بدأ طارق العشرى، المدير الفنى لوادى دجلة، يستعيد بريقه التدريبى نسبيا، بعد أن تحسنت نتائج الفريق منذ توليه المسؤولية خلفا لأحمد حسام ميدو، المدير الفنى السابق، سواء بإقصاء المصرى من كأس مصر فى أول مواجهة له والاستمرار فى البطولة.. أو بتحسن الأداء بعض الشىء خلال مباريات الدورى الممتاز.. وواجه العشرى خلال الفترة الماضية صعوبات عديدة أبعدته عن الترشيحات لتدريب الأندية الشعبية والمنتخبات الوطنية، بعد أن كان اسمه يتردد ضمن المرشحين للمنتخب الأول قبل تولى «كوبر» المسؤولية.. ولعل تجربته الأخيرة مع إنبى التى أثرت سلبا على مشواره التدريبى، رغم كفاءته التى لا يختلف عليها أحد.. ودفعت مدربين آخرين أمثال إيهاب جلال أن يسبقوه لتولى تدريب الزمالك، أحد أكبر الأندية فى الشرق الأوسط.. «المصرى اليوم» حاورت «العشرى» وواجهته بالعديد من الاتهامات التى لاحقته فى السنوات الماضية، وهل كانت لها علاقة بانطفاء بريقه الذى يحاول أن يستعيده مرة أخرى.. وتحدث عن طموحاته مع دجلة ومنافسة الإسماعيلى للأهلى وتولى إيهاب جلال مسؤولية المدير الفنى للزمالك ومشاكل حسام حسن، المدير الفنى للمصرى مع القطبين، وأشياء أخرى فى هذا الحوار:
■ بداية.. البعض يردد أنك بدأت تستعيد بريقك التدريبى مع دجلة بعد أن فقدته فى الفترة الأخيرة!!
- أحمد المولى عز وجل أن الخبراء والنقاد يراقبوننى، سواء عندما أحقق إنجازا مع فريق أو أتعرض لكبوة مع فريق آخر.. وهو أمر طبيعى لصعود وهبوط مستوى أى مدرب مثلما يحدث مع اللاعبين.
■ هل تجربتك السابقة مع إنبى كانت السبب؟
- تجربتى مع إنبى أسقطتها من مسيرتى.. لأننى رحلت بعد خمس مباريات فقط واجهت خلالها صعوبات كثيرة تتعلق بإمكانيات اللاعبين التى لم تساعدنى على تحقيق نتائج طيبة.. ولا يمكن أن تحكم علىّ بالفشل مع إنبى فى تجربة لم أخضها سوى خمس مباريات فقط.
■ لكن طريقة اللعب التى اتبعتها مع إنبى كانت السبب فى تراجع النتائج!!
- السياسة التى اتبعتها خلال مشوارى التدريبى، سواء بطريقة اللاعب أو التعامل مع أى إدارة نادٍ أو لاعبين هى التى جعلتنى أحصد البطولات وأكون من ضمن المدربين القلائل الذين حصدوا بطولات فى الدورى المصرى من غير الأهلى والزمالك وحتى عندما توليت مسؤولية أهلى طرابلس نجحت فى حصد بطولة الدورى الليبى وكنت خير سفير للكرة المصرية والمدرب المصرى وقتها.
■ ما حقيقة الخيانة أو التآمر الذى أجبرك على الرحيل من إنبى؟
- لم يحدث.. وعلاقتى طيبة بمسؤولى إنبى، سواء الجهاز الإدارى أو الفنى.. رغم أننى حزنت كثيرا لطريقة رحيلى عن الفريق البترولى الذى ضحيت من أجله وعدت إليه تاركا رغبة مسؤولى أهلى طرابلس فى استمرارى.
■ لكن ماجد نجاتى رئيس إنبى السابق اتهمك بأنك رحلت عن إنبى فى المرة الأولى بحثا عن الأموال التى حصلت عليها نظير تدريبك للشعب الإماراتى!!
- ماجد نجاتى وعبدالناصر محمد يعلمان أننى لم أرحل عن إنبى من أجل عرض الشعب الإماراتى.. لإننى لا أبحث عن المال ولا أفكر فيه.. وأخطرته وقتها بأننى أمتلك عرضا إماراتيا، لكنه لم يكترث ولم يمدد تعاقدى وتجاهلنى فقررت الرحيل.
