x

بالفيديو.. «المصري اليوم» ترصد: 8 آلاف مواطن تحت الحصار فى سوهاج

الأربعاء 09-11-2011 18:06 | كتب: يسري البدري, فاروق الدسوقي |

رصدت «المصرى اليوم» تفاصيل 72 ساعة من الحصار، الذى فرضه أهالى قرية أولاد يحيى على 8 آلاف مواطن يعيشون فى قرية أولاد خليفة بمركز دار السلام فى سوهاج، مستخدمين الأسلحة النارية.

كانت الأحداث التى اندلعت قبل يومين قد أسفرت عن قتل 2 وإصابة 25 آخرين وفرض حظر التجوال على القريتين، بدأت بخلاف على تحميل الركاب وتطورت إلى معارك بالأسلحة النارية، وحرق 300 فدان وحوش مواش إضافة إلى السرقات.

وتقع منطقة دار السلام أو أولاد طوق، على الطريق الصحراوى الشرقى الذى يبعد عن محافظة سوهاج 32 كيلومتراً، ولسكان المنطقة تركيبة خاصة تحكمها القبلية والعادات، وهو ما جسده الفنان الكبير أحمد زكى فى فيلمه الشهير «الهروب» الذى قام بتمثيله فى منطقة الحاجر بدار السلام، والمكان معروف بانتشار كميات هائلة من الأسلحة الثقيلة، ربما لأنه يقع أسفل الجبل الشرقى فى المحافظة.

الأحد 6 نوفمبر صباح عيد الأضحى، كانت الشرارة الأولى فى أحداث سوهاج، وقوع مشاجرة بين قريتى أولاد يحيى وأولاد خليفة، انتقلت على إثرها القيادات الأمنية وتبين حدوث مشاجرة بين طالبين وعاطل من «أولاد يحيى» وعامل و2 من أقاربه من «أولاد خليفة» لخلافات سابقة بين بعض سائقى سيارات الأجرة فى القريتين بسبب أولوية تحميل الركاب، أصيب فيها 2 من الطرفين، بعدها بساعات تدخل بعض الأهالى من القريتين وحدثت مشاجرة كبرى استخدم فيها الطوب والحجارة والأسلحة النارية، مما أدى إلى إصابة النقيب محمد على محمد، رئيس نقطة شرطة أولاد يحيى، إضافة إلى شرطى آخر وخفير نظامى، وكانت إصاباتهم سحجات متفرقة نتيجة التراشق بالحجارة ووقعت تلفيات فى بعض المساكن وسيارات خاصة، وأثبتت الأجهزة الأمنية فقدان الضابط 15 طلقة نارية وفقدان خفير الشرطة 20 طلقة خرطوش، أثناء محاولة السيطرة على المشاجرة.

اقتربت الساعة من الخامسة مساءً، وبدأت أجهزة الأمن فى لقاء كبار العائلات وعقد جلسة صلح بين الطرفين، لتهدئة الأوضاع لاستعادة الهدوء مرة أخرى.

وأحالت أجهزة الأمن الواقعة إلى النيابة العامة، التى أمرت بضبط عدد من الهاربين من طرفى المشاجرة وعرضهم على النيابة، وكان اللقاء مثمراً بين عدد من القيادات الأمنية ورؤوس وكبار العائلات من طرفى المشاجرة، واتفقوا على عدم تجدد الاشتباكات خلال اليوم الأول للعيد واستمر الحال هكذا حتى صباح اليوم التالى دون أى تجاوزات.

