذي تعد فيه المعرفة على رأس موارد الاقتصاد، وتستخدم فيه العقول قبل الجغرافيا في الحروب، ويعد ميزان القوى هو وعيُ كل أمة بقدرتها عل الشراكة والقيادة أو حتى الاحتكار متمثلًا في أطروحتها، وقد اقتضت حكمة الله بأن يكون الوعي هو مناط كل قدرة وجوهر العدل في كل تكليف.