■ ماذا لو عرض عليك مسؤولو إنبى العودة مرة أخرى؟
- سأفكر فى الأمر قبل تولى المهمة.. ولا شك أن التجربة أثرت على مسيرتى التدريبية.. لكننى بدأت أستعيدها من خلال وادى دجلة.
■ ما الذى فعلته مع لاعبى دجلة وأدى بهم لتحسن النتائج؟
-ركزت على الناحية النفسية لهم وطالبتهم بضرورة استعادة أمجاد الفريق عند صعوده للدورى الممتاز.. فضلا عن بعض النواحى الفنية والتكتيكية التى قمت بإعدادها للاعبين إلى جانب أننى دعمت الفريق بلاعبين من أصحاب الخبرة مثل أحمد عبدالملك وأحمد سالم صافى.
■ بعض اللاعبين كانوا يشكون سوء معاملة أحمد حسام ميدو!!
- لا يمكن أن أتحدث عن فترة سابقة.. لكن ميدو واجه عدم توفيق خلال المباريات التى كان يقود فيها دجلة، رغم أن الأداء كان مميزا.
■ بم تفسر تراجع نتائج أندية الشركات هذا الموسم مثل دجلة والمقاصة وإنبى؟
- أعتقد أن مفاوضات الأهلى والزمالك مع أى لاعب يتميز فى إنبى ودجلة والمقاصة هى السبب الرئيسى فى تراجع النتائج.. فرغم أن هذه الأندية لها سياسة أخرى إلى جانب المنافسة على البطولات وهى تسويق اللاعبين والحصول على أكبر عائد مالى لهم.. لكننى مقتنع بأن النتائج الطيبة واعتلاء فرق الشركات لمنصات التتويج يزيد من قيمة النادى ولاعبيه وجهازه الفنى.
■ هل دجلة يرضى طموحاتك؟
- بالتأكيد فهو فريق منظم ويمتلك إدارة محترمة، وألقى دعما كبيرا، سواء من ماجد سامى أو بقية مجلس الإدارة وعلى أبوجريشة المشرف على الفريق.
■ البعض يردد أنك لم تعد قادرا على قيادة الأندية الشعبية مثل الإسماعيلى والمصرى والاتحاد السكندرى!!
- رد مستنكرا.. ألم يكن أهلى طرابلس الذى قدته إلى حصد بطولة الدورى فريقا شعبيا وجماهيره يتسمون بشراسة كبيرة؟!.. أعتقدت أن الجميع يعلم أننى وحسام البدرى أفضل مدربين فى مصر والأكثر حصولا على البطولات وقادرون على صناعة الفارق مع أى فريق بشرط توفر الإمكانيات.
■ إذن.. لماذا هربت من تدريب الهلال السودانى؟
- أرفض كلمة هروب ولا أسمح لأحد أن يتحدث معى بهذه الطريقة.. فالجميع يعرفنى جيدا ويحترمنى، سواء على المستوى المهنى أو الأخلاقى.. وما دفعنى للرحيل عن الهلال السودانى هو تدخلات رئيس النادى ورغبته فى فرض أسماء معينة على التشكيل الأساسى وحذرته أكثر من مرة من التدخل فى عملى وأننى لست من المدربين الذين يتلقون تعليمات من رؤساء الأندية، لكنه لم يكف عن سياسته فاضطررت للرحيل وسددت لهم الشرط الجزائى.
■ بم تفسر انتقال المدربين من نادٍ لآخر فى منتصف الموسم!!
- المدربون أصبحوا مهددين فى عملهم من بعض مسؤولى الأندية الذين يتخذون قرارات بالإقالة بعد الهزيمة فى مباراة أو التعادل فى أخرى.. فضلا عن أن كل مدربى العالم يرحلون عن أنديتهم بحرية ودون أن يتهمهم أحد بأنهم يتاجرون بالأندية.
■ لكن مدربى العالم لا يرحلون فى منتصف الموسم!!
- كل مدربى العالم يعيشون حالة من الاستقرار مع الأندية التى يتولون إدارتها ولا يرحلون لمجرد التعادل أو الخسارة وهو ما يدفع لوجود تقارب فى المستوى فى الدوريات الأوروبية بعكس ما يحدث فى الدورى المصرى الذى يصبح فيه المدرب أسيرا لقرار مسؤول بنادٍ أو ضياع فرصة من لاعب فى مباراة.
■ لماذا تشهد مواجهاتك مع المصرى بقيادة حسام حسن صراعا داخل وخارج الملعب؟
- كل مدرب يتبع الأسلوب الذى يحقق له الفوز.. ويمكنه من الاستمرار فى المنافسة بالدورى بشكل يليق به.. وما يحدث مع المصرى أو غيره أمر طبيعى لأننا نرغب فى حصد النقاط الثلاث، خصوصا أن الصراع خلال الموسم الجارى شرسا وهناك فرق عديدة تنافس على البقاء بالدورى والابتعاد عن شبح الهبوط.
■ مارأيك فى أزمة تصريحات العميد مع القطبين؟
- حسام مسؤول عن تصريحاته.. لكن التصريحات التى تخص الأهلى والزمالك يجب أن تكون متقنة ولا يجوز أن تشهد استفزازا لجماهير القطبين.. ومن ثم أفضل عدم الإدلاء بأى تصريحات بعد المباريات مباشرة لأن المدرب يكون منفعلا ولا يتحكم فيما يقول.
■ أليس غريبا أن يتفوق عليك إيهاب جلال بتولى تدريب الزمالك.. رغم أنك كنت تترشح لتدريب القطبين تارة والمنتخبات تارة أخرى؟
- ليس غريبا.. فإيهاب جلال تفوق بالفعل من خلال الموافقة على تدريب الزمالك، لأنها ستمنحه قوة كبيرة فى مسيرته التدريبية باعتبار الشعبية الجارفة التى يمتلكها النادى الأبيض.. لكنها مجازفة كبيرة بسبب الضغوط التى يتعرض لها، سواء من الجماهير أو إدارة ناديه التى ترغب فى المنافسة على كل بطولة سيخوضها أو مباراة يلعبها، لكونه مطالبا بالفوز.
■ هل ترى أن لقب الدورى تم حسمه للأهلى؟
- لا يمكن أن نجزم بذلك باعتبار أننا فى بداية الدور الثانى من الدورى.. لكن الأهلى هو الأقرب للقب إذا لم يستغل الإسماعيلى فرصة منافسته على اللقب والطفرة التى يشهدها مؤخرا.
■ البعض يردد أن الإسماعيلى خسر برحيل المدرب الفرنسى «ديسابر».. مارأيك؟
- لا أعتقد.. لأن أبوطالب العيسوى، مدرب متميز ويمتلك كفاءة فنية كبيرة وقد اكتسب مزيداً من الخبرات خلال السنوات الثلاث التى عملنا فيها سويا بحرس الحدود.
■ كيف ترى فرصة المنتخب الوطنى فى المونديال؟
- المنتخب الوطنى فرصته كبيرة فى المنافسة على التأهل لمونديال روسيا خلال المرحلة المقبلة، وقادر على زيادة سمعة الكرة المصرية، بعد أن نجح فى التأهل إلى كأس العالم بعد غياب 30 عاما.
■ هل تتوقع استمرار «كوبر» بعد المونديال؟
- لا أعتقد.. فكوبر لن يستمر مع المنتخب بعد المونديال، سواء حقق نتائج طيبة أم لا.. فالرجل يرغب فى الانتقال لتدريب فريق آخر سواء ناديا أو منتخبا.
■ مارأيك فى تألق محمد صلاح فى الفترة الأخيرة؟
- صلاح نموذج للاعب العالمى والمثالى ويجنى ثمار جهده ومثابرته التى نجح فيها، سواء بداية من احترافه فى بازل السويسرى أو تشيلسى أو روما، وأخيرا فى ليفربول، وأعتقد أن مسيرته ستستمر مع التألق خلال السنوات المقبلة، خصوصا أنه لم يتأثر بالأضواء ولا بما حققه، ويمتلك طموحات أكبر من الحصول على أفضل لاعب بأفريقيا.
■ أخيرا.. لماذا لم تترشح لتدريب المنتخب الأوليمبى؟
- أنت تعلم أن طارق العشرى ليست له علاقات حتى يتحدث أحد له داخل اتحاد الكرة، ولا يمكن أن أطلب من المسؤولين ترشيحى للعمل لأى منتخب، وهم يعلمون إمكانياتى التدريبية جيدا.