الإثنين 7 نوفمبر، ثانى أيام عيد الأضحى، تجددت الأحداث فى السابعة صباحاً، عندما تلقت الأجهزة الأمنية بلاغاً بنشوب حريق بقرية أولاد خليفة، وتم إخماده واتهم مالكه 4 أشخاص مقيمين بقرية أولاد يحيى بسبب خلافات أول أيام العيد على أولوية تحميل الركاب، ووقعت بعدها مشاجرات بالأسلحة النارية استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة وأصيب طالب و4 آخرون بأعيرة نارية، كما أصيب 4 آخرون بكسور وجروح متفرقة، واستمرت المشاجرة أكثر من 3 ساعات، مما دفع أجهزة الأمن إلى الاستعانة بـ16 تشكيل أمن مركزى قامت بفرض كردون أمنى مشدد على القريتين، وأصيب فيها النقيب عمرو عطية، من قطاع الأمن المركزى بجرح فى الرأس، وأثناء محاولة أجهزة الأمن فرض سيطرتها على القريتين قطعت مجموعة من أهالى أولاد يحيى الطريق الصحراوى الشرقى لمنع أهالى قرية أولاد خليفة من دخولها، واستمر قطع الطريق أكثر من ساعتين، وقدم لهم رجال القوات المسلحة النصيحة بالتهدئة واستجابوا لهم، وتم تسيير الحركة المرورية وإعادة فتح الطريق، كما تم ضبط طرفى المشاجرة وأحيلوا إلى النيابة وتم استدعاء كبار ورؤوس العائلات، لعقد جلسة صلح، وعرض الأسلحة المستخدمة على النيابة العامة، وأثناء ذلك تم حرق أكثر من 300 فدان مملوكة لقرية أولاد خليفة، وانتهى ثانى أيام عيد الأضحى ولايزال الاحتقان بين القريتين مستمراً.

الثلاثاء 8 نوفمبر، ثالث أيام عيد الأضحى، فى بداية اليوم فى السابعة صباحاً يستيقظ رجال الأمن على بلاغ من مصطفى عابدين إبراهيم «35 سنة» مقيم فى قرية أولاد خليفة، باكتشافه سرقة حوش مواش ملكه، والاستيلاء على 13 رأس ماشية، وإشعال النيران فى الحوش، وتم إخماد الحريق بمعرفة الأهالى، وبانتقال أجهزة الأمن تبين أن الحوش مساحته «10 فى 20 متراً»، واحترق احتراقاً كاملاً بما فيه من غلال وتبين أن جميع المواشى التى كانت موجودة به سرقت، ولا يوجد أى إصابات أو وفيات.

واستجوبت أجهزة الأمن مالك الحوش الذى اتهم عطية حافظ بربيرى، عضو مجلس شعب عن الحزب الوطنى المنحل و4 آخرين، بالسرقة وإشعال النيران وتم تحرير المحضر، وأحيل إلى النيابة التى أصدرت قراراً بضبط وإحضار المتهمين الـ5، وفرضت أجهزة الأمن تواجداً أمنياً لمنع تجدد الاشتباكات.

وفى الثانية عشرة ظهر ذات اليوم، تجددت الاشتباكات بين القريتين وتم إطلاق النيران بصورة كثيفة بين الطرفين فتم الدفع بـ34 تشكيل أمن مركزى ليصل عدد التشكيلات إلى 50 فى القريتين، وتبين أن المشاجرة التى دارت بالأسلحة النارية وقعت بين 4 من أولاد يحيى الحاجر المعروفين بأنهم من هوارة سوهاج، و4 من أولاد خليفة، وأن جميع أطراف المشاجرة الثمانية مصابون بطلقات نارية فى القدم والبطن والصدر، وتم تحويلهم جميعاً إلى مستشفى سوهاج التعليمى، وعقب ذلك تجمع أهالى القريتين على الطريق وقام بعض أهالى قرية أولاد يحيى بإشعال النيران فى كميات كبيرة من البوص فى الأراضى الزراعية بناحية أولاد خليفة، وأثناء دخول سيارة الإطفاء بقيادة الشرطى عمران خليفة «24 سنة» من قوة الحماية المدنية لإخماد النيران اعترض أهالى أولاد يحيى السيارة وتعدوا على قائدها بالضرب وأحدثوا به عدة إصابات بينها كسر فى ذراعه اليسرى وحطموا زجاج السيارة الأمامى، وقامت أجهزة الأمن بنقل الشرطى المصاب و2 آخرين من أهالى أولاد خليفة إلى مستشفى دار السلام المركزى وأثناء نقلهم، قام أهالى أولاد يحيى بالاعتداء على سيارات الإسعاف وهشموا الألواح الزجاجية بها واتلفوا بعض الأجهزة الطبية، مما دفع مدير المستشفى إلى إغلاقه وطلب من القوات المسلحة إخلاءه من أهالى القريتين خوفاً من تفاقم الأوضاع داخله، كما حدثت تليفات فى 13 سيارة شرطة، وتم إخطار النيابة العامة التى ندبت الأدلة الجنائية للمعاينة على الطبيعة وكلفت إدارة البحث بالتحرى عن الواقعة وضبط المتهمين والأسلحة المستخدمة ولا تزال الخدمات الأمنية تكثف جهودها فى المنطقة.

