نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، الاثنين، تقريراً عن استعدادات الولايات المتحدة في حالة نشوب حرب بينها وبين كوريا الشمالية وخطط الهجوم الموضوعة.
وقالت الصحيفة إنه خلال الشهر القادم سيعمل أكثر من ألف جندى احتياط في مواقع الجيش بجميع أنحاء الولايات المتحدة على كيفية إقامة ما يسمى مراكز التعبئة التي تحرك القوات العسكرية في الخارج في حالات الطوارئ، تزامناً مع افتتاح دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في مدينة بيونجشانج الكورية الجنوبية، الشهر القادم.
وتعتزم وزارة الدفاع الأمريكية إرسال المزيد من قوات العمليات الخاصة إلى شبه الجزيرة الكورية، وهى خطوة أولية تجاه ما قاله بعض المسئولين بأنه تشكيل قوة عمل مقرها كوريا على غرار القتال في العراق وسوريا، وقال آخرون إن الخطة مرتبطة بشكل صارم بجهود مكافحة الإرهاب.
وأكدت الصحيفة أن عقيدة الجيش الأمريكي قائمة على التخطيط الدائم للطوارئ، وأن التحركات هي ظاهريا جزء من تدريبات وزارة الدفاع القياسية، لكن نطاق وتوقيت التدريبات يشيران إلى تجديد التركيز على جعل الجيش مستعدا لما يمكن أن يكون مواجهة مع كوريا الشمالية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في قاعدة «فورت براج» بولاية كارولاينا الشمالية، أقلعت نحو 48 من طائرات «أباتشى» وطائرات الهليكوبتر من طراز «شينوك» في عملية هدفها التدريب على نقل القوات والمعدات تحت نيران المدفعية. وبعد ذلك بيومين، في ولاية نيفادا، كان هناك 119 جنديا من «الفرقة 82» المحمولة جوا التابعة للجيش، خرجوا من طائرات شحن عسكرية من طراز «سي-17» في تمرين يحاكي غزوا أجنبيا.
وقالت الصحيفة إن «البنتاجون» يرفع من تدريبات الجيش لمقاتلة «حرب تقليدية»، بعد سنوات من الاشتباك في الشرق الأوسط مع حروب الشوارع والتنظيمات المسلحة.
وأشارت إلى تركيز رئيس أركان الجيش الأمريكي، الجنرال مارك ميللي، خلال اجتماعاته في الفترة الأخيرة على ذكر هزيمتين أمريكيتين، في الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية، محذراً من تكرارهما إذا لم يستعد الجيش لحرب محتملة مع كوريا الشمالية.
وحث «ميللي» كبار قادة الجيش على رفع كفاءة الوحدات، وحذر من فقدان ما سماه «الذاكرة العضلية» لكيفية محاربة حرب برية كبيرة، بما في ذلك الحرب التي يمكن للخصوم أن يحققوا فيها دفاعات جوية متطورة، واستخدام المشاة، والسلاح البحري وحتى الأسلحة الإلكترونية في المعركة.
قال مسؤولون عسكريون إنه من غير المرجح أن يقوم «البنتاجون» بعمل عسكري في شبه الجزيرة الكورية بدون تحذير الأمريكيين وغيرهم من المسؤولين في كوريا الجنوبية واليابان، ما لم تعتقد إدارة ترامب أن الولايات المتحدة يمكن أن تقوم بضربة جوية لمرة واحدة على كوريا الشمالية لن يتبعها انتقام من بيونج يانج على سول المجاورة.
وقالت المسؤولة السابقة رفيعة المستوى في «البنتاجون»، ميشيل .فلورنوي، للصحيفة: «إن مهمة الجيش هي أن يكون جاهزا تماما لأي حالات طوارئ قد تلوح في الأفق، وحتى لو لم يتم اتخاذ قرار بشأن كوريا الشمالية ولم يصدر أي أمر، فإن الحاجة إلى الاستعداد للطوارئ في ذهن الرئيس وفريق الأمن القومي التابع يحفز القادة على استخدام الفرص لتطبيق الخطط وتعزيز إعدادها».
وأشارت الصحيفة إلى أن مناورات «بانثر بليد» التي ينظمها الجيش الأمريكي، تهدف إلى نقل فرق مظلات خلف خطوط العدو تحت نيران المدفعية، بجانب إجبار العدو على الاشتباك في جبهات مختلفة
وقال مسؤولون إن عملية أخرى تسمى «برونز رام»، يتم تنسيقها من قبل قيادة العمليات الخاصة للمظلات، وستركز عملية هذا العام بشكل مكثف على العمليات تحت الأرض، والعمل في بيئات ملوثة كيميائيا، إنها ستستضيف مهمة قيادة العمليات الخاصة بمكافحة أسلحة الدمار الشامل.
ولفتت الصحيفة إلى أنه على العكس من الحشد العام للقوات المسلحة في الفترة التي سبقت حرب الخليج عام 1991 وحرب العراق عام 2003، التي سعت إلى الضغط على الرئيس العراقي صدام حسين في تسوية دبلوماسية، فإن البنتاجون يسعى إلى تجنب الإعلان عن جميع استعداداته خوفا من استفزاز دون قصد زعيم كوريا الشمالية.
وقالت الصحيفة إن البنتاجون وقيادات الجيش يرغبون في إظهار التوازن بأن الجيش مستعد من ناحية مواجهة أي تحد تقدمه كوريا الشمالية، بجانب دعمها القوي للمبادرات الدبلوماسية التي تقودها الخارجية الأمريكية لحل الأزمة.