ويعيش نحو 45 ألفاً من أهالى أولاد يحيى يحيطهم بنحو 8 آلاف مواطن فى قرية أولاد خليفة، وتقع الأخيرة على النيل ويحيط بها يمينا ويساراً قرى أولاد يحيى، المكونة من أولاد يحيى الحاجر وتتبعها قرى العزبة والحاجر ونجع عمار وأولاد بكر والمشايخ وأولاد يحيى بحرى وتتبعها قرية الشيخ جامع وأولاد يحيى قبلى وتتبعها قرية الغرقان ونجع الحسين، والحداثنة، والعصارة، إضافة إلى أقاربهم من هوارة قنا، وتتمثل فى قبائل أولاد مناع، بينما يعيش 8 آلاف مواطن فقط من أولاد خليفة معظمهم يعملون فى دولتى الكويت وليبيا، ودائما ما تحدث تحرشات واشتباكات بين أهالى القريتين بسبب وقوع قرية أولاد خليفة على النيل وباعتبارها المنفذ الوحيد للعبور إلى الجانب الآخر من النهر.

وقال بهاء عابدين، أحد سكان أولاد خليفة لـ«المصرى اليوم»، إنهم يتعرضون للحصار منذ 3 أيام وإن أهالى قرى ونجوع أولاد يحيى يرشقونهم بالأسلحة النارية والحجارة يومياً فى محاولة لتأديبهم وأنهم يعانون أشد المعاناة من عدم وصول أنابيب البوتاجاز أو سيارات الإسعاف لنقل المصابين منهم أو أى مواد إعاشة، وإنهم عانوا لنقل جثتى أبو الحسن الديب الملاح «16 سنة» وخميس إبراهيم على «16 سنة»، إلى المستشفى بعد أن حطموا سيارات الإسعاف واعتدوا على سيارات الشرطة دون تدخل من القوات المسلحة، ولفت إلى أن أرض أولاد يحيى تعرضت أيضاً للحرق وأن من يقف وراء ذلك عضو مجلس شعب عن الحزب الوطنى المنحل، يقوم بتحريض أهالى وقرى ونجوع أولاد يحيى للتعدى علينا واستفزازنا، وإثارة الفوضى.

وأضاف أن هوارة أولاد مناع بقنا أمدوا أقاربهم فى قرى ونجوع أولاد يحيى بالأسلحة النارية فى محاولة لتأديبنا ونحن نستغيث يومياً بالقوات المسلحة والحاكم العسكرى دون أن يتدخل أحد لإنقاذنا، مؤكداً أنهم يعيشون مأساة حقيقية، ويريدون منقذاً لهم من هؤلاء الذين يعتدون علينا يوميا ويريدون إذلالنا، وتابع: «الهوارة شكلوا مجموعات لغلق الطرق والمداخل والمخارج المؤدية إلى أولاد خليفة مستخدمين الأسلحة الآلية والشوم والعصى».

على الجانب الآخر، قال أحد سكان أولاد يحيى إن ما يدعيه أولاد خليفة محاولة للنيل من العائلات الممتدة يميناً ويساراً لقرية أولاد خليفة، ولفت إلى أن خلافاً بسيطاً نشب بين طرفين وتم الصلح فيه، نافيا أى علاقة لهم بحرق الأراضى الزراعية الخاصة بأولاد خليفة، وأن هناك أشخاصاً يسعون إلى إثارة الفتنة والوقيعة بينهم وبين أولاد خليفة، وقال إن واقعة حريق حوش المواشى تخضع لتحقيقات النيابة وإن هناك مساعى للصلح بين العائلتين عن طريق كبار العائلات ومشايخها.

وكان اللواء عبدالعزيز النحاس، مدير أمن سوهاج، قد قطع إجازته بمجرد وقوع الحادث، وانتقل معه نائبه اللواء بكرى الصوفى وجميع قيادات مديرية الأمن إلى القرية، وقيادات من القوات المسلحة، للسيطرة على الموقف، ومعهم 50 تشكيل أمن مركزى.

شاهد الفيديو

 